ذكرت صحيفة (الإندبندنت) البريطانية أنه للمرة الأولى منذ ألاف السنين يخرج المواطنون البسطاء الذين ظلوا لقرون عديدة يحكمون من خلال الفراعنة والسلاطين والمماليك وعسكريين لانتخاب رئيس بعد الثورة الشعبية في الانتخابات الرئاسية التي قد تغير بشكل جذري وجه الشرق الأوسط. وأوضحت الصحيفة - في سياق تقرير بثته اليوم على موقعها الإلكتروني - أنه عقب عام من الإطاحة بحسني مبارك سيصوت المصريون لانتخاب خليفته بعد أن عكرت إراقة الدماء فترة خلو المنصب من رئيس والتشدد السياسي والاتهامات المتبادلة بين من كانوا رفقاء درب الثورة في وقت من الأوقات. ورأت أن التصويت سيكون الانتخابات الديمقراطية الحقيقية الأولى من نوعها في تاريخ مصر ومع ذلك يبقى يخيم عليها سلسلة من الأسئلة الضخمة خاصة بشأن هوية المنتصر في نهاية المطاف. وقالت الصحيفة "إن عددا من استطلاعات الرأي المحلية وضعت عمرو موسى الأمين العام السابق لجماعة الدول العربية بينما أشارت استطلاعات آخرى إلى أن الفائز سيكون أحمد شفيق الذي تم تعيينه رئيسا للوزراء بشكل متسرع خلال الفترة الأخيرة من عمر النظام السابق". وأضافت أن مجموعة من المرشحين الآخرين تبقى أيضا فى المقدمة تتمثل في الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح الراديكالي الإسلامي الإصلاحي الذي ينظر إليه على أنه متنافس يتوافق عليه الكثيرون, وحمدين صباحي اليساري, ومحمد مرسي المرشح الرسمي للاخوان المسلمين. ولفتت الصحيفة إلى أنه دون شك هناك حماس شديد يأخذ به الكثير من المصريين مهمة انتخاب رئيسهم الجديد, فقد امتلأت ميادين المدن والقرى بجميع أنحاء البلاد بالناخبين المتحمسين لمشاهدة حافلات الحملات الانتخابية المتنوعة تجوب الشوراع. واعتبرت الصحيفة أنه أيا كانت النتيجة فإن المخاطر ضخمة حيث يرى الكثير من النشطاء أن نصرا لعمرو موسى أو أحمد شفيق سيكون ضربة للثورة - وتأكيد على أن النظام القديم الذي خدم به الرجلان لم يتم هدمه بعد.