قال المهندس إيهاب شيحة، رئيس حزب الأصالة والقيادي بالتحالف الوطني لدعم الشرعية، أن الصهاينة لم يجدوا غضاضة فى دعم "السيسى" والضغط على الغرب لإعلان تأييد السيسى وخارطته، زاعماً أنه قد قام بما لم يستطع كنزهم الإستراتيجي مبارك أن يفعله طوال ثلاثين عاما، على حد قوله. وتعليقا علي التسريبات الأخيرة للسيسي قال شيحة: "إن الناظر إلى خروج التسريبات لحوار السيسى مع الصحفى ياسر رزق يجد أننا بصدد بلد تسير فى طريق اللا دولة تحت تهديد بندقية انقلابى يتأرجح بتفكيره بين تحسس رقبته التى لا يأمن عليها من حبل المشنقة إذا تمكن رافضو الإنقلاب من إسقاطه، أو ضحى به من دفعوه ودفعوا له ليقوم بهذا الانقلاب، وبين تحسس كرسى السلطة الحاكمة، والذى يطمع فيه جزاء ما قام به من تخليص مهندسى الانقلاب وداعميه ماديا ومعنويا من حكم الرئيس محمد مرسى، بل وقمع الإخوان، بل والتيار الإسلامى، بل وكل الوطنيين".
وأضاف "شيحة"، في بيان له، "أنه من المعلوم بالضرورة أن اتجاهي التفكير مترابطان؛ فالجلوس على كرسى الإعدام بعد إسقاط الانقلاب ومحاكمته على الجرائم التى ارتكبها مرتبط عكسيا مع الجلوس على كرسى الحكم، فكان من اللازم فى ظل إحساس الرهبة والرغبة أن يدفع فى اتجاه دعم المؤيدين وتوريط من يستطيع توريطهم منهم ليتحسسوا معه رقابهم حال إسقاط الإنقلاب فيقمعوا الرافضين بروح المقامر الذى دخل معادلة صفرية لا أرقام فيها، لذا فهم فى حالة هلع من التظاهرات التى تخرج كل يوم غير مبالية بقمع هؤلاء الانقلابيين، بعدما كسر الشعب حاجز الخوف الذى ظلت تبنيه منظومة مبارك الأمنية طوال ثلاثين عاما".
وتابع "شيحة": "هنا نجد أن السيسى يضع نصب عينيه عنصر هام فى حالة الرهبة والرغبة التى يعيشها، هذا العنصر المؤثر عليه هو الغرب الداعم، بل والذى أعطاه الضوء الأخضر للقيام بالانقلاب، فالغرب بين أن يضحى به لحماقته وحيدته عما تم الاتفاق عليه من إسقاط "مرسى"، ثم توجيه البلاد نحو السير فى مسار ديمقراطى وعدم إقصاء أى تيار، وإنما تحجيم دور التيار الإسلامى ليتحول إلى كتلة معارضة فى منظومة حكم مدنية، وبين مكافأته على قيامه بالإطاحة بالرئيس محمد مرسى الذى وجدوه رئيسا غير مرغوب فيه لا سيما وقد كان محمد مرسى بداية لمحمدين مرسيين كثيرين فى المنطقة مما سيقض مضاجعهم ومضاجع الصهاينة؛ لذا تحرى السيسى من اليوم الأول للانقلاب دغدغة مشاعر الغرب تارة، ودغدغة مشاعر الصهاينة للضغط على الغرب لتأييده تارة أخرى، بعدما افتضحت حماقاته وفشلت خطته للحصول على تأييد غربى معلن، فلم تعلن دولة غربية واحدة اعترافها بالكيانات التى أقامها وخارطته التى أعلنها فى الثالث من يوليو، وبالطبع عدم اعترافهم لا يرجع لمنظومة القيم التى يتمتعون بها فهم من رتب معه الانقلاب، ولكن هؤلاء ليسوا على استعداد لخسارة شعوبهم وخسارة مقاعدهم النيابية وحقائبهم الوزارية لأجل عيون السيسى أو غير السيسى".
وأوضح بأنه يبزغ عامل هام فى ظل هذه الخريطة المتداخلة الخطوط أمام عينى "السيسى"، ألا وهى التسريبات التى تنشرها شبكة رصد من خلال لقاءاته مع قادة وضباط الجيش، وكذلك لقائه مع رئيس تحرير المصرى اليوم، وبصرف النظر عن كيفية وصول التسريبات إلى شبكة رصد، سواء من رجال السيسى وبمعرفته أو ممن يريدون حرقه وإسقاطه؛ إلا أن النتيجة الثابتة هى أن هذه التسريبات تصب فى مسار حرق الشخصية وإهانتها، فهى تعطى الدليل الدامغ على فشل المنظومة الأمنية العسكرية، ولا تقل فى إثباتها للفشل الذريع لأداء السيسى وحكومته ووزير داخليته عن حادثة محاولة تفجير مقر المخابرات الحربية فى الإسماعيلية التى تمثل سابقة لم تحدث من قبل فى مصر وتخالف طبيعة المصريين، وهى ما لم تحدث عند انسحاب الشرطة أثناء ثورة الخامس والعشرين من يناير.