الحكومة تزف بشرى سارة للمعلمين و خريجي كليات التربية    سعر الذهب في مصر اليوم الخميس 10-10-2024 مع بداية التعاملات    ارتفاع أسعار النفط يصعد بفعل مخاوف من احتكاك إسرائيلي إيراني والإعصار ميلتون    يدمر مدنًا بأكملها.. ماذا قالت الأرصاد عن إعصار ميلتون؟ (خرائط وصور مرعبة)    بمقذوف مجهولة.. استهداف سفينة بريطانية غرب الحديدة باليمن    الاتحاد الإفريقي يكشف سبب إلغاء بطولة دوري السوبر    حالة الطقس ودرجات الحرارة المتوقعة اليوم الخميس 10-10- 2024    تعرف على اشتراطات الحكومة الجديدة لاستيراد سيارات ذوي الهمم    3 شهداء وعدد من الجرحى في قصف إسرائيلي على قطاع غزة    إصابة 11 شخصًا في حادث تصادم سيارتين بالشرقية    مهرجان المهن التمثيلية.. أشرف زكي: ارفعوا سقف أحلامكم.. ويحيى الفخراني يهدي تكريمه لحمدي غيث    طقس اليوم: حار نهارا ومائل للبرودة ليلا.. والعظمى بالقاهرة 32    أول تعليق من مجدي عبد الغني على تصريحات رئيس نادي الزمالك    حماية "VIP "، أمن المغنية تايلور سويفت يثير الجدل في بريطانيا    ضوابط امتحانات شهر أكتوبر للمرحلة الإعدادية 2024 الجديدة (موعد التقييم والدرجات المخصصة)    مشاركة إيجاريا.. الزمالك يخوض أولى ودياته استعدادا للسوبر    لماذا ألغيت اشتراطات البناء المقرة في عام 2021؟ برلماني يجيب    أشرف عبدالباقي يوجه رسالة ل علاء مرسي بعد زواج ابنته.. ماذا قال؟    فلوريدا تستعد ل "إعصار ميلتون" وخبراء يحذرون: الأضرار قد تتجاوز إعصار كاترينا    العاهل الأردني يؤكد لوزير الخارجية البريطاني ضرورة خفض التصعيد بالإقليم    محافظ قنا ومساعد وزير التنمية المحلية يبحثان مشروعات برنامج تنمية صعيد مصر    ذكرى نصر أكتوبر| العميد الببلاوي: «لم تعبر أي طائرة مجال كتيبتي»    حكم الالتفات في الصلاة.. الإفتاء توضح    مدى سير سيارات بيجو الكهربائية يصل إلى 700 كم    حديد عز يتراجع 526 جنيهًا.. سعر الحديد والأسمنت اليوم الخميس 10 أكتوبر 2024    " محدش رد عليا ومدفعوش فلوس علاجي".. يوسف حسن يكشف مفاجأة صادمة بعد رحيله عن الزمالك    موعد مباراة إنجلترا واليونان في دوري الأمم الأوروبية والقنوات الناقلة    غارات وقصف عنيف شمال رفح واقتحام واشتباكات مسلحة في الضفة الغربية    دروس من حرب أكتوبر    ذكرى نصر أكتوبر| اللواء الزيات: «كنت أصغر طيار يشارك في الحرب»    متى تتم محاكمة الضباب؟.. «ذكريات أكتوبرية»    مصرع طفلين شقيقين غرقا في بني سويف    مصرع عامل سقط من قطار الصعيد امام مزلقان «البرجاية» بالمنيا (صور)    «زي النهارده».. وفاة الدكتور محمد السيد سعيد 10 أكتوبر 2009    نصائح مهمة لتفادي المشاكل التقنية عند التقديم على الهجرة العشوائية لأمريكا 2024    تعرف على القنوات الناقلة لمباراة الفراعنة وموريتانيا    بعضهم كرماء وطيبون.. تعرف على أكثر 3 أبراج عنفًا    علاء نبيل: هناك أزمة تواجه اتحاد الكرة خلال الفترة الحالية بسبب أعمار اللاعبين في قطاعات الناشئين    الدعاء يوم الجمعة: باب للرحمة ووسيلة للتواصل مع الله    بسبب «النسيان أو النوم».. حكم قضاء الصلاة الفائتة    تصل إلى 49 ألف جنيها، الأسعار الجديدة للخدمات غير الطارئة للإسعاف    لبنان.. غارة إسرائيلية جديدة تستهدف الضاحية الجنوبية لبيروت    38 كيلو مخدرات.. محاكمة 3 أشخاص ضبطوا قبل ترويج الكيف في الشروق وبدر    أحمد الشريف: الشعر سيد الكلام وحب الكتابة يبدأ دائما بحب قراءته    تفاصيل مداهمة أكاديمية تعليمية غير مرخصة تديرها سيدة في الدقهلية    الولايات المتحدة محبطة من عدم مشاركة إسرائيل للبيت الأبيض بخطة الرد على الهجوم الإيراني    طلاب الجامعة الأميركية بالقاهرةيتظاهرون رفضا للعدوان الصهيونى على غزة وبيروت    علي جمعة يكشف عن شرط قبول الصلاة على النبي وأفضل صيغة ترددها    كرة سلة - الاتحاد يهزم الوحدة الإماراتي ويصعد لنصف نهائي البطولة العربية    حدث ليلًا| بيان حكومي مهم بشأن موسم الحج 2025 وموعد إصدار قانون العمل الجديد    انشغالك الذهني قد يؤدي إلى كوارث.. حظ برج الجدي اليوم 10 أكتوبر    خبير: "حياة كريمة" تعكس اهتمام الدولة بالمواطن وتوسيع أنماط الحماية الاجتماعية    هانئ مباشر يكتب: أبطال في سماء العلا    حظك اليوم| برج الميزان الخميس 10 أكتوبر.. «كاريزمتك ستجلب فرصا مثيرة»    وصفة سحرية.. 4 فناجين من القهوة لإطالة العمر ومحاربة الاكتئاب    اضطراب الوسواس القهري «OCD».. تعرف على الأعراض والأسباب    الثوم والفلفل الأحمر.. أطعمة مناسبة لمرضى الكلى    الدعاء يوم الجمعة: بركات واستجابة في اليوم المبارك    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الملك محمد منير حفيد قدماء المصريين بفنه وهيئته
أمجد مصطفى يكتب: المصرى فنان عمره 7 آلاف سنة
نشر في الوفد يوم 21 - 12 - 2020

المهموم ب الإنسان ولو مالوش عنوان طالب بالعودة إلى أفريقيا
طرح قضية الهجرة من قلب أوروبا.. مؤكداً: كلنا مشاريع لاجئين
فنان صوته وهيئته شديدة­ المصرية، هو يذكرنا بقدماء المصريين الذين تركوا لنا إرثا عظيما من الفنون، نراه مكتوبا على جدران المعابد، وعلى أوراق البردى، وغيرها فهم أصحاب أول آلة إعلامية عرفها التاريخ، هم أول من صنعوا إعلانات ما يعرف «الاوت دور» الآن سبقوا الزمن فى الدعاية لأنفسهم، «منير» ينتمى إلى هذا الإنسان المصرى الجميل. لذلك هو أفضل من عبر عن مصر فى الغناء عبر مشواره، حتى عندما ذهب إلى اوروبا كان يحمل أفكار مشروع غنائى مصرى إلى العالمية، وعندما غنى هناك استقبلوه أفضل استقبال.
«منير» مر خلال الفترة الأخيرة بأزمة صحية، مرت بسلام وعاد لكى يستأنف مشواره مع الغناء، عاد لتحدٍ جديد، عاد ليطربنا ويسعدنا ويمتعنا فى هذا الملف نرصد مشوار الفنان والإنسان محمد منير.
ما نرضاش يخاصم القمر السما.. ما نرضاش تدوس البشر بعضها
ما نرضاش يموت جوه قلبى نداء.. ما نرضاش تهاجر الجذور أرضها
ما نرضاش قلبى جوا يغنى وأجراس تدق لصرخة ميلاد..
تموت حتة منى الأجراس بتعلن نهاية بشر من العباد
دى الحكمة قتلتنى وحيتنى وخلتنى أغوص فى قلب السر
قلب الكون قبل الطوفان ما ييجى خلتنى أخاف عليكى يا مصر
وأحكيلك على المكنون
وفى نهاية الأغنية يقول:
لا يهمنى اسمك لا يهمنى عنوانك
لا يهمنى لونك ولا ولادك ومكانك
يهمنى الإنسان ولو ما لوش عنوان
يا ناس يا ناس هى دى الحدوتة
حدوتة مصرية.. حدوتة مصرية
هذه الكلمات تلخص حياة المطرب الكبير محمد منير، ومشواره فى عالم الغناء العربى، وهو دائما مهموم بالوطن والإنسان، ودائما ما يردد فى جلساته وحواراته الصحفية أو التليفزيونية أنه مهموم بهذا الأمر. هو دائما يبحث عن المدفون فى مشاعرنا، عن الكلمة التى تخرج من طين بلدنا، ليعبر عن الشقيان، والمطحون، الغلابة فى كل مكان، أيضاً لم ينسَ «منير» كل عاشق ولهان، لذلك هو حدوتة مصرية كما غنى وقال يهمنى الإنسان ولو مالوش عنوان.
عاشق الجذور وأفريقيا
«منير» عاشق الجذور ودائما ما كان ينادى بضرورة وجود حوار موسيقى بين دول أفريقيا خاصة دول حوض النيل. لكن المشروع لم يكتمل رغم أن أفريقيا تستحق منا كل الاهتمام لأنها تمتلك ثقافات تتشابه مع ثقافة أهلنا فى الجنوب كما أن أفريقيا هى امتدادنا. وبما أننا دخلنا عصرا جديدا فى مصر آن الأوان أن نتقارب مع أفريقيا فنيا، لأننا للأسف الشديد محتلون فنيا بثقافات أخرى والموسيقى يجب أن تدخل دائرة اهتمامنا بشكل أعمق، أفريقيا بمثابة كنز، والدليل أن الأوروبيين يتجهون إليها، فى الماضى كان الأفارقة هم الذين يسعون للسفر إلى القارة العجوز، الآن الوضع تغير تماما. و«منير» عندما طالب بهذا المهرجان منذ سنوات كانت فكرته أن يقدم كل عام فى دولة من دول أفريقيا أو على الاقل عواصم حوض النيل، أوغندا وإثيوبيا، ورواندا، وتنزانيا، وإريتريا، وبوروندى، وكينيا، والسودان ومصر. وهنا سوف نكتشف عدم وجود أى غربة بيننا. لأننا أصحاب مصير واحد. وبالمناسبة موسيقاهم أفضل من الأشكال الموسيقية المفروضة علينا الآن مثل الهاوس، والروك، والهاردروك. ثم أن موسيقاهم هى موسيقانا، ويجب أن نقدم أنفسنا. لماذا نتجاهل موروثنا ونرتمى فى أحضان أوروبا. كما أن الموسيقى الخاصة بهذه الدول سبقتنا إلى الغرب، حتى موسيقى شمال أفريقيا ذهبت قبلنا.
سفير أممى فوق العادة
أهمية المطرب الكبير محمد منير ليست فى أنه يقدم محتوى موسيقيًا وغنائيًا مختلفًا فقط، لكن تأتى أيضاً من كونه يضع يده ويستخدم حنجرته فى طرح قضايا عالمية تهم المجتمع الدولى أجمع وليس المصرى فقط، لدرجة تشعرك أنك أمام سفير أممى أو دبلوماسى أو سياسى.
محمد منير استطاع خلال مشواره مع الغناء أن يكون المتحدث الرسمى باسم جموع الشعب فى الكثير من الهموم والقضايا التى طرحها من خلال أعماله. «منير» أو الملك كما يطلق عليه عشاق صوته سبق السياسيين والمهتمين بالشأن الدولى فى توقع العديد من القضايا التى لم يتحدث عنها إلا من خلال أعماله الغنائية.
وعندما التقيت به عند غنائه لأغنية «وطن واحد» منذ ثلاث سنوات تقريبا وهو العمل الذى غناه معه «يوسو ندور» وزير السياحة والثقافة السنغالى فى ذلك الوقت وعادل الطويل، وهو ألمانى مصرى وهى أغنية تناولت اللاجئين، تم إصدارها ب3 لغات حتى تصل كرسالة إلى العالم، والتى تؤكد أن الأصل هو الإنسان كما تدعم ثقافة قبول الآخر، غنى «منير» الجزء العربى منها، بينما يغنى المغنى الألمانى من أصل مصرى عادل الطويل باللغة الألمانية، فيما يغنى وزير الثقافة والسياحة السنغالى السابق «يوسو ندور» بالفرنسية.
التقيت به وقتها وتحديدا فى نهاية أبريل 2017 ودار
بينى وبينه هذا الحوار. حيث سألته عن فكرة العمل فقال:
أنت تعلم أن أوروبا حاليا مليئة بمئات الآلاف من اللاجئين خاصة من سوريا الشقيقة، وللأسف أصبح هناك سلوك رافض لهؤلاء اللاجئين خاصة بعد حادث الشانزليزيه وحوادث أخرى فى ألمانيا وبعض دول أوروبا الأخرى، هذا السلوك الرافض للاجئين أصابنى بالحزن، فى نفس الوقت كان صديقى المغنى والموسيقى المصرى الألمانى عادل الطويل جاءته فكرة هذا العمل وعندما عرضه علىّ فرحت جدا به. لأنه أيضاً يعبر عن قضيتى منذ سنوات بلاد الله.
قلت له ماذا تقصد ببلاد الله؟
- قال: أقصد أن الأرض ملك للإنسان وليس لجنسية بعينها، كلنا أبناء هذه الأرض دون أن نحدد مسميات دولية.
سألته مجددًا.. أجد لديك حماسًا كبيرًا لهذا العمل وتلك القضية التى تمس المهاجرين أو اللاجئين؟
- قال: أولاً دور الفنان ليس تقديم الأغنية العاطفية أو الغناء التقليدى بكافة صوره وأشكاله، لكن الفنان له رسالة يجب أن يؤديها.
عدت وقلت له ما الذى استفزك فى قضية اللاجئين؟
- قال «منير»: أولا هناك معسكران فى هذا الأمر؛ الأول يرفض اللاجئين بشدة ويطالب بخروجهم من أوروبا وهناك أحزاب سياسية تتبنى هذا الأمر، ومعسكر آخر يدافع وأغلبهم من العرب. لكن خطورة الأمر أننا جميعا فى كل بلاد العالم وليس الشرق الأوسط وأفريقيا فقط معرضون أن نكون لاجئين ليس بالضرورة بسبب الحروب، لكن هناك كوارث طبيعية مثل تسونامى من الممكن أن تجعل مواطنى أى دولة لاجئين لذلك أى إنسان منا معرض لهذا الأمر، لذلك كان من الطبيعى أن نقدم تلك الرسالة لأوروبا والعالم أجمع. أردت أن أقول كلنا مشاريع لاجئين.
ذكرت له أن أوروبا نفسها تعرض مواطنوها لهذا الأمر أثناء الحرب العالمية ومنها دول الآن عظمى؟
- قال: هذا صحيح لذلك أتمنى أن تصل الرسالة للعالم.
وما الذى تطلبه من الدول الأوروبية بخلاف قضية اللاجئين؟
- أولا أتمنى أن يساعدونا فى أمور كثيرة، فالمساعدة ليست بالضرورة بالسلاح، نحن نريد أن يساعدونا بإقامة ساحات للغناء ومستشفيات على أعلى مستوى ويساعدونا أيضاً فى التعليم ويفيدونا من تجاربهم، ساعدنى بعلمك، بتأهيل المعلمين ليس لأننا ضعفاء لكن حتى نجتاز جميعنا الصعاب، ساعدنى بإخلاص وضمير. بالمناسبة وهذا الكلام أنا قلته فى حفل شرم الشيخ العام الماضى بعد أن شاهدت صورة الطفل السورى الغريق، قلت: ففى الوقت الذى يرفض الأوروبيون اللاجئين السوريين استقبلت مصر 200 ألف سورى على الرغم مما نعانيه.
هذا هو محمد منير المهموم بالإنسانية..
«منير» بلغة الأرقام
66 سنة، هو العمر الحقيقى الذى عاشه المطرب الكبير محمد منير، وفقا لتاريخ ميلاده فى أكتوبر 1954، ولكن حجم النجاح الذى حققه منذ ظهوره عام 1978 بألبوم «بنتولد»، يساوى هذا العمر مضروبا فى عشرة، ليتوِّجه الجمهور عن جدارة «ملكا» للأغنية المصرية. منير بلغة الأرقام «نجم الشباك» الأول، وحققت ألبوماته أعلى المبيعات، كما تسجل حفلاته الحضور الجماهيرى الأكبر بين مطربى جيله والأجيال التى أتت بعده، بنسبة تقترب من مباريات كرة القدم الجماهيرية.
على مدار 40 سنة، ظل نجاح محمد منير الأكثر استقرارا بشهادة أبناء جيله، ومن بينهم المطربان الكبيران على الحجار ومحمد الحلو، وأسباب كثيرة صنعت هذا التاريخ الطويل من النجاح، أبرزها أن «منير» التقى فى بداية مشواره أسماء كبيرة، كان لها فلسفة وفكر مغاير لما هو قائم فى هذا الوقت، حيث كانت الأغنية وقتها تعيش أجواء الغناء الطربى الذى كان يقدمه جيل العندليب عبدالحليم حافظ، وكوكب الشرق السيدة أم كلثوم، لذلك كان لقاء هانى شنودة بمحمد منير أول نقلة نوعية فى حياته، بتقديم ألبومى (بتولد وعلمونى عينيكى).
«منير» جاء من أسوان إلى القاهرة حاملا شنطة سفرة محتضنا حلم عمره وهو الغناء برفقة شقيقه الأكبر «فاروق» الذى كان يتمتع أيضاً بصوت غنائى جيد، وخلال وجوده تعرف شقيقه على الشاعر الكبير عبدالرحيم منصور الذى كان قد بدأ مشواره مع كتابة الأغنية مع بليغ حمدى، وشعر أن «منير» الشاب الصغير من الممكن أن يكون صوت مصر.. ومن هنا بدأت
الرحلة.
المتمرد
المرحلة الأهم فى بناء شخصية «منير» الفنية، تحققت من خلال الموسيقى القادم من أمريكا لتطبيق فكرة فى وطنه مصر، كان هذا الموسيقى هو يحيى خليل، الذى توافق فكره مع الشركة المنتجة «سلام»، ويخططان لمشروع كان نجمه محمد منير. تلاقت الأفكار بين الثلاثى خليل والشركة ومنير فحقق نجاحا كبيرا فى ألبوم «شبابيك»، لدرجة أنه ساهم فى إعادة الألبوم الأول والثانى لمنير إلى بؤرة اهتمام الجمهور، ثم توالت نجاحات الثلاثى فى البومات «اتكلمى» و«برىء» و«وسط الدايرة». كان هذا الثلاثى مدعوما بمجموعة أخرى من عمالقة التأليف والتلحين مثل أحمد منيب وعبدالرحيم منصور وفؤاد حداد. هذه المجموعة اختارت لمنير مجموعة مختلفة من الأغانى لم يكن يقدمها غيره من قبل، اعتمدوا خلالها على بساطة الكلمة وعمق المعنى مثل «عروسة النيل»، و«شجر اللمون»، و«اتكلمى»، و«بنتولد». هذه النوعية من الأغانى وغيرها خلقت موجة جديدة فى عالم الغناء العربى، فأصبح هناك شكل مخالف تماما للمدرسة الطربية، وسار خلف هذا اللون كثير من المطربين حتى صار منير مدرسة مصرية بالفعل. فالموضوعات التى تم اختيارها للغناء لم تكن مألوفة من قبل حتى مفردات الكلام، أضيفت إليها خلطة سحرية ليحيى خليل جمعت بين قوة موسيقى الجاز وعفويتها وبين دفء اللحن الشرقى وشجنه. كل هذا امتزج فى صوت منير.
صوت منير لم يكن الأقوى بين أبناء جيله، ولكن جينات الموهبة التى يملكها وثقافته التى جمعها سواء من فنانين التقى بهم فى أول المشوار فى مصر أو من خلال احتكاكه بمدارس فنية أخرى التقاها خلال رحلاته إلى أوروبا ساهمت إلى حد بعيد فى هذه الاستمرارية الفنية التى يعيشها، فهو لا يغيب حتى خلال السنوات التى يختار الابتعاد فيها عن الساحة لالتقاط الأنفاس أو الإعداد لألبوم جديد.
ساعده أيضاً على التميز، اختيار على الحجار ومحمد الحلو الشكل الكلاسيكى فى الغناء الذى كان يمثله وقتها الموسيقار الكبير بليغ حمدى وعبدالوهاب والموجى وكمال الطويل.
كان بليغ حمدى قد احتكر صوت الحجار والحلو، ومعهما منير، لكن الأخير وقع عليه الاختيار من قبل شركة «سلام» لتقديم الموجة الجديدة من الغناء، بعد أن رأوا فيه الشكل المختلف الذى يمكنه تقديم هذا اللون، فهو الشاب القادم من الجنوب ليرتدى الملابس الكاجول بدلا من البدلة والكارافت، كان منير وقتها يحمل مواصفات أخرى للنجم. ويحسب هنا لبليغ حمدى أنه تنازل عن احتكار «منير» ومنح الشركة الجديدة وقتها حق رعايته، كما أعطاه أيضاً حق غناء «أشكى لمين»، بعد أن سجلها محمد الحلو بصوته وصورها فيديو كليب، وهو ما يكشف أن علاقة النجوم فى هذا الزمن كانت قائمة على التضحية والحب.
26 ألبوما
قدم محمد منير للأغنية المصرية مجموعة كبيرة من الألبومات واستطاع أن يحدث مزجا بين الغناء العاطفى والوطنى فى رحلة تزاوج فريد، تجعل المستمع فى حيرة من فرط الدهشة هل منير يغنى للحبيبة أم للوطن؟
أصدر منير 26 ألبومًا غنائيًّا طوال مسيرته الفنية التى امتدت 40 عامًا، من أشهرها «بنتولد» عام 1978 و«علمونى عنيكى» و«شبابيك» عام 1981 و«اتكلّمى» سنة 1983، و«برىء» عام 1986، و«وسط الدايرة» عام 1987، و«شوكولاتة» 1989، و«فى عشق البنات» عام 2000، و«أنا قلبى مساكن شعبية» عام 2001، و«الأرض، السلام» عام 2002، و«أحمر شفايف» عام 2003، و«حواديت» عام 2004، و«امبارح كان عمرى عشرين» عام 2005، و«طعم البيوت» عام 2008، و«رباعيات فى حب الله» عام 2009. بعدها توقّف منير عن إصدار الألبومات لمدة 4 سنوات تقريبًا، قبل أن يطلق ألبوم «يا أهل الطرب والعرب» عام 2012، «الروح للروح دايما بتحن» 2017 و«وطن» 2019. وقريبا «باب الجمال» الذى يضع لمساته الأخيرة حاليا.
البناء الفنى لمنير كان متينا ووفقا لقواعد فنية على أعلى مستوى، ولهذا السبب استطاع أن يستمر نجما حتى الآن، ورغم تعاون محمد منير مع أسماء كثيرة خلال رحلته، فإن يحيى خليل وهانى شنودة وأحمد منيب وعبدالرحيم منصور يظلون الأكثر تأثيرا فى مشواره.
«شاهين» يضمه لنجوم السينما
لم يكن «منير» وجها سينمائيا للعديد من مخرجى السينما لكن الأمر كان عند يوسف شاهين مختلفا تماما، حيث وجد فيه الصوت الذى يمكن توظيفه فى السينما ليغير به ملامح نجم الغناء فى السينما الذى كان النموذج الاشهر فيها عبدالحليم حافظ. البداية كانت «حدوتة مصرية» عام 1982 وأغنية هذا العمل أحدثت انقلابا فى مسيرة «منير»، ثم تبعها بالمشاركة فى فيلم «اليوم السادس» عام 1986 مع الراحلة العالمية داليدا، ثم تتابعت الأعمال «يوم حلو ويوم مر، وليه يا هرم، واشتباه، وشباب على كف عفريت، ودنيا، ومفيش غير كده، وحكايات الغريب، والبحث عن توت عنخ آمون»، وفى المسرح قدم «الملك هو الملك» و«ملك الشحاتين» و«مساء الخير يا مصر». وكان آخر ظهور له من خلال مسلسل «المغنى» عام 2016 الذى قدم من خلاله رحلته مع الموسيقى.
صائد الجوائز
كان من الطبيعى بعد كل هذا المشوار الطويل الملىء بالمحطات المهمة أن يكون منير «صائد الجوائز»، فقد فاز الفنان بجائزة أفضل مطرب فى مسابقة MEMA يوليو 2008، كما حصل على جائزه السلام من قناة CNN عن ألبوم «الأرض السلام»، والجائزة الماسية من «باما أووردز»، وفاز بالجائزة البلاتينية لأحسن مطرب مصرى وعربى عن أغنية «ياسمينا»، التى شاركه الغناء فيها المطرب العالمى عادل الطويل، مع فريق «إيش أوند إيش»، وجائزة شركة يونيفرسال العالمية، بعد أن وزعت الأسطوانة التى تضم أغنية «تحت الياسمينا» 700 ألف نسخة، محققة أعلى نسبة توزيع فى ألمانيا، وحصل فى العام نفسه وعن الأغنية نفسها، باللغتين العربية والإنجليزية، على المركز الثالث فى الاستفتاء الجماهيرى الذى نظمته قناة «بروسفن» لمسابقة أفضل أغنية فى ألمانيا، كما حصل أيضاً على جائزة Honorable Award عام 2005 عن فيلم «دنيا»، وفازت أغنيته «الليلة يا سمرة» فى استفتاء الBBC لأفضل 50 أغنية أفريقية فى القرن العشرين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.