ثمانية و ثلاثون عامًا على هذا المنجز العظيم الذي أصابه التناسي و التجاهل طوال فترة حكم الرئيس السابق محمد حسني مبارك و هو يوم 5 يونيه من العام 1975 الذي أعلن فيه الرئيس الراحل أنور السادات إعادة افتتاح قناة السويس للملاحة العالمية مرة أخرى بعد أعوام ثمانية من توقف شريان الملاحة العالمية عن الدوران بسبب الهزيمة النكراء التي تلقتها مصر من إسرائيل في حرب الأيام الست المعروفة باسم نكسة 1967. تعرضت قناة السويس إلى الإغلاق ثمان مرات كانت أخر مرة في العام 1967 و توقف الشريان العالمي للملاحة العالمية ثمان سنوات مما عرض العالم لخسائر كبيرة وصلت إلى 13،6 مليار دولار إلى جانب خسارة العالم إلى وفرة المسافات ما بين الشرق و الغرب مع العودة إلى طريق رأس الرجاء الصالح مما أدى إلى إرتفاع في تكاليف أسعار النقل البحري العالمي و إستعادة ذكريات ما كان يتم في العصر الوسيط و الحديث قبل الإنتهاء من حفر قناة السويس العام 1869. كانت قناة السويس بعد حفرها عبر الرعاية الفرنسية الممثلة في المهندس الفرنسي الشهير فردناند دليسيبس تقع بين البراثن الفرنسية ثم الفرنسية الإنجليزية عقب إحتلال بريطانيا لمصر لتكون بين شقي رحا الإمبريالية الفرنسية البريطانية بإستغلال ريع القناة لتجويد التطوير السياسي و الاقتصادي لإمبراطورية النمر الفرنسية و إمبراطورية الأسد الإنجليزية. ظلت قناة السويس على هذا الحال حيث كان من المقرر إنتهاء فترة الإمتياز العام 1968 و لكن جاء الزعيم جمال عبد الناصر يوم 26 يوليه في العام 1956 يعلن بالمنشية في خطابه الشهير تأميم شركة قناة السويس شركة مساهمة مصرية لتكشر الإمبراطوريتين عن أنيابهما مع إنضمام الدولة العبرية حديثة الولادة لحرب السويس المعروفة بحرب العدوان الثلاثي لتكون قناة السويس مكمن الحرب ما بين بورسعيد و السويس و الإسماعيلية و سيناء من 29 أكتوبر حتى 23 ديسمبر ليتحقق نصرًا سياسيًا عبر الدعم السوفيتي لمصر و لكن النصر العسكري يشوبه الجدل و الشكوك من خلال القوات النظامية لكن كانت للمقاومة الشعبية ببورسعيد دور كبير في إنهاء الحرب. جاء يوم 5 يونيه العام 1967 يحمل في جعبته مفاجأت ملتهبة إذ بالقوات الإسرائيلية تحتل أراضي أربعة بلاد عربية وسط أزيز إعلام أتهم بالكذب و التواطؤ مع النظام لحفظ ماء وجهه من الهزيمة المدوية التي كان الهدف منها التخلص من الزعيم جمال عبد الناصر و الذي أخطأ طريقه بعد التلاحم الشعبي حول ناصر برفض الشعب لقرار تنحيه عن الرئاسة يومي 9 و 10 يونيه كصك شعبي برفض الهزيمة. شهدت قناة السويس ملاحم بطولية عريقة في حرب الإستنزاف من العام 1967 حتى العام 1970 كرد واقعي على هزيمة حرب الأيام الست و كان هناك قرارًا في أضابير جمال عبد الناصر بعبور قناة السويس يوم 7 نوفمبر من العام 1970 و لكن للأقدار أراء أخرى في تحديد رجال كل مرحلة و ذلك بوفاة ناصر يوم 28 سبتمبر من العام 1970 و تولي أنور السادات المسئولية حاملاً على عاتقه حتمية عبور جدار الهزيمة. في يوم السادس من أكتوبر العام 1973 عبرت قواتنا المسلحة قناة السويس ما بين اليأس و الرجاء في العاشر من رمضان شهر الإنتصارات حيث عبر جنودنا المستحيل و حطموا اليأس الكامن في خط بارليف ليعلن السادات في يوم 16 أكتوبر من العام 1973 بأن قناة السويس سيتم تطهير مياهها و أعماقها ليعاد افتتاحها مرة أخرى لعودة الحياة الملاحية لشريان التجارة العالمية. في يوم 5 يونيه من العام 1975 أعلن السادات إعادة افتتاح القناة للملاحة العالمية مرة أخرى بعد تعرض هذا الشريان الحيوي للإغلاق ثمان مرات و كان أخرها يوم 5 يونيه من العام 1967 و جاء هذا اليوم في العام 1975 ليغير من يوم إغلاقه إلى يوم افتتاحه و ميلاده الجديد كرد عملي و سياسي على الصفعة الإسرائيلية بصفعة مصرية إستراتيجية تؤكد بأن بالسليقة المصرية الكثير و الكثير.