قديما قالوا "تهكما" على من يضيع وقته ويندب على حالة في بلاط صاحبة التعاسة وهى البطالة.. "أنزل الشارع دور على شغلانه تآكل منها عيش بدل قاعدتك فى البيت كده"، تبقى الكلمات واحدة وأن اختلفت الطرق.. لكن العمل عبر الانترنت غير حتى الكلمات الموروثة مفهوما وواقعا، فلم تعد "أنزل" هي الكلمة الأدق قولاً لمن توجهه للبحث عن فرصة عمل، أنما أصبحت "أقعد"!!!. حيث أثبتت الدراسات الحديثة أن العمل عبر الانترنت أصبح الملاذ لكثير من الشباب العاطلين ومن غيرهم الذين يحلمون بالعمل الحر لحسابهم الخاص، فمن المتوقع أن يصل عدد المشتغلين كمستقلين في دولة ك"الولاياتالمتحدةالأمريكية" إلي 40% من نسبة القوة العاملة عام 2020 بحسب دراسة أعدتها شركة البرمجيات الأمريكية "Intuit" عام 2010، مشيره إلى تزايد العدد لأكثر من 60 مليون شخص بحلول عام 2020. وقد أوضحت آخر الإحصائيات الحكومية الأمريكية أن عدد المشتغلين كمستقلين قد وصل تعدادهم ل 42 مليون شخص بنسبة تقدر 30% من إجمالي القوي العاملة، مما يعد مؤشراً جيداً لاحتواء شريحة كبيرة من تلك القوي قد تكون عباً على شريحة البطالة في الدولة أن لم تكن تتوفر تلك الآلية للعمل عبر الانترنت. وتعد المنطقة العربية هي الأعلى عالمياً من حيث معدلات البطالة، ففي منطقتنا ما يتجاوز ال 20 مليون عاطل بحسب تصريحات منظمة العمل العربية، مشيره إلي أن نسبة البطالة وصلت ل 16 % هذا العام وبمعدلات مرتفعة في مصر وتونس وليبيا والأردن وبخاصة في الشريحة العمرية الأهم عصب الثروة البشرية وهي "الشباب" من سن ال 20 وحتى ال 29 عام. وهنا يبدوا لنا واضحا "إسقاطا على ما قد سبق" أن استقطاب هذا القطاع الكبير من الشباب القابل للتطور بسهولة ويسر مع تكنولوجيا العصر الحديث عن غيره من الشرائح العمرية المتقدمة، في أليه العمل عبر الانترنت كمستقل قد يساهم في القضاء على مشكلة البطالة والحد منها، والذي سيتيح دخلا جيدا وحياة كريمة للشباب العربي تنهي الصداع المزمن لواقعنا العربي. فالعمل كمستقل هو الحل الأنسب للأشخاص الذين لديهم رغبة قوية في الاستقلال وبخاصة في ظل الحالة الثورية التي يعيشها الوطن العربي بوقدها الرئيسي وهم "الشباب"، ولا يحبون اضطرارهم للاستجابة لأوامر مدير متعنت، وبدلا من قضاء حياتهم المهنية في العمل لدى أشخاص آخرين يقرروا البدء في عمل حر كمستقلين ومن ثم يكون كل شخص مسئولا عن نفسه وهذا يعني أن تعمل كاستشاريا أو تعمل لصالح بعض "الشركات - الأفراد" من المنزل أو كمتخصص للبيع بالعمولة. وفي تلك التجربة من العمل الحر يسعد هؤلاء بانتقالهم للعمل مع العديد من الشركات وأصحاب العمل، ساعدين بإيجاد التقدير والمكانة لخبراتهم ومهارتهم وحفاوة الجميع بهم، وهذه التجربة المجزية على الجانبين المعنوي والمادي تدفع الكثيرين للانخراط في ذلك، لتحقق النجاح، ويوجب هذا أن تكون لديك الشخصية المناسبة القادرة على التعلم وتطوير نفسك ومجموعة المهارات الملائمة والقدرة الكافية لاتخاذ قرارات، وأن تكون مستعدا لمجابهة التغيير الذي سوف يؤثر على نمط حياتك ومستقبلك بأكمله. ومن النماذج العربية التي أصقلت التجربة وطورتها لتصبح واقعا مادياً ملموساً يتيح لكل من لدية الرغبة في العمل الحر "النظيف" عبر الانترنت، "موقع خمسات" الذى يتيح للشباب العمل عبر منصة تجارية لتقديم خدماتهم التي يحترفونها والتربح منها بأسعار تترواح ما بين 5 إلي 25 دولار للخدمة الواحدة. موقع خمسات "khamsat.com" والذي أطلق في أواخر العام 2010، واشترته شركة حسوب "hsoub.com" في يوليو 2012 يضم الآن حوالي 60 ألف مستخدم يتيح لهم فرص العمل كمستقلين عبر الانترنت بعرض خدماتهم ومهارتهم والتربح من ذلك. فقد استطاع "خمسات" أن يوفر مكاناً أمناً للشباب العربي الواعي للعمل في التجارة الالكترونية وأن يصقلوا مهاراتهم في موقع عربي لا تقف فيه اللغة عائقا في وجههم، والذي جلب على المئات منهم ممن استطاعوا تقديم خدمات مميزة كسب الأموال بل إن بعضهم يعتمد عليه كمصدر رئيسي لدخله. حقق العديد من الشباب العربي الكثير من قصص النجاح، وتصدر الكثير منهم في أشهر قليلة قائمة الأكثر مبيعا في الموقع حيث حقق بعضهم أكثر من 3415 عملية طلب لخدماته ليحقق دخلا يزيد عن سبعة عشر ألف دولار، وما نتج هذا إلا لنجاح الفكرة وبعد عمل دءوب تحت مظلة آمنة. وتعد "الخدمات المصغرة" التى يقدمها "خمسات" عبارة عن خدمات يقدمها البائعون للزبائن داخل هذا الموقع وتتميز بالتنوع والسرعة في التسليم، فى عدد كبير من المجالات ك "الأعمال، وأمور تقنية، واستشارات ونصائح، وبرمجة وتطوير، وتدريب عن بعد ، وتسويق الكتروني، وكتابة وترجمة، وتصميم مواقع مدونات بطريقة احترافية، والترويج لصفحتك على الفيس بوك أو مقاطع الفيديو على اليوتيوب، وتوجيه الزوار، وشراء مساحات إعلانية مغرية بأسعار زهيدة، ونشر مقالات موقعك والترويج لها في المنتديات، وتصميم شعارات لشركتك أو موقعك، وتلقي نصائح واستشارت من خبراء في كل المجالات، وشراء روابط نصية لموقعك، وخدمات أخرى "مقابل أجور معينة تتراوح ما بين 5 دولار إلى 25 دولار ويقوم الموقع بدور الوسيط بين البائع والمشتري ويأخذ نسبة 20% من قيمة الخدمة المباعة. وتقوم خمسات بمهمة الترويج لخدمات البائعين بواسطة الدعاية والإعلان، وحماية كلا الطرفين "البائع والمشتري" بمستوى ضمان يمنع عمليات الخداع أو التضليل عبر وضع مجموعة من القوانين والإجراءات التي تحول دون حدوث ذلك.