اليوم نحتفي بمرور سنة علي خروج هذه النافذة إلي النور حاملة معها كل بواعث الأمل والسعادة. طاردة لكل مشاعر اليأس والاكتئاب.. وبهذه المناسبة أترك الكلمة والتعليق لأصدقاء النافذة لرصد آرائهم والتعرف علي أصداء ما نشر عنهم في محيط الأهل والأصدقاء خلال عام مضي..: û تفريغ شُحنة.. هو ما أوجزه القاريء "عصام الكيلاني" من المرج وهو يصوِّر علاقته بهذه النافذة وكيف ساعدته في التخفيف عن "صديقه المسن" وأزمته مع ابنه. يقول: في الحقيقة لقد اعانتموني علي تصحيح مسار حياة ابن صديقي "المدلل" بعد أن كاد بسلبيته المُفرطة يتسبب في ضياع زوجته وابنته الوحيدة لكن الله سلَّم ليفيق في الوقت المناسب.. ولا أُخفي عليكم أن ما شجعني علي مواصلة الكتابة إليكم هي تنوع الموضوعات التي تطرحونها وأتمني هذا العام تخصيص مساحة أكبر للرسم المصاحب للباب باعتباره جزءاً تعبيرياً لا يقل أهمية عن التعليق المصاحب للرسالة. û روشتة ناجحة.. بهذه الكلمات تحدث "يحيي محمد أمين" ابن روض الفرج مضيفاً: ما كان بإمكاني حسم الأمر معها فيما يتعلق بدعوة أبويها لحضور حفل زفافها أم لا؟! لولا أنني قد نصحتها بالكتابة إليك وتحكيمك بيننا في ظل إصرارها علي اجترار الماضي و"الحنين للآلام" فجاء رأيك لينهي هذا الخلاف حين أشرت علينا بالتوجه سوياً لزيارة عائلتها التي انقطعت كل علاقاتها بهم منذ أن هربت في طفولتها إلي الشارع لتقع في طريقي وأبدأ في إجراءات إيداعها بإحدي دور الرعاية أقول: أخذتها لتقابل والديها فطرقنا الباب علي أننا باحثون اجتماعيون جئنا لنتعرف علي ظروفهم ففتح لنا الأب وجلسنا معه دون أن ينتبه إلي أن التي تجلس بجواري هي ابنته فقد أخبرنا أنها ماتت ولحقت بها أمها"!!".. زيارة بقدر مرارتها بقدر ما عجلت من حسم قرارها حين عزمت إتمام إجراءات زواجها دون دعوة أحد بمن فيهم الشقيق الذي أطل علينا أثناء الزيارة ولم تظهر علي وجهه أية علامات تُنبيء بتراجعه عن أيام الشقاوة.. والبلطجة اللهم لا قليلاً!! û تعاطف غير مسبوق.. حظي به الأب المكلوم ع.ع.ع من القاهرة حينما طالع أهل أرملة ابنه الشهيد قصته خلال النافذة.. حيث جاءت رسالته لتبعث الطمأنة في نفوس الجميع بأنه لا يبغي سوي الصلح مع أرملة ابنه ورد كافة الحقوق لها. يقول صاحب "وفاء حتي النهاية": "لقد جاءت كلماتكم في ردكم علي رسالتي ما جعل أهل زوجة ولدي الراحل يراجعون مواقفهم معي.. فأتوا ليقدموا لي واجب العزاء في ابني لأول مرة منذ ثلاثة أشهر وانتهز الفرصة لأؤكد لهم أنني مازلت أمد يدي لهم وليقضي الله بيننا بالحق بعيداً عن ساحات المحاكم فيكفيني لوعتي علي فُراق ولدي الذي اغتالته يد الغدر أثناء عودته من عمله بغرض سرقة السيارة التي كان يقودها.. رحمه الله وأثابكم علي حُسن صنيعكم معنا". û المنسي" أبكته .. هكذا تحدثت "مدام رجاء" عن أبيها وكيف حرصت علي أن تقرأ عليه رسالتها الأخيرة للنافذة لتفاجأ به يبكي بحُرقة وهو الذي تأبي نفسه أن يبدو ضعيفاً مهزوماً. تقول: بكي أبي الطاعن في السن.. وأمام دموعه وجدتني وشقيقاتي البنات ننسي كل ما اقترفه في حقنا حين بخل علينا بماله ومشاعره وخص بهما شقيقنا الوحيد.. حتي.. حتي نزلت به وبنا الفجيعة عندما اختطفه الموت.. واكتوينا بناره .. نار لم يطفؤها سوي ظهور "المنسي" في حياتنا.. ابن العم الذي سارع لنجدة أبي حين أصابته الغيبوبة وأخذ بكل الأسباب لإنقاذ حياته ومن يومها وهو بجانبه وبجانبنا.. قريب من مشكلاتنا.. كريم في معاملاتنا. لقد عثرنا علي ما كنا نبحث عنه وتحدثت معك بشأنه في "الشقيق المنتظر" لتتبدل أحوالنا ونطرد من رءوسنا الفكرة الغريبة التي ظلت تسيطر علينا وهي أن يتزوج والدنا من جديد ليأتي لنا بالولد الشقيق!! û رابطة .. هو اقتراح من الكابتن محمد عبدالكريم إمام صاحب "زئير الأحزان" والذي أري أن هذا الطرح حينما يأتي منه فهو بمثابة شهادة تعافي له وبدئه في تخطي مرحلة الحزن المرير التي استغرقت معه وقتاً طويلاً منذ رحيل زوجه الُمحبة المخلصة.. يدعو الكابتن "إمام" لتكوين رابطة تضم كل محبي النافذة وتكون مهمتها المشاركة في دفع اليأس عن المحبطين والمهزومين وبث روح الأمل والتفاؤل اقتداءً بهدي نبينا المصطفي صلي الله عليه وسلم ودعوته الكريمة "بشِّروا ولا تنفِّروا". û حديث العائلة.. لم يتوقف عن قصة "الشجرة المائلة" التي استشهدت بها بنت الصعيد الأصيلة "وفاء عبداللاه عبدالرحيم" في رسالتها للنافذة وهي تروي كيف دفعت بأولادها إلي طريق التفوق والنجاح دون اللجوء إلي الغش وأكل الحرام؟ وكيف ظلت تروي لهم حكاية جدهم حين عُوقب في طفولته لمجرد قيامه باقتلاع شُجيرة من مكانها وأجبرته الأم علي العودة بها من حيث أتي ليُعيد غرسها في مكانها وهو الدرس الذي استوعبه جيداً بألا يجور علي حق غيره مهما قلَّ أو كثُر. û بفضل الله .. هو عنوان الأبيات الزجلية التي بعث بها صديق النافذة الدائم الشاعر أحمد جعفر تعبيراً عن المناسبة يقول: لو نرضي بالمكتوب.. م المولي جل عُلاه الصعب كله يهون.. وتنتهي المعاناة ولا أي حد يقول.. بصراحة أبداً آه وتستمر الحياة.. طبعاً بفضل الله *** .. وبعد هيا قراؤنا معاً لنطفيء شمعة ونواصل رحلتنا في تخطي حواجز اليأس لتمضي بكم وبنا الحياة.. ومثلما هي دعوتنا دائماً بقليل من الآلام وكثير من الأمل. المحررة