السلام عليكم ورحمة الله وبركاته في البداية أحب أن أقدم شكري لكِ علي هذا الباب ، أنا فتاة أبلغ من العمر26 عاما تعرفت علي شاب منذ ثلاث سنوات ونصف وبعد تعرفي عليه بشهر واحد طلب مني الزواج ، وجاء لخطبتي ورحب به والدي لكن المشكلة كانت في مكان الشقة ومع ذلك وافقنا ، وتمت الخطبة ثم حصلت مشكلة وبعدها لم يأت ، بل إننا ابتعدنا عن بعض ، لكن سرعان ما جاء وطلب السماح فقد كانت والدته هي السبب في هذه المشكلة لأنها لا تريد زواجه من فتاة غير قروية ، وبعدها سافر للعمل في أحدي الدول العربية ، وهو علي اتصال دائم بي وكانت إجازته كل شهرين وقد كانت تجمعنا قصة حب شديدة لكنه للأسف شخص شديد الكذب كان كل مرة يقول لي " ماما مش موافقة بس اصبري أنا بحاول أنا عمري مقدر أبعد عنك أنا بحبك و مقدرش أعيش من غيرك " إلي آخر هذا الكلام ، كان ارتباطنا كأي اثنين أوقات من السعادة يتخللها الكثير من الشجار والاختلاف ، لكن المشكلة الكبرى أنني اكتشفت أنه متزوج منذ عام ولديه طفل ولم يخبرني ، حتي من شدة كذبه كان يوم سبوع ابنه يقسم لي بحبه الكبير وعدم قدرته علي التخلي عني والحياة بدوني ، أنا غير مصدقة أن يكون في الدنيا ناس بهذا المستوي من الكذب ، لقد توقف عقلي عن التفكير كيف استطاع أن يكذب طيلة هذه السنوات الثلاث ، لقد اكتشفت بعد السؤال عنه في مقر سكنه ومقر عمله في "شرم الشيخ " أن سلوكه مش تمام ، وعفوا بتاع بنات ، المشكلة أنني لا أعرف كيف استمر معي 3 سنين كاملة من الكذب والخيانة ممكن تقوليلي أعمل إيه؟ MAYA- مصر قصتك رغم مراراتها وقسوتها إلا أنها تتكرر كل يوم لأن هناك أصناف من البشر لا يستطيعون الحياة بشكل سوي ،وهناك رجال لا يشعرون بقيمتهم وذاتهم إلا حين يكذبون ويخونون لأن الخيانة تعني لهم إثبات الرجولة وتأكيد الذات والوجود وتحقيق لكيان مفتقد في حياتهم مع زوجاتهم ، وأنت لست الآن معنية بتحليل شخصياتهم ومعرفة لماذا يكذبون أو يخدعون ويخونون ، إنما كل ما يعنيك الآن هو معرفة ماذا تفعلين وكيف تتصرفين ؟ وأظن أن هذا الأمر بسيط خاصة وأنك لم تتزوجيه بل فقط خطوبة ، فليس أمامك سوي أن تتركي هذا الإنسان فوراً دون تردد ، لأنك اكتشفت أن حبه لك لم يكن حباً بل كان مجرد كلام معسول يلقيه علي مسامعك بين الحين والآخر لزوم التخدير والتنويم المغناطيسي كي لا تشغلي ذهنك وتتعبي فكرك وتوجعي دماغك ، لأن كل ذلك حتماً كان سيؤدي بك إلي الشك والاختلاف الدائم معه ، وبالتالي التنقيب فيما وراء الكذب لمعرفة الحقيقة ، من أجل كل ذلك طالت فترة خداعه لك لأنه أغمض عينيك لمدة ثلاث سنوات بحجج فارغة ، وحين سقط القناع كانت الصدمة التي أصابتك وصورت لك كل الناس مخادعين كذابين ، لكن الحق يا صديقتي أن قلة من الرجال ممن في نفوسهم مرض هم من يكذبون ويخونون زوجاتهم دون أن يكون لديهم الدافع لذلك ، ولأنك لست زوجته ، فليس مطلوباً منك أن تصبري علي خيانته وتتحملي أذاه لأنها نزوة وسيعود لك بعدها ، بل العكس هو الصحيح إذ أنك الآن ورغم ثلاث سنوات هي عمر الحب بينكما صرت أنت النزوة التي سيتركها حتماً أو سيجعلها معلقة بوهم الحب ، فالأفضل لك أن تقطعي صلتك فوراً بهذا الكذاب الخائن ، وانسي قصتك معه تماماً و ابدأي حياتك من جديد وأنت غير نادمة ، إنما مستفيدة من تجربة كانت قاسية ومُرة ، حصلت عليها في مستهل حياتك ولعلها تكون بمثابة مناعة تقويك وتعصمك من الخداع بعد ذلك وعسي أن تكرهوا شيئاً كما تقول لك الآية الكريمة . عواطف عبد الحميد [email protected]