قمة الفشل أن يظهر الأخوان فشلهم الذريع حتي في رقصتهم الأخيرة التي تشبه رقصة البجعة قبل موتها فأطلقوا صرخة مدوية ليس لها علاقة بالسياسة وفنونها ولا بالدعوة وفضائلها ولكن ظهروا علي حقيقة حاولوا عشرات السنين إخفاءها بين السياسة والدين حتي تساقط قناعهم أمام كرسي السلطة. كانت أولي صور الفشل الإخواني الذريع في الرسائل التي سهر عصام الحداد علي إرسالها إلي الدول الغربية يؤكد فيها أن مصر تتعرض لانقلاب عسكري علي الشرعية وهو ما لم يتضمنه البيان العسكري بل ووضع صورة مصر وكأنها تتسول الدعم الخارجي للنظام بأي تنازلات, ولم ينس هذا الرجل أن يضمن رسائله أن المعارضين للرئيس لا يزيد عددهم علي160 ألفا وأن الملايين يؤيدونه, وجاء الرد من موسوعة جينيس العالمية التي وضعت خروج المصريين علي مرسي وجماعته ضمن أرقامها القياسية كأكبر خروج شعبي علي رئيس منذ بداية التاريخ وبالتالي فقد الإخوان وطنيتهم بتسول الدعم راكعين وفقدوا مصداقيتهم بالتمسك بالكذب المفضوح. ثاني تلك الصور كانت في الوجه الدموي الذي أظهرته قيادات الجماعة- رغم محاولاتهم غسل تاريخهم مع الدماء في دعوة الجهاد والشهادة في مواجهة ما أسموه بالإنقلاب وأن سقوط الجماعة يعني سقوط الإسلام والمشروع الإسلامي رغم أن ما قدموه من تجربة قصيرة في الحكم كانت النموذج المثالي في تشويه الدين ليس أمام المصريين فحسب وإنما أمام العالم كله. وكانت الصورة الثالثة التي واكبت رقصة الإخوان الإخيرة هي سياسة النفوس المحروقة وليست الأرض المحروقة, فعندما فشلت أيديهم في الوصول إلي المؤسسات ليحرقوها أو المنشآت لتدميرها أرادوا تدمير النفوس بالترويع وتجريف الإرادة الشعبية يالتشويه وسط أكبر موجة من الأكاذيب بأن رافضيهم من الفلول وأنهم يتعرضون للضرب والقتل وكان أكبر رد علي ذلك البيان الذي أصدروه بأنه نما إلي علم الجماعة أن هناك من سيتعرض لمعارضي الرئيس من البلطجية بالخرطوش والأسلحة وأن الجماعة تحذر وتبرئ نفسها من ذلك, وفور البيان انطلق الخرطوش وتحرك السيف ليسيل دماء معارضي الرئيس في العديد من الشوارع والميادين. ولعل الصورة التي عبرت عن عقم الجماعة السياسي هو تجاهل الرفض الشعبي التام لنظامهم ورئيسهم ومرشدهم ومحاولاتهم ربط ذلك بأنه ضد الشرعية الدستورية رغم أن هذا الخروج الشعبي الجماعي بمطالب محددة ينسف شرعية النظام ويبقي علي مشروعية الرئيس بيده وحده ليتنحي عن طيب خاطر ويعتذر للشعب عما اقترفه في حقه من سياسات عمقت الفرقة والانقسام والاقتتال بين المصريين وسط رغبة في إشعال حرب أهلية. والذي لا تدركه قيادات الجماعة أن المصريين- كل المصريين لن تعنيهم تنازلاتهم في حق الوطن ولا أكاذيبهم في تصوير الموقف ولا دموية تحركاتهم ولا حرق الأرض والأنفس المصرية وتجريف الإرادة الشعبية ولا شرعيتهم أو مشروعيتهم وإنما يريدون شيئا واحدا: ارحلوا فقد سقط قناعكم الكاذب.