إذا سألت أي مواطن، ماذا تريد في المستقبل؟!.. فسيقول لك بالتأكيد: أريد حياة أفضل.. ولكن ما هى صورة هذه الحياة الأفضل؟.. وما هى خطوطها العامة؟.. ما هي نقطة البداية؟.. وإلى أين ينتهى إطارها؟!.. صورة هذه الحياة الأفضل، تكاد تكون واضحة في ذهن الشعب، أنه يتصور قدر ما أشعر كمواطن عاد. أن مصر قادرة على أن تعبر مشكلات الحياة اليومية بالعمل والإنتاج والانضباط والحزم.. والشعب يعرف أن هذه المشكلات ليست طارئة، وإنما هى ميراث ثقيل للغاية، وباهظ الأعباء، بحيث أصبحت تلك المشكلات ملموسة من كافة شرائح المجتمع، وبحيث أصبح من أول الأمور الضاغطة والعادلة معا، ضرورة التصدى لها وعبورها.. والشعب لا ينكر أن الجهود المتوالية التي بذلتها الجهات الرسمية قد أصابت نجاحا في عدد منها، وهو يعرف أيضا أن هناك مشكلات ستأخذ وقتا أطول، وجهدا أكبر، وأنه ينبغى أن نواجهها مباشرة بالعمل والفكر.. ولكن من أين يبدأ التنفيذ؟!.. الشعب يعرف أننا لا نبدأ تنفيذ الحياة الأفضل من نقطة الصفر، وما صنعه أجدادنا وآباؤنا من أعمال بناءة، لا يذهب عبثا.. مدي تصوري، هو أن نبدأ بإصلاح ما أفسده الزمن على أن يكون هذا الإصلاح ناجزا ومتسما بالحزم، حتى نوقف كل أنواع التسيب، الذي هو بمثابة «سرطان» خطير يوقع الضرر الفادح بنا جميعا.. ولكن كل هذه المسئوليات لا يمكن أن تتحمل أعباءها الدولة وحدها.. ولم يحدث في تاريخ أي بلد من بلاد الدنيا أن وقف الشعب موقف المتفرج أو اختار الموقف السلبي، وترك الحكومة والجهات الرسمية تواجه وحدها مشكلات الحاضر والمستقبل.. إن توحيد الصف حكومة وشعباً، هو القوة الضاربة المؤثرة، في أوقات السلم والتعمير، وفي أوقات الرخاء والأزمات، وفى الأوقات التي تسكت فيها الألسنة وتتكلم فيها قذائف المدافع والصواريخ!..