أنا بامر بفترة حرجة في حياتي.. أبلغ من العمر 39 سنة، لحد اللحظة حافظت على عفافي ونقائي؛ لأن هذا كان مبدأ لي إن مش راح يلمسني حد إلا زوجي، لكن مع تأخر زواجي وجدت نفسي في سباق من زمن؛ للبحث عن زوج صالح. أنا اتعرفت من شهرين على شاب أصغر مني ب6 سنوات، أعجبت بيه، بعد ذلك زارني في مقر عملي إلا أنه وفي زيارته الرابعة حصل إنه باسني، وبعد يومين زيارة تانية باسني ولمس مناطق حساسة مني، ومرة كمان. أنا اليوم وبعد مرور 4 أيام على الحادثة ندمانة ومستحيّة من أهلي اللي وثقوا فيّ، ومستحية من ربي كمان؛ لأني أنا مش كده. معدني إنسانة طاهرة لكن مع ذلك غلطت، وأنا هنا بافضفض لأن الندم قاتلني، وعاوزة أعمل أي عمل يغفر لي بيه ربنا.. أرجوكم ماتحكموش عليّ.. انصحوني لأن في دوامة الندم دي راح انفجر.. أنا قررت إني أوقّفه عن حده، مش راح أطلب منه الزواج لكن راح أطلب منه يكلمني بالهاتف بس، وأمنع الزيارات دي. رجاء رجاء ساعدوني بنصايحكم. وشكرا وبارك الله فيكم. mikra70 صديقتي ليس من حقنا أن نحكم عليكِ، ولكن من واجبنا أن نرشدك وننصحك، وأن نوجهك للطريق السليم، وأن ننبهك عندما تقعين في خطأ؛ حتى لا تكرريه، أو حتى لا تنساقي وراء ما هو أسوأ منه. وحقيقة أعتقد أن ما تشعرين به الآن تجاه نفسك من ندم وغضب وحزن كافٍ لأن يجعلك لا تكررين ما وقعتِ فيه من خطأ مرة أخرى، فأنت معترفة بخطئك، وهذا غالباً هو أول طريقك لكي تكفّري عن خطئك، والله -كما أنك بالتأكيد تعرفين- تواب غفور، يقبل التوبة ويعفو عنا ما دمنا شعرنا بخطئنا وندمنا، وقررنا أن نتوب ونعود للطريق السليم، على أن تكون توبتنا توبة نصوحا لا نية فيها للرجوع إلى الذنب مرة أخرى. ولكن إلى جانب التوبة هناك شيء آخر عليكِ فعله، وهو أن تكفّي عن النظر لنفسك على أنكِ كيان ناقص، في حاجة لرجل لكي يكمّله. فلا تشعري بالرثاء لنفسك، ولا كما قلتِ بأنك في سباق مع الزمن لكي تجدي الزوج الصالح؛ لأن الزواج والحصول على الزوج الصالح هو رزق يبعث الله به إلينا وقتما يشاء، وليس في يدك أي شيء تفعلينه لكي تعجّلي هذا الرزق؛ لأنه سيأتي في الوقت المناسب حتماً، وقد لا يأتي أبداً، وفي هذه الحالة سيكون هذا هو الخير لكِ؛ لأن الله سبحانه وتعالى يفعل دائماً ما هو خير لنا، ولكننا ندرك ذلك متأخراً أو قد لا ندركه أبداً. أقول لكِ هذا الكلام؛ لأن تلك كانت نقطة ضعفك التي شعر بها ذلك الشاب غير المحترم، واستغلّها أسوأ استغلال. فدون أن تشعري أوصلتِ له إحساسك باحتياجك العنيف له أو لأي رجل يملأ فراغ حياتك العاطفية والجنسية، فلم يتردد لحظة في استغلال هذا الإحساس عندك، وهو متأكد تمام التأكد أنه لن يجد أي مقاومة منك؛ لأن تفكيرك في هذا الأمر وهذا النقص في حياتك جعلك غير قادرة على التفكير في أي أمر آخر، وهذا ما أدركه ذلك الشاب جيداً. ونصيحتي لكي الآن هي: - أن تتجنبي تماماً التعامل مع هذا الشخص؛ لأنه لم يشعر تجاهك بأي عواطف نبيلة في أي لحظة، وإلا لم يكن ليفعل ذلك بك، وخاصة وأنكما في أول تعارفكما. - عليكِ أن تحاولي شغل الفراغ الذي تشعرين به في حياتك بأن تستغلي كل طاقتك في أشياء مفيدة؛ كممارسة الرياضة أو القراءة أو القيام برحلات مع عائلتك أو صديقاتك، أو حتى في استكمال دراستك أو أخذ كورسات أو ما شابه. - تقرّبي أكثر من الله، وأكثري من الصلاة والصوم، وادعيه أن يحفظك من الوقوع في الخطأ مرة أخرى، وأن يرزقك بالزوج الصالح. - لا تسمحي لنفسك مرة أخرى بأن تجلسي مع رجل بمفردكما مهما كانت ثقتك فيه؛ حتى لا يتكرر ما حدث مرة أخرى. - عندما تشعرين بأنك على وشك الوقوع في خطأ ابذلي كل ما في جهدك لمقاومته، وتذكّري أن الله يراكِ، وأن ما تتركينه الآن من أجل إرضاء الله سيعوّضك عنه خيرا في الدنيا والآخرة. وطلبي الأخير منك والذي أريد أن أؤكد عليكِ فيه مرة أخرى هو أن تتجنبي التعامل مع هذا الشخص؛ لأنه لم يحترمك، ولا يستحق حتى أن تفكري فيه؛ لأنه شخص لا يتقي الله في تصرفاته. في النهاية أتمنى أن تكوني قد وعيتِ الدرس جيداً، وأن تنظري لنفسك نظرة أفضل من التي تنظرينها لنفسك الآن؛ لأنكِ تستحقّين ذلك.. وأن تعرفي أن الأرزاق بيد الله وحده، فاتقي الله حيث كنتِ واعلمي أنه يراكِ في كل لحظة.