طرحت منظمة العمل العربية على القمة الاقتصادية فى الرياض مشروع المبادرة العربية لتشغيل الشباب فى المجالات المرتبطة بالحاسبات الإلكترونية وشبكات الاتصال مثل التجارة الإلكترونية والعمل عن بعد والتعهيد واستخدام الإنترنت ومراكز الاتصال ويهدف المشروع إلى تشغيل مليون شاب عربى خلال 5 سنوات بواقع 200 ألف شاب سنويا فى هذه المجالات التى يتزايد الطلب عليها فى الوقت الراهن بصورة كبيرة. وقال أحمد لقمان المدير العام لمنظمة العمل العربية إن هذه المبادرة تركز على الاستفادة من الطاقات الكامنة والمتفجرة لدى الشباب العربى التى برزت بشكل مؤثر وفعال فى مجال الانترنت وعلى شبكات التواصل الاجتماعى، خاصة أثناء أحداث الربيع العربى وتعتمد وثيقة المشروع على وضع تصور عملى لتأهيل وتشغيل أكثر من مليون شاب عربى، خلال خمس سنوات وهى محاولة جادة تسعى منظمة العمل العربية من خلالها إلى طرح مبادرة عربية تهدف إلى تخفيض معدلات البطالة من ناحية وتحقيق قدر من التعاون العربى من ناحية أخرى. وأشار إلى أن الهدف العام للمشروع، كمشروع ريادى على المستوى العربى يتمثل فى امتصاص شطر رئيسى من بطالة الشباب فى المنطقة العربية، حيث يمثل الشباب أكثر من 57% من إجمالى المتعطلين فى المنطقة العربية، جلهم من خريجى مراحل التعليم المتوسط والعالى وتدريب وتأهيل وتشغيل مليون شاب عربى فى مجال الأنشطة القائمة على استخدام شبكة الإنترنت. وبالنسبة للنطاق الزمنى لتنفيذ المشروع فإنه يستغرق خمس سنوات، كمرحلة أولي، فى عدد من الدول العربية المستفيدة، وبحيث يمكن تعميمه فى مراحل تالية، مع الاستفادة من الدروس والنتائج المستخلصة وسيراعى فى اختيار الدول العربية التى ينفذ فيها المشروع، عبر مراحل متتابعة، عدة معايير أساسية أهمها أن تمثل المناطق المتنوعة للمنطقة العربية ووجود حد أدنى معين من القدرة التقنية والبنية الأساسية اللازمة وتوفير جزء من التمويل الذاتي، من الدول المستفيدة. أما الفئة المستهدفة فهى فئة الشباب (2035عاما)، حيث يتم اختيار 200 ألف شاب سنويا، على امتداد السنوات الخمس، وهى فترة المشروع الريادى المقترح فى مرحلته الأولى ويتم اختيار الشباب المستهدف بواسطة الدول نفسها من خلال التعاون بين أطراف الإنتاج الثلاثة فى هذه الدول وتتمثل أهم معايير اختيار أفراد الفئة المستهدفة فى الوقوع ضمن الشريحة العمرية المحددة والحصول على مؤهل دراسي، من مؤسسات التعليم العالى والمتوسط، دون التقيد بتخصص معين، مع مستوى مناسب للإلمام باستخدامات شبكة الإنترنت خبرة عملية مناسبة فى المجال المتقدم إليه. وأضاف لقمان أن المشروع سيعتمد على ثلاثة مكونات رئيسية يمكن أن ترفق بأنشطة فى مجالات مكملة لأهداف المشروع هى التجارة الإلكترونية وهى عبارة عن سلسلة أنشطة اقتصادية متكاملة تتم من خلال "الإنترنت"، وتشمل الترويج لسلع وخدمات معينة، والتسويق وإتمام عملية البيع والشراء، ومتابعة النقل والشحن والتفريغ فى ميناء الوصول، وقد تشمل فى بعض الحالات القيام بما يلزم للمبادلات من تسهيلات ائتمانية أو فتح اعتمادات مستندية لدى المصارف المعنية، والمجال الثانى هو العمل عن بُعد و"التعهيد" ويقصد به قيام المشتغل بمهام موكولة إليه، ومتفق عليها، مع طرف آخر، داخل البلاد أو خارجها، دون الحاجة إلى التواجد بشخصه فى موقع العمل، رجلاً كان أو امرأة، وذلك عن طريق الاتصال الإلكترونى. وبالنسبة للتحليل الفنى للمشروع أكد لقمان انه تم وضع تصور تام لمسميات الوظائف فى مجالات المبادرة كاملة ففى مجال التجارة الإلكترونية أبرز المسميات الوظيفية المطلوبة هى متخصص تصدير الكترونى وهو من يقوم بتسجيل منتجات الشركة على مواقع التجارة الإلكترونية، مخاطبة المستوردين بالبريد الإلكترونى، أى هو عبارة عن نواة لاتصال الشركة المعنية بالأسواق الخارجية، والسوق العربية فى حاجة ماسة لهذا النوع من المتخصصين. وباتخاذ السوق المصرية كمثال، فإنه يمكن ان تستوعب نحو 20 ألف متخصص تصدير الكتروني، فى عدد الشركات الصناعية والشركات التجارية والخدمية، نظرا لحاجة هذه القطاعات الى وظيفة تساعدها على تصدير منتجاتها السلعية والخدمية للأسواق المحلية والخارجية. وعلى سبيل المثال، فإن مدينة "المحلة الكبرى"، وحدها، يوجد بها حوالى 6 آلاف مصنع نسيج، من الحجم الصغير والمتوسط، ومنتجات بعضها أرخص سعرا من السلع المستوردة من الخارج، لكنها لا تتمكن من النفاذ أو الوصول للأسواق.. و إن وضع شخص مسئول تصدير الكترونى يدعم مثل هذه الشركات بشكل كبير والراتب المقترح لهذه الوظيفة شهريا فى حدود 1500 الى 2000 جنيه مصرى. وباعتبار سعر الصرف الحالى للجنيه المصرى مقابل الدولار الأمريكى (نحو 6 جنيهات للدولار الواحد) فإن هذا المبلغ يساوى 250 إلى 330 دولارا أمريكيا تقريبا، وهذا المبلغ لا يمثل تكلفة كبيرة لمؤسسة صناعية او تجارية او خدمية لديها قدرة تصديرية والتأهيل لهذه الوظيفة يتم من خلال دورتين خلال 3 أشهر كحد أقصى، حسب كفاءة الشاب تحت التدريب، ويتمثل ذلك فى : إعطاء شهادة "متخصص تصدير"( فى أساسيات التصدير)، وبعدها دورة تجارة إلكترونية، بالتركيز على كيفية استخدام محركات البحث والأدوات الإلكترونية للتصدير تكلفة الشخص للدورتين فى حدود 5000 جنية مصرى (أقل من 1000دولار) وتكلفة تأهيل الف شاب هى 5 ملايين جنية مصرى (أقل من مليون دولار). وأوضح أن تكلفة إعداد المحتوى التدريبى لمرة واحدة تتراوح بين 30 و50 الف جنيه (5000إلى نحو 8300 دولار) وسيؤدى ذلك ايضا الى التوسع فى الانتشار والوصول لجميع ارجاء البلاد وتقليل الوقت وتنفيذ التدريب لأعداد كبيرة فى نفس الوقت مما لا يمكن تحقيقه بمراكز التدريب الكبيرة. اما الوظيفة الثانية فهى متخصص تسويق الكترونى وهذه الوظيفة يشتد الطلب عليها فى الدول العربية، ولها فرص واسعة فى التشغيل، ويبدأ الأجر الشهرى بنحو 500 دولا ، وبعد سنة يصل الى 1000 دولار، وبعد 5 سنوات يصل الى 5 الاف دولار وتحتاج إلى فترة تأهيل لا تزيد على 3 شهور وتكلفة تأهيل الشاب تصل إلى 20 ألف جنيه (3300دولار تقريبا)، وفق المعايير العالمية، وبخبراء محترفين، ولو من خارج المنطقة العربية وتكلفة تأهيل الف شاب هى 20 مليون جنيه(3,3مليون دولار تقريبا) مشيرا إلى ان هناك العديد من الوظائف المطلوبة فى هذا المجال تشمل متخصص ترويج إلكترونى، متخصص تسهيلات تجارية الكترونى، متخصص فرص تجارية الكترونى، متخصص بحوث الكترونى، متخصص شحن ونقل الكترونى، متخصص معاملات مالية الكترونى، متخصص تعاقدات الكتروني وفى مجال "العمل عن بعد" و"التعهيد" أضاف المدير العام لمنظمة العمل العربية ان أبرز الوظائف التى سيتم التركيز عليها فى هذا القطاع تشتمل على: ممثل مركز اتصال وممثل مركز اتصال غير صوتى ومتخصص فى النسخ الطبى و أخصائى فواتير طبية وأخصائى تكويد أو ترميز طبى ومبرمج متخصص فى تنفيذ برامج الحاسبات الآلية، وناشر محرر كاتب مصور مصمم و أخصائى دراسات جدوىأخصائى تأمين مخاطر ووظيفة: استشارى أو مندوب إقليمى. وفى مجال استخدام الإنترنت، و مراكز الاتصال قال لقمان إن تكلفة تأهيل الشاب فى الحالة الاوليالاتصالات الداخلية 2500 جنيه ( نحو 400 دولار) و فى الحالة الثانيةالاتصالات الخارجية 5000 جنيه (أقل من 1000دولار) وبالتالى تكلفة تأهيل ألف شاب تبلغ 2.500.000 جنيه فى الحالة الأولى (نحو 400000دولار)، و 5 ملايين للحالة الثانية (نحو 800000دولار). واوضح ان أبرز مسميات الوظائف فى هذا المجال تشمل قطاع الوسائط المتعددة (مالتى ميديا) مصمم جرافيك وصناعة الألعاب الإلكترونية ومدخل بيانات ومتخصص دعم فنى لأجهزة الحاسب ومستلزماته .