أعلن مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء أنه فى اطار رصد وتحليل كل ما هو متعلق بالتجارب الدولية فى مختلف المجالات التى تهم الشأن المصرى أو تدخل فى نطاق اهتمامه، سلط المركز الضوء على التجربة الهندية فى صناعة الأدوية، مشيراً إلى أن صناعة الأدوية فى الهند شهدت معدلات نمو بشكل ملحوظ فى الفترة (2019- 2023)، وأنه فى الفترة من 2019 إلى 2022 كان معدل النمو فى صناعة الأدوية يمثل نحو 11٪، بينما خلال الفترة (2022 - 2023)، ارتفع النمو بمعدل 8٪. وأضاف المركز أنه من المتوقع أن تنمو صناعة الأدوية فى الهند إلى 130 مليار دولار أمريكى من حيث القيمة بحلول نهاية عام 2030، حيث اجتذب قطاع الأدوية والمستحضرات الصيدلانية أيضًا استثمارات أجنبية مباشرة تراكمية بنحو 699 مليون دولار أمريكى خلال الفترة (إبريل - سبتمبر) 2022 وفقًا للبيانات الصادرة عن وزارة تعزيز الصناعة والتجارة الداخلية الهندية. وأوضح التقرير أنه نتيجة لتفوق الهند فى صناعة الأدوية، فقد شهدت اهتمامًا كبيرًا من قبل شركات الأدوية العالمية، التى تسعى إما إلى إنشاء عمليات فى الهند للبحث والتطوير، أو للتصنيع والتوزيع، أو للدخول فى شراكة لصناعة الأدوية، وذلك لأن قدرات البحث والتطوير منخفضة التكلفة فى الهند، مما يساعد الشركات على تحسين التكاليف فى ظل اقتصاد متقلص. وأشار التقرير إلى أن قطاع الأدوية الهندى يشكل قوة عالمية كبيرة، حيث يلبى أكثر من 50٪ من الطلب العالمى على اللقاحات، و25٪ من جميع الأدوية فى المملكة المتحدة. كما يضم هذا القطاع شبكة محلية قوية مكونة من 3000 شركة أدوية ونحو 10500 وحدة تصنيع. وأوضح التقرير أن الهند تحتل مكانة بارزة فى سوق الأدوية العالمية، مدعومة بمجموعة كبيرة من العلماء والمهندسين الذين يسهمون فى دفع هذه الصناعة نحو آفاق جديدة. وتشتهر الهند بإنتاج اللقاحات منخفضة التكلفة، ما جعل صناعة الأدوية فيها ثالث أكبر صناعة من حيث الحجم على مستوى العالم والرابعة عشرة من حيث القيمة، ويساهم هذا القطاع حاليًا بنحو 1.72٪ من الناتج المحلى الإجمالى للبلاد، مما يعكس أهميته الكبيرة للاقتصاد الهندى فضلًا عن ذلك، تمتلك الهند أكبر عدد من مرافق تصنيع الأدوية التى تمتثل لإدارة الغذاء والدواء الأمريكية. وأفاد مركز المعلومات بأن حجم سوق صناعة الأدوية فى الهند من المتوقع أن يصل إلى نحو 130 مليار دولار أمريكى بحلول عام 2030، و450 مليار دولار أمريكى بحلول عام 2047، ووفقًا لبيانات الحكومة الهندية تبلغ قيمة صناعة الأدوية الهندية حوالى 50 مليار دولار أمريكى، منها أكثر من 25 مليار دولار تأتى من الصادرات. واتصالًا، فقد بلغت قيمة سوق المستشفيات الهندية 98.98 مليار دولار أمريكى فى السنة المالية 2023 ومن المتوقع أن تنمو بنسبة 8٪ بمعدل نمو سنوى مركب لتصل إلى 193.59 مليار دولار أمريكى بحلول السنة المالية 2032، وسيجعل هذا الهند واحدة من أفضل 12 وجهة للتكنولوجيا الحيوية عالميًا، وثالث أكبر وجهة فى منطقة آسيا والمحيط الهادئ، حيث تستحوذ الهند على حصة تتراوح بين 3 و5٪ من سوق التكنولوجيا الحيوية العالمية، ففى عام 2022، بلغت قيمة الاقتصاد الحيوى فى الهند 137 مليار دولار أمريكى، مع هدف الوصول إلى 300 مليار دولار أمريكى بحلول عام 2030. وأشار مركز المعلومات إلى أنه من المتوقع أن تنمو السوق المحلية 3 مرات فى العقد المقبل وفقًا للمسح الاقتصادى الهندى لعام 2021، حيث بلغت سوق الأدوية المحلية فى الهند 42 مليار دولار أمريكى فى عام 2021، ومن المرجح أن تصل إلى 65 مليار دولار أمريكى بحلول عام 2024، وستتوسع أكثر لتصل من 120 ل 130 مليار دولار أمريكى بحلول عام 2030. جدير بالذكر أن صناعة التكنولوجيا الحيوية فى الهند تتألف من الأدوية الحيوية والخدمات الحيوية والزراعة الحيوية والصناعة الحيوية وعلم المعلومات الحيوى، وقد بلغت قيمة صناعة التكنولوجيا الحيوية الهندية 70.2 مليار دولار أمريكى فى عام 2020 ومن المتوقع أن تصل إلى 150 مليار دولار أمريكى بحلول عام 2025. فى حين بلغت سوق الأجهزة الطبية فى الهند 10.36 مليار دولار أمريكى فى السنة المالية 2020، ومن المتوقع أن تنمو السوق بمعدل نمو سنوى مركب قدره 37٪ من عام 2020 إلى عام 2025 لتصل إلى 50 مليار دولار أمريكى. ومن المتوقع أيضًا أن ينمو قطاع الأدوية الهندى بنسبة 9- 11٪ فى السنة المالية 2024، وفقًا ل «المؤتمر الدولى للروبوتات والأتمتة» (ICRA). أوضح التقرير أن قطاع الأدوية فى الهند يتمتع بالعديد من الخصائص الفريدة التى ساهمت فى نموه المطرد، حيث تضم الصناعة العديد من اللاعبين المحليين الذين حرصوا على مكانتهم من خلال الاستثمارات فى قطاع الأدوية وقدرات تطوير التركيبة العلاجية الجديدة، وتمتلك ست شركات محلية مجموعة براءات اختراع للأدوية مدعومة من الأممالمتحدة لتصنيع أدوية مضادة للإيدز لأكثر من 112 دولة فى الأسواق النامية. وقد أشار التقرير إلى قيام الهند بتوريد المنتجات الصيدلانية إلى أكثر من 200 دولة حول العالم، وكانت الولاياتالمتحدة هى الوجهة الرئيسية، ومن بين المنتجات الصيدلانية، كانت السلع الرئيسية التى يتم تصديرها هى تركيبات الأدوية البيولوجية، تليها الأدوية السائبة والوسائط الدوائية، وأضاف التقرير أنه اعتبارًا من عام 2023، بلغت قيمة صادرات البلاد من الأدوية والمستحضرات الصيدلانية أكثر من 25 مليار دولار أمريكى. أدى هذا الأداء المتميز إلى استثمارات أجنبية كبيرة فى القطاع، إلى جانب العديد من صفقات الدمج والاستحواذ الرئيسية. كما حرصت الحكومة الهندية على دعم القطاع من خلال تنفيذ سياسات مختلفة. ونظراً لتفوق الهند فى هذا القطاع فإنها تتمتع بالقدرة على قيادة الطريق فى العديد من مجالات الرعاية الصحية العالمية من خلال السياسات الداعمة والمساعدة من الحكومة، وقد أوضح التقرير أن سلسلة توريد الأدوية فى الهند قد خضعت لتحول كبير، مدفوعة بالعولمة والتقدم التكنولوجى والتحولات التنظيمية والطلب المتزايد على منتجات الرعاية الصحية. فضلًا عن تحول التركيز من العمليات اليدوية والمعاملاتية إلى الأتمتة والابتكار الاستراتيجى. ففى السنوات الأخيرة، سلطت التوترات الجيوسياسية وجائحة «كوفيد-19» الضوء أيضًا على أهمية مرونة سلسلة التوريد وتنويعها، ونتيجة لذلك، كان هناك اهتمام متزايد باستراتيجية الصين، حيث تسعى الشركات إلى تنويع سلاسل التوريد الخاصة بها من خلال الاستثمار فى مواقع التصنيع البديلة، بما فى ذلك الهند. أشار التقرير إلى أنه عقب جائحة «كوفيد-19»، تطورت سلاسل توريد الأدوية لتصبح أكثر مرونة وشفافية. وقد تبنت الهند تقنيات متقدمة مثل التعلم الآلى والذكاء الاصطناعى. وهناك استثمار كبير مستمر فى أتمتة عمليات التصنيع والتعبئة والتغليف لتعزيز الإنتاجية وكفاءة التكلفة التشغيلية. وقد مكن هذا التحول من تنفيذ نماذج التسليم عند الطلب، وتوظيف استراتيجيات مثل النهج المباشر للمريض (Direct-to-Patient) - استراتيجية فى قطاع الرعاية الصحية تتيح توصيل المنتجات والخدمات الطبية مباشرة إلى المرضى دون الحاجة إلى وسطاء تقليديين مثل الصيدليات - ومنصات التجارة الإلكترونية بين الشركات. وتوجد عدة عوامل تجذب شركات الأدوية العالمية إلى الهند، أهمها انخفاض تكلفة الإنتاج بسبب مجموعة متنوعة من العوامل، بما فى ذلك انخفاض تكاليف العمالة وتكلفة المواد الخام نسبيًا. ولدى الهند سوق كبيرة ليست فقط للأدوية المنقذة للحياة، لكن أيضًا لأدوية نمط الحياة، إضافة لإمكانية إجراء أنشطة البحث والتطوير فى الهند، حيث يوجد فى الهند أكثر من 300 كلية طب، وأكثر من 20.000 مستشفى. وتمتلك الهند القدرة التصنيعية لإنتاج المكونات الصيدلانية الفعّالة (APIs) وكذلك المواد الوسيطة بتكلفة أقل مع الحفاظ على الجودة. كما أن لدى الهند الحد الأقصى لعدد المصانع المعتمدة من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (USFDA) خارج الولاياتالمتحدة. وسهولة إجراء التجارب السريرية ودراسات التوافر البيولوجى والتكافؤ الحيوى نظرًا لقدرة الهند على تقديم تجارب أسرع وأقل تكلفة دون المساس بالجودة وبسبب العدد الكبير من المرضى. الجدير بالذكر أنه يُسمح بالاستثمار الأجنبى المباشر فى قطاع الأدوية بنسبة تصل إلى 100٪، ومع ذلك، يلزم الحصول على إذن من قسم المستحضرات الصيدلانية لشراء أكثر من 74٪ من الأسهم فى الشركات القائمة. وأشار التقرير إلى أنه فى الفترة الأخيرة، ونظرًا لزيادة التركيز على الابتكار والتصنيع المحلى، قدمت الحكومة العديد من خطط الحوافز المرتبطة بالإنتاج (PLI)، ففى عام 2020، أعلنت الحكومة عن خطة (PLI) لترويج التصنيع المحلى للمواد الأولية الأساسية (KSMs) ووسيطات الأدوية والمكونات الصيدلانية الفعالة (APIs) فى الدولة بنفقات مالية تبلغ نحو 841 مليون دولار أمريكى. علاوة على ذلك، فى عام 2022، أطلقت الحكومة خطة تعزيز صناعة الأدوية بهدف تلبية طلبات الدعم المطلوبة لمجموعات الأدوية الحالية والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة لتحسين إنتاجيتها وجودتها واستدامتها، حيث تبلغ تكلفة هذا المخطط 61 مليون دولار أمريكى. وأضاف التقرير أنه فى الآونة الأخيرة، عند تخصيص الميزانية للسنة المالية 2023-2024، أعلنت الحكومة عن حوافز مرتبطة بالأبحاث لهذه الصناعة. أوضح التقرير أنه لتصنيع الدواء فى الهند، يجب ترخيص كل من المبنى والدواء، وبمجرد الحصول على الترخيص، يمكن بيع الدواء المُصنع فى أى مكان فى الهند فى جميع أنحاء البلاد دون قيود بشرط أن يكون المشترى إما مستهلكًا نهائيًا أو شركة لديها ترخيص لشراء الدواء وأن يكون البائع مرخصًا له ببيع الدواء للمشترى. وأضاف أنه بموجب قانون (DCA)، يشمل «التصنيع» أى عملية (أو جزء) لصنع أى دواء أو تغييره أو زخرفته أو تشطيبه أو تعبئته أو وضع العلامات عليه أو تفكيكه أو معالجته أو اعتماده بهدف بيعه أو توزيعه. ومع ذلك، فإن «التصنيع» لا يشمل التوزيع أو التعبئة على مستوى بيع التجزئة. أشار التقرير، فى ختامه، إلى أن صناعة الأدوية فى الهند تشكل جزءًا كبيرًا من التجارة الخارجية للبلاد وتوفر إمكانات مربحة للمستثمرين، حيث يحصل ملايين الأشخاص فى مختلف أنحاء العالم على أدوية عامة بأسعار معقولة وغير مكلفة من الهند، التى تدير أيضًا عددًا كبيرًا من المصانع التى تلتزم بمعايير ممارسات التصنيع الجيدة التى وضعتها منظمة الصحة العالمية وإدارة الغذاء والدواء الأمريكية. ومن بين الدول التى تنتج الأدوية، احتلت الهند لفترة طويلة المركز الأول. ومن المتوقع أن ينمو الإنفاق على الأدوية فى الهند بنسبة 912٪ على مدى السنوات الخمس المقبلة، مما يجعل الهند واحدة من كبرى 10 دول من حيث الإنفاق على الأدوية. وفى المستقبل، سيعتمد النمو الأفضل فى المبيعات المحلية أيضًا على قدرة الشركات على مواءمة محفظة منتجاتها نحو العلاجات المزمنة للأمراض مثل أمراض القلب والأوعية الدموية، ومضادات السكرى، ومضادات الاكتئاب، ومضادات السرطان، والتى تشهد ارتفاعًا مستمرًا. واتخذت الحكومة الهندية العديد من الخطوات لخفض التكاليف وخفض نفقات الرعاية الصحية. بالإضافة إلى إنشاء خطة حماية الصحة الوطنية، التى تهدف إلى تقديم الرعاية الصحية الشاملة، والشيخوخة السكانية، وارتفاع الأمراض المزمنة، وغيرها من البرامج الحكومية.