كعادته يقلب الحقائق ويشوه الصورة ويطوِّع إعلامه المأجور من أجل قلب الحقائق، فبعد أن حاول خداع الشعب المصرى وتصوير مظاهرات 30 يونيو على أنها ثورة شعبية ضد حكم الرئيس الشرعى المنتخب د. محمد مرسى، يحاول الآن تصوير أنه البطل المغوار الذى يتعفف عن الحكم والسياسة، ولا يريد أن يكون رئيسا وإنما الشعب المصرى (طبعا من مواطنيه الشرفاء الذين فوضوه بالقتل والحرق والتنكيل بالجثث) هو من يطالبه بذلك. إنه الفريق أول عبد الفتاح السيسى قائد الانقلاب الذى خان عهده وحنث بقسمه، وأمر بقتل وحرق المصريين بل والتمثيل بجثثهم وجرفهم إلى مقالب القمامة، ويخرج ويتحدث أمام الجميع أنه على استعداد تام لملاقاة ربه ومحاسبته على ما اقترف وقدَّم. لن أقف عند تشويهه للصورة وقلبه للحقائق، وإنما أبحث عن رغبته الحقيقية نحو اغتصاب حكم مصر دون محلل أو وسيط أو حتى "طرطور"، وتكشفه التسريبات التى تنشرها شبكة "رصد" التى فضحت السيسى وتنصيبه لنفسه وكأنه الحاكم بأمر الوطن والمتحكم فيه. التسريبات المنشورة وما جاء فى الحوار المفضوح الذى اتضح أن الذى كتب أسئلته وأجوبته رئيس التحرير الذى يتوهم فى نفسه "هيكل جديد" مع "ناصر جديد"، وينتظرهما فشل الستينيات مرة أخرى، ولكن هذه المرة سينتهى بإعدام الخونة والقتلة والمحرضين. هذه التسريبات وما تبعها من حملات لدعم ترشيح السيسى للرئاسة وحديثه عن مرشحين سابقين (حمدين- أبو الفتوح- والبقية تأتى)، وإصراره المتكرر على تنفيذ خارطة الطريق (زى إصراره من قبل أن الجيش مع الرئيس ويدعمه ولن يتدخل فى السياسة) تكشف أنه لا يريدها انتخابات حقيقية قادمة، بل يريدها رئيسا بالتزكية (طالما لقى مفوضين مأجورين بينزلوا يهتفوا باسمه فى الشوارع)!. هذا ليس محض خيال، فانقلاب 3 يوليو تم بنفس الصورة، خرج بعض البشر فى 30 يونيو بالشوارع لمدة 6 ساعات تهتف بانتخابات رئاسية مبكرة، ليتخذها السيسى ذريعة للانقلاب على الرئيس المنتخب واختطافه (محدش عارف حاجة عنه منذ هذا التاريخ)، ويعطل الدستور المستفتى عليه ويحل مجلس الشورى المنتخب، ويقتل ويسفك الدماء. السيسى يريدها مظاهرة حاشدة لمدة 6 ساعات أخرى، تخرج فيها طائراته لتصور حشود مأجورة يزيد عددها مُخرج (أفلام بورنو) تهتف بحياة السيسى وترفع صوره الملقاة من هذه الطائرات، ليجد السيسى أمامه ذريعة جديدة للنزول على رأى الجماهير فى ظل أوضاع اقتصادية متردية وسياسية متوترة، ليعلن نفسه حاكما بأمر الوطن ويجلس على كرسى الرئاسة لمدة عامين، كفترة انتقالية حتى الانتهاء من هذه الأزمات!. هو يريد الحكم والكرسى والرئاسة، ويخشى الخسارة، وطلب التحصين، ولا يريد أن ينقلب الجيش عليه كما انقلب هو على رئيسه الذى عينه وحلف أمامه قسم الولاء له وللوطن، فهل سيسمح له الأحرار بذلك؟.. أشك.