نحن فى عالم تحدد فيه انابيب النفط مسارات السياسة ... والعالم كله على موعد مع تغير في مسارات خطوط الانابيب خلال السنوات الخمس القادمة وهو ما سيغير خريطة السياسة الدولية تماما، ثم سنرى بعيوننا نهاية لعبة البترودولار ليبدأ عصر العملة الجديدة، لكن قبل نهاية الدولار هناك حدث كبير سيحدث، هذا الحدث سيرسم مستقبل الاقتصاد الدولى من جديد. الحدث الجديد هو انخفاض قيمة النفط، وتشبع العالم من الإنتاج والاستهلاك، حتى أن العالم الأن يعيش فترة توافر مصادر الخام في كل أقليم على حده،وبعد أن باتت الولاياتالمتحدة في طريقها لأن تكون المنتج الأكبر للنفط في العالم والمصدر الأول له، فإن أوروبا تستعد لإستقبال النفط الامريكى،على حساب روسيا التي فهمت اللعبة فأتجهت لتغذيه الصين بالنفط خصماً من نفط الشرق الأوسط. منذ فترة ليست ببعيدة قررت أمريكا الاستغناء عن نفط الخليج تدريجياً، وبدأت مع الوقت ترفع من انتاجها المحلي لإدارة ما تسمية واشنطن خطة الإنقاذ السريع، وهذا ربما يفسر لماذا اتجه الخليج لأسواق شرق آسيا الشرهه، لكن مع الوقت وبالتزامن مع العقوبات الدولية على إيران بدأت طهران في تصدير النفط الى الهندوالصين بالعملة المحلية، الأمر الذى دفع بكين ونيودلهى للإعتماد على النفط الايرانى، حتى بدأ الإنتاج من بحر قزوين يتعاظم ليصبح المصدر رقم واحد للنفط الى شرق ووسط آسيا. يبدو مع الوقت أن العرب يفقدون ميزة نفظهم التنافسية، وهو الأمر الذى يعرفه اليهود جيداً ويسعون لإستغلال الفرصة كى تصبح إسرائيل هى المعبرالاساسى لنفط الخليج الى البحر المتوسط ومن ثم الى أوروبا عبر ميناء حيفا، وذلك سيؤثر بشكل كبير على أرباح قناة السويس والتي من المتوقع ان تخسر أكثر من 50% من أرباحها في حالة نجاح إسرائيل خلال العشر سنوات القادمة في انشاء شبكة أنابيب النفط الخليجية عبرها الى البحر المتوسط، ومن المعلوم أن الصين دخلت الأن في عملية تطوير ميناء حيفا وتوسعة قدراته اللوجيستية. وقد بدأت التحركات الاسرئيلية في هذا الشأن بعد أحتلال العراق، وبدأت في تسريع وتيرة هذا المشروع منذ سنوات بإعادة احياء خط نفط (الموصل – حيفا) لنقل النفط العراقى الى البحر المتوسط عبر الميناء الاسرائيلى والذى أغلق منذ عام 1948، وتسعى إسرائيل من خلال نجاح هذا الخط الى العمل على الاستحواذ على أكبر كمية من نفط الخليج الذاهب الى البحر المتوسط، خاصة بعد أن تراجعت معدلات تصدير النفط الخليجى الى شرق اسيا وحلول دول بحر قزوين مكانها السعودية والكويت والامارات وهو الأمر الذى قد يضطر دول الخليج الى اللجوء للنفوذ اليهودى من أجل تسويق النفط الخليجى الذى يفتقد مع الأيام تنافسيته. وقد ابلغ نتنياهو مجموعة من المستثمرين البريطانيين قائلاً "لن يطول الأمد قبل أن يتدفق النفط العراقي على حيفا" وأضاف "آجلا أو عاجلاً سيعاد تأهيل خط الأنابيب ليتدفق النفط العراقي إلى البحر المتوسط"، وفي لقاء مع "رويترز" قال"أن الحكومة في المراحل الأولية من بحث إمكانية إعادة فتح خط الأنابيب الذي كان في عهد الانتداب البريطاني يضخ النفط من الموصل إلى حيفا مروراً بالأردن" مؤكدا "أن هذا ليس حلما". وما يؤكد ذلك هو ورقة توصيات مؤتمر هرتزيليا 2014 والتي اكدت ضرورة انشاء شراكة نوعية اقتصادية وسياسية مع دول مجل التعاون الخليجى، كما أشارت الورقة إلى أن (مبادرة السلام العربية) التي طرحتها السعودية سابقًا، من الممكن أن تكون المحرك الأساس لتطوير تحالفات غير رسمية بين السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي و "إسرائيل، وهنا نحذر من أن قبول إسرائيل لمبادرة السلام العربية والدخول في مفاوضات بشأنها ستكون مناورة إسرائيلية بهدف تطبيع العلاقات كشرط للسلام والانتقال سريعاً لإستراتيجية أنابيب النفط والغاز ".