توقعت مؤسسة الأبحاث «أكسفورد إيكونوميكس» أن يضرب الركود الاقتصادى الولاياتالمتحدة ومنطقة اليورو بفعل الكورونا مع توقعات تقلص الناتج المحلى الإجمالى العالمى وخسائر تصل إلى تريليونى دولار. وكانت اقتصادات مثل اليابان وألمانيا وفرنسا وإيطاليا تعرضت إلى انكماش اقتصادى بالفعل أو فشلت فى النمو قبل تفشى الفيروس، لكن يحتمل أن يكون الوضع أكثر سوءاً بنهاية الربع الحالي، وسط توقعات بتسجيل الصين أكبر وتيرة تراجع فصلى فى الناتج المحلى الإجمالى فى عقود. يشير صندوق النقد الدولى إلى أنه من السهل نسبياً وصف الركود الاقتصادى على الصعيد المحلى كونه يُعرف من الناحية الفنية على أنه انكماش فى الناتج المحلى الإجمالى لدولة ما لمدة فصلين متتاليين. أما بالنسبة لركود الاقتصاد على الصعيد العالمي، فيجب أن يكون تباطؤاً فى النمو لأقل من 2.5 بالمائة، مصحوباً بتراجع واسع النطاق ومتزامن فى مختلف المؤشرات الأخرى للنشاط الاقتصادى العالمى بما فى ذلك الإنتاج الصناعى العالمى والتجارة وتدفقات رأس المال والعمالة. يوضح صندوق النقد أن هناك أربع حالات ركود اقتصادى عالمى منذ عام 1960 وحتى الآن، وهى تلك التى وقعت فى أعوام 1975 وفى عام 1982 وفى عام 1991 وفى عام 2009 مع الإشارة إلى أن الركود المصاحب للأزمة المالية العالمية كان أكثرها تدميراً. وتتوقع وكالة «ستاندرد آند بورز» للتصنيف الائتمانى أن يشهد الناتج المحلى الإجمالى العالمى نمواً يتراوح بين 1 إلى 1.5 بالمائة خلال عام 2020، نتيجة إجراءات احتواء الكورونا، ما يعنى أن العالم سيقع فى حالة من الركود الاقتصادي. ويعتقد خبراء الاقتصاد فى بنك «مورجان ستانلي» أن الركود العالمى فرضية أساسية، حيث يتوقع نمو الناتج المحلى الإجمالى العالمى بنحو 0.9 بالمائة هذا العام. فى حين أن «جولدمان ساكس» يشير إلى نمو الاقتصاد العالمى هذا العام سيبلغ 1.25 بالمائة، وهو ما يؤكد الوقوع فى حالة من الركود. وعلى صعيد آخر، يرى «دويتشه بنك» تعرض اقتصاد الولاياتالمتحدة إلى انكماش بنسبة 13 بالمائة خلال الربع الثانى من العام الجارى على أساس سنوى بسبب الاضطرابات الناجمة عن فيروس كورونا، ما سيكون أسوأ انكماش فى تاريخ البلاد. وتوقع بنك «جولدمان ساكس» انكماش اقتصاد الصين بنحو 9 بالمائة فى الربع الأول من 2020 على أساس سنوى مع خفض توقعات النمو الاقتصادى فى مجمل العام الجارى إلى 3 بالمائة. بالنظر إلى التاريخ فإن الركود الاقتصادى الأخير، والذى وقع فى الفترة بين عامى 2007 و2009، دام لنحو 18 شهراً ليكون أطول فترة ركود اقتصادى منذ الكساد العظيم فى سبعينيات القرن الماضي، لكن على النقيض فإن الركود الاقتصادى فى فترة الثمانينيات استمر لنحو 6 أشهر فقط. وفيما يتعلق بالوقت الراهن فإن مدة الركود تخضع إلى حالة كبيرة من عدم اليقين وسط غموض الأمور المتعلقة بالأزمة الصحية «كورونا»، والتى فتكت بحياة 8 آلاف شخص عالمياً، وأصابت أكثر من 200 ألف آخرين. ويشير بنكا «جولدمان ساكس» و«مورجان ستانلي» إلى أن الركود الاقتصادى المحتمل سيكون أكثر شدة من الركود الذى وقع فى عام 2001 لكنه لن يكون بنفس حدة ما حدث إبان الأزمة المالية.
