حوار: عاطف سليمان لاقت أعماله الدرامية نجاحا كبيرا، جعلته يخطف الأنظار سريعا ويتربع على عرش كتاب الدراما، واستطاع أن يكون واحداً من عمالقة الكتابة التلفزيونية، بعد الأعمال التى قدمها فى مسلسلات كتيرة قدمها منها «سلسال الدم» و«أفراح إبليس»، و«الرجل الآخر»، و«للعدالة وجوه كثيرة»، و«عائلة الحاج نعمان» و«أين قلبى»، والتى حصد من خلالها الكثير من الجوائز، وكانت مسلسلاته هذه بداية لتقديم وجوه جديدة كثيرة لمعت بعد ذلك وأصبحت نجوماً.. إنه الكاتب والسيناريست مجدى صابر الذى لقب ب«سيناريست الصعيد»، بعد النجاح اللافت للنظر، الذى حققه مسلسل «سلسال الدم» والذى اعتبره البعض بمثابة نقلة فى الدراما المصرية كونه أعاد المشاهد إلى الدراما التلفزيونية مرة أخرى بعيدا عن السباق الرمضانى. اقرأ أيضًا | بالرومانسي والدراما.. نجوم الغناء يستعدون لليالي الشتاء الطويلة فى البداية حدثنا عن كيف جاء ارتباطك بعالم الكتابة؟ بدأت حياتى ككاتب روايات للأطفال فى مرحلة مبكرة، وتم نشر أول رواية لى فى دار المعارف، فى سن ال15 من عمرى وفى مرحلة الجامعة تعاقدت مع أكثر من دار نشر على عمل سلاسل شهرية للشباب سواء روايات شبابية أو رومانسية أو خيالا علميا، ووصل إنتاجى من الروايات والقصص ل300 رواية. ولكن يظل السؤال كيف حدثت النقلة من كتابة الرواية والقصص إلى المسلسلات والأعمال الدرامية؟ مع مرور الوقت شعرت أن مساحة الكتابة فى القصة والرواية لا تتسع لكل أفكارى، وقررت تحويل مسار كتاباتى، من الروايات والقصص إلى المسلسلات، وبالفعل حولت 5 روايات إلى أعمال تلفزيونية، منها مسلسل «حارة المحروسة» وكان بطولة صابرين وأحمد عبدالعزيز، وإخراج مجدى أبوعميرة، وحقق العمل نجاحا رغم أنه لم يعرض حينها فى التلفزيون المصرى، وكانت تلك النقلة الحقيقية التى حولت مسار اهتماماتى لكتابة الأعمال الدرامية التى توالت بعدها مسلسلات كثيرة منها «الماضى يعود الآن» من إخراج رائد لبيب وبطولة رانيا فريد شوقى، وعبلة كامل. حققت أعمالك نجاحًا كبيرًا وحصدت جوائز عديدة، كيف تنظر إلى ذلك؟ حاولت أن أبذل الكثير من الجهد فى كل أعمالى وأنا مدمن كتابة يومية، وأكتب من خلال الواقع ومما أذكره عن بعض أعمالى أننى أتذكر بعد النجاح الكبير الذى حققه مسلسل «الرجل الآخر» عام 1999، وحصد المسلسل وقتها جائزة أفضل مسلسل، وحصل الفنان نور الشريف والفنانة ميرفت أمين والمخرج مجدى أبوعميرة على جوائز ذهبية لم يعلن اسمى فى الجائزة إطلاقا وتم حجب الجائزة عنى ومنحها لكاتب كبير، فاندهشت وقمت بالاتصال بأحد أعضاء لجنة التحكيم وقتها وقلت له،«أول مرة أسمع عن عمل يفوز فيه كل العناصر باستثناء المؤلف وهو أصل العمل»، فرد عليّ قائلاً «يا عم مجدى إنت لسه جديد، مستعجل على ايه»، ثم وفى السنة التالية حصلت على ذهبية أحسن كاتب عن مسلسل «للعدالة وجوه كثيرة»، وحصلت أيضا على جائزة فى مسلسل «أين قلبى»، وجائزة مناصفة مع الراحل أسامة أنور عكاشة، وكنت أعتبرها أهم جائزة فى حياتى. فى رأيك ما السر وراء نجاح أغلب أعمالك التلفزيونية التى قدمتها؟ كما ذكرت لك أننى أكتب من الواقع وأنزل الشارع يوميا وأكتب عما أراه وأشاهده إضافة لإطلاق خيالى، فمن الضرورى جدا للكاتب كى ينجح عمله أن يكون صادقاً فيما يتناوله ويكتبه حتى يحس به المشاهدون ويقدم شخصيات حقيقية من لحم ودم، ويقدم قضايا المجتمع بصورة حقيقية، ليصبح قريبا من الناس، وهذا سر النجاح فى كل أعمالى. هل كنت تتوقع النجاح الذى حققه مسلسل «سلسال الدم»؟ حينما أكتب عملًا لا أتوقع أى شىء، أكتب عن قناعة وصدق فى التناول، وشخصيا لا يمكننى تقديم عمل على الشاشة إلا اذا كنت راضيا عنه بنسبة 100٪، فأنا لا أسمح بأى أخطاء أو قصور حتى لو قمت بتكرار كتابة المسلسل أكثر من مرة، وأنا أعتبر نفسى الناقد الأول لأعمالى، وأعتقد أن البعض سيندهش حينما يعلم أننى كتبت ملخص «سلسال الدم» منذ سنة 2000، وسجلته باسمى فى الشهر العقارى، وعندما طلب منى كتابة مسلسل صعيدى تذكرت هذه القصة وعرضتها على شركة الإنتاج التى بدورها عرضتها على الفنانة عبلة كامل، التى وافقت على الفور، ووقعت عليها فى اليوم التالى. هل يمكننا القول إن «سلسال الدم» أعاد الدراما إلى التلفزيون بعيدا عن رمضان؟ بالفعل، قبل عرض مسلسل «سلسال الدم» بعشر سنوات لا نعرض إلا فى شهر رمضان الكريم، وكان العرض طوال العام غير متاح، ولا يجرؤ مسلسل أن يتم عرضه بعيدا عن رمضان، ورغم أن بعض أعمالى عرضت فى رمضان، ولكن شعرت فى السنوات الأخيرة أن ذلك الأمر يضر بالدراما، لأن عرض ما يقرب من 50 عملا دراميا، لن يستطيع المتفرج مشاهدة جميع الأعمال، وهو ما سيظلم الكثير من الأعمال، وبالتالى أعطى الفرصة للمسلسلات التركى أن تظل متسيدة على العرش باستثناء رمضان، لذلك قررنا عرض مسلسل «سلسال الدم» بعيدا عن رمضان، وكانت المفاجأة المذهلة فى نجاح المسلسل فى الجزء الأول، وكانت الإعلانات فى الحلقة تصل مدتها ل30 دقيقة وأحيانا تتخطى الساعة إلا ربعا، وهذا النجاح الأسطورى أغرى الكثيرين من صناع الأعمال على العرض خارج رمضان، وأريد هنا أن أشير إلى أن نجاح المسلسل تسبب فى وصول عدد حلقاته إلى 220 حلقة ويعد أطول مسلسل فى تاريخ الدراما المصرية. كيف استطعت أن تنقل ما حدث فى هذه الفترة من أحداث سياسية واجتماعية من خلال المسلسل؟ أثناء كتابتى المسلسل عام 2000، كان المسلسل يحمل رمزية العلاقة بين الحاكم والمحكوم، وكنت أجسد لصورة مصر فى نصرة، والحاكم «هارون»، لينتهى الأمر بسقوط هارون وهو انتصار الشعب على الحاكم، ويشاء القدر أن يحدث ما كتبت تماما، فحينما انتهيت من تصوير الجزء الثالث للمسلسل ثم بدأت فى كتابة الجزء الرابع، تزامن ذلك مع فترة 25 يناير، وأعقب ذلك وصول الإخوان للحكم، ثم إزاحة الغمة فى 30 يونيو، وفكرت أن يكون للعمل خط سياسى محدد، وهو حكم الإخوان لمصر خاصة فى الصعيد، لأن كل الأعمال ركزت على حكم الإخوان فى المدينة وليس الصعيد، ومن هنا نسجت خط الإخوان من خلال الصعيد، وجسدته شخصية أحمد بدير، والبعض ظن أننى أتحدث عن شخصية بعينها، فأنا لا أتحدث عن شخصيات فى أعمالى ولكن أتحدث عن ظواهر. ما الرؤية التى اعتمدت عليها فى مسلسل عائلة الحاج نعمان؟ المسلسل عبارة عن دراما اجتماعية أسرية لأنها تدور فى فلك عائلتين فى دمياط، والجديد فى هذا العمل هو عودة للدراما الأسرية، وما أطلق عليه ب «دراما الأجيال»، ولأول مرة أحداث المسلسل تدور فى دمياط، كما قدم تيم حسن واحدا من أفضل أعماله التلفزيونية، وتطرقت بشكل كبير إلى مشكلات صناعة الموبيليا فى دمياط. لماذا نجد فى معظم أعمالك الاعتماد على البطولات الجماعية وليس الفردية؟ لا أحب فكرة البطل الواحد، لأنه لا يتسق مع أفكارى، فإذا أردنا أن نقدم أفكارا تهم المجتمع، يجب أن تقدم من خلال شرائح ومن خلال أدوار متعددة، وأكثر من شخصية فى الرواية، ولكن البطل السوبر سيكون التركيز الغالب عليه فى الكتابة.