\r\n قال سيف سعدي مدير المخزن «كل المسيحيين غادروا البلد»، مضيفا أن مبيعات هذا الموسم انخفضت بمقدار 75%. \r\n فبعد التفجيرات التي لحقت بعدد من الكنائس خلال هذا العام القاسي وما رافقتها من تهديدات بالاغتيال، قرر جميع المسيحيين العراقيين البالغ عددهم 800 ألف شخص إلغاء الاحتفال بأعياد الميلاد. وقال الأب بيتر حداد المكلف بكنيسة «مريم العذراء» في بغداد «رسميا نحن لن نحتفل هذا العام». \r\n فتحت الخوف من هجمات المتمردين أعلن الأساقفة في الفترة الأخيرة أنهم سيلغون احتفالات أعياد الميلاد لهذه السنة. وستمتنع بعض الكنائس عن إقامة قداس أمسية أعياد الميلاد، وهي خطوة لم تقع خلال حكم صدام حسين. \r\n وانخفض عدد الزائرين للكنائس بشكل كبير. فخلال العطل الموسمية كانت كنيسة حداد تستقبل أكثر من 700 مصلّ بينما كان هناك 27 شخصا فقط يوم الأحد قبل الماضي فيها. \r\n وظل المسيحيون في العراق يتمتعون ولمئات السنوات بعلاقات ودية مع المسلمين. لكن بعد الهجوم الذي شنته الولاياتالمتحدة على العراق عام 2003 راح المتمردون يستهدفون الجالية المسيحية متهمين أفرادها بالتعاون مع «الكفرة» الأميركيين عن طريق العمل معهم كمترجمين أو منظفين أو تجارا. وأصبح ضغط الإسلاميين سيئا جدا مما دفع الكثير من النساء المسيحيات إلى ارتداء الحجاب للامتزاج مع بقية النساء. \r\n وقال رئيس أساقفة كركوك لويس ساكو أخيرا أمام الأساقفة حينما أعلن إلغاء احتفالات أعياد الميلاد في المدينة الشمالية «نحن لسنا عملاء لأي كان ولا نقبل أن نربط بالمحتلين بسبب ديننا. وتفجير كنائسنا يخيف أبناءنا ولن يحل مشاكل العراق». \r\n ويقدر الزعماء المسيحيون عدد المسيحيين الذين هربوا من العراق بحوالي 50 ألف شخص منذ العام الماضي وأغلبهم يقيمون حاليا في الأردن وسورية. \r\n وقال المسيحيون إن الهجمات على الكنائس وإطلاق النار على محلات بيع المشروبات الروحية أفسدت ما يعتبر دائما بأبهج فترة من السنة بالنسبة لهذه الجالية. \r\n وفي الماضي كان جورج كوريال، 50 سنة، والأب لأربعة أطفال يحتفل بأعياد الميلاد عن طريق أخذ أسرته لقضاء اليوم في المتنزهات، لكن بالنسبة لهذه السنة سيبقى كوريال وأفراد أسرته في بيتهم. وقال «سنذهب إلى الكنيسة اثنين في كل مرة وحينما يعود أول الاثنين يستطيع الاثنان الآخران أن يذهبا. إنه أكثر سلامة بهذه الطريقة». \r\n وفضلت بعض الكنائس تشغيل عدد من الحرس المسلحين لحمايتها. ففي الكنيسة السورية الكاثوليكية ل «سيدة الإنقاذ» كان هناك شبان مسلحون برشاشات كلاشنيكوف مع مسدسات من عيار 9 مللميتر يقومون بالحراسة أثناء جنازة لأحد أبناء هذه الأبرشية الذي قتل عند عودته إلى بيته من مكان عمله في ناد اجتماعي ببغداد. \r\n لكن بعض وجهاء الكنائس الأخرى قالوا إنهم يفضلون إلغاء الاحتفالات عن القبول بإجراء التفتيش عن الأجسام المعدنية التي يحملها المقبلون إلى الكنائس أو طلب مساعدة الوحدات الأميركية خلال عطلة أعياد الميلاد. \r\n وقال سمير خوري نائب رئيس ناد الهندية الاجتماعي الخاص بالمسيحيين «ستكتفي العائلات المسيحية بالاحتفال مع الأصدقاء والأقارب في بيوتها». \r\n وكانت أعياد الميلاد في العراق، التي هي بداية عطلة رسمية، ترافقها احتفالات مسرفة في المطاعم والخروج إلى الحدائق العامة مع تجمعات واسعة للعوائل. كذلك يقوم الناس بتزيين البيوت بالمصابيح الملونة وأكاليل شجر الصنوبر. \r\n وعلى الرغم من كل المشاكل فإن الكثير من العراقيين قالوا إنهم سيحتفظون بروح أعياد الميلاد التي كانت تتميز بالبهجة. وقال سائق التاكسي حازم جميل، 47 سنة، الذي اشترى شجرة أعياد الميلاد في يوم عطلته الأسبوعية «إيماننا لن يتلاشى أبدا. إنه لأمر أساسي أن يعيش الناس حياتهم بشكل طبيعي». \r\n وقالت زوجته فاديا عيسى، 31 سنة، إن الأسرة ستظل تعد عشاء أعياد الميلاد التقليدي وتعطي هدايا لأطفالها الثلاثة. وقالت «إنه مهم بالنسبة للأطفال». وتنوي أسرة جورج أن تشتري شجرة لأعياد الميلاد لكنها لن تذهب للصلاة في الكنيسة هذه السنة. وبدلا من أخذ الأطفال لمشاهدة «بابا نويل» في ناد اجتماعي محلي سيقوم الأخ الأكبر بلعب دوره داخل البيت حسبما قال التاجر فاروق جورج من بغداد. \r\n وقال إن العمل التجاري قد هبطت معدلاته هذه السنة لكنه لا يشعر بالقلق. وأضاف «المبيعات تبدأ دائما بالارتفاع بعد 20 ديسمبر. وذلك حينما تبدأ فترة التنزيلات». \r\n وقال حداد الذي سيبقي كنيسته مفتوحة لقداس أعياد الميلاد، إن الأوقات الصعبة التي يعيشها العراق الآن ستشجع المسيحيين على التفكير في المغزى الديني للعطلة بدلا من التركيز على الهدايا والحفلات. وسيقارن خطابه أثناء القداس الذي يجري عشية أعياد الميلاد بين احتلال الولاياتالمتحدة للعراق واحتلال روما للقدس خلال حياة السيد المسيح، وهي رسالة يأمل أن تلهم المتعبدين. وأضاف «هناك أيام سيئة لكنها ستمر». \r\n \r\n * خدمة «لوس أنجليس تايمز» خاص ب«الشرق الأوسط»