تحل اليوم الذكرى ال 51 لانتصارات حرب أكتوبر المجيدة 1973، لتظل ذكرى نصر حرب أكتوبر كابوسا في ذاكرة قادة إسرائيل سياسيا وعسكريا، من الذين حضروا اللحظات الصعبة للحرب، ووثقوا المشاهد التي اعترفوا فيها بتكبدهم خسائر فادحة من قبل الجيش المصري، تعد حرب أكتوبر ملحمة وطنية خالدة سطر فيها أبطالنا أروع ملاحم البطولة والتضحية والفداء من أجل استرداد أرضهم، ليستلهموا منها رسالة أمل للأجيال القادمة . ونرصد فيما يلي ماذا قالوا في الأعمال الأدبية عن حرب أكتوبر المجيدة، حيث صدرت كتابات عديدة في أنحاء كثيرة من العالم في أعقاب حرب أكتوبر 1973 منها ما سنرقوم برصدها عبر هذا التقرير، وأيضا ماذا قالت الشخصيات التي عاصرت الحرب ووثقوا المشاهد التي انتصر فيها الجيس المصري على الأسطورة الوهمية «جيش اسرائيل الذي لا يقهر». وفقا ل «الهيئة العامة للاستعلامات». قالوا عن حرب أكتوبر بالأعمال الأدبية: 1- في كتاب البحث عن الذات للرئيس السابق أنور السادات : في الساعة الثانية تماما، وصل الخبر بأن طائراتنا قد عبرت قناة السويس وكانت 222 طائرة نفاثة سرعتها تفوق سرعة الصوت، انتهت من ضربتها الأولى في ثلث ساعة بالضبط، خسائرنا فيها تكاد لا تذكر، ونجحت ضربة الطيران نجاحًا كاملا ومذهلًا حسب التخطيط الذي وضعناه لها.. مذهلًا لنا في المقام الأول.. فقد حققت ضربة الطيران نتائج فاقت 90% بخسائر أقل من 2%.. وكان مذهلًا لإسرائيل والعلم كله شرقه وغربه ...لقد أستعاد سلاح الطيران المصري بهذه الضربة الأولى كل ما فقدناه في حرب 1956 و1967 ومهد الطريق أمام قواتنا المسلحة بعد ذلك لتحقيق ذلك النصر الذي أعاد لقواتنا المسلحة ولشعبنا ولأمتنا العربية الثقة الكاملة في نفسها، وثقة العالم بنا. في كتاب بعنوان «البندقية وغصن الزيتون» للصحفي البريطاني «دافيد هيرست» كتب ما يلى : «إن حرب اكتوبر كانت بمثابة زلزال فلأول مرة في تاريخ الصهيونية حاول العرب ونجحوا في فرض أمر واقع بقوة السلاح ولم تكن النكسة مجرد نكسة عسكرية، بل أنها أصابت جميع العناصر السيكولوجية والدبلوماسية والاقتصادية التي تتكون منها قوة وحيوية أي أمة. في كتاب «الأيام المؤلمة في اسرائيل» للكاتب الفرنسي «جان كلود جيبوه» يقول : في الساعة العاشرة والدقيقة السادسة من صباح اليوم الاول من ديسمبر أسلم ديفيد بن جوريون الروح في مستشفي تيد هاشومير بالقرب من تل ابيب ولم يقل ديفيد بن جوريون شيئا قبل أن يموت غير انه رأي كل شئ لقد كان في وسع القدر أن يعفي هذا المريض الذي اصيب بنزيف في المخ يوم 18 نوفمبر 1973 من تلك الأسابيع الثمانية الأخيرة من عمره ولكن كان القدر قاسيا ذلك أن صحوة الرئيس لمجلس الوزراء الاسرائيلي في ايامه الاخيرة هي التي جعلته يشهد انهيار عالم بأكمله وهذا العالم كان عالمه لقد رأي وهو في قلب مستعمرته بالنقب اسرائيل وهي تنسحق في ايام قلائل نتيجة لزلزال اكثر وحشية مما هو حرب رابعة ثم راح يتابع سقوط اسرائيل الحاد وهي تهوي هذه المرة من علوها الشامخ الذي اطمأنت اليه. - هل كان يتصور أنور السادات وهو يطلق في الثانية من بعد ظهر السادس من أكتوبر دباباته وجنوده لعبور قناة السويس انه أطلق قوة عاتية رهيبة من شأنها أن تغير هذا العالم؟.. أن كل شئ من أوربا إلى أمريكا ومن أسيا إلى أفريقيا لم يبق على حالته التي كان عليها منذ حرب يوم عيد الغفران، إلا أن هذا الانقلاب المروع فيما يتعلق بإسرائيل قد اتخذ شكل الزلزال المدمر ذلك أن الحرب التي عصفت بها كانت قاسية عليها في ميادين القتال ثم كانت اشد من ذلك دمارا على الناس هناك فقد شهدوا مصرع حلم كبير تهاوي ورأوا بعد ذلك صورة معينة من إسرائيل وهي تزول إلى الأبد. - في كتاب«حياتى» ل جولدا مائير رئيسة الوزراء السابقة وقت الحرب، كتبت ما يلى: ليس أشق على نفسي من الكتابة عن حرب أكتوبر 1973 (حرب يوم كيبور). هكذا بدأت مائير حديثها في كتابها «حياتي» والذي ترجم إلى «اعترافات جولدا مائير». ثم استأنفت كلامها،«ولن أكتب عن الحرب- من الناحية العسكرية- فهذا أمر أتركه للآخرين.. ولكنني سأكتب عنها ككارثة ساحقة وكابوس عشته بنفسي وسيظل معي باقيًا على الدوام، ليت الأمر اقتصر على أننا لم نتلق إنذارات في الوقت المناسب، بل إننا كنا نحارب في جبهتين في وقت واحد ونقاتل أعداء كانوا يعدون أنفسهم للهجوم علينا من سنين»، كان التفوق علينا ساحقًا من الناحية العددية سواء من الأسلحة، أو الدبابات أو الطائرات أو الرجال.. كنا نقاسي من انهيار نفسي عميق.. لم تكن الصدمة في الطريقة التي بدأت بها الحرب فقط، ولكنها كانت في حقيقة أن معظم تقديراتنا الأساسية ثبت خطؤها. فقد كان الاحتمال في أكتوبر ضئيلً. في كتابه «إلى أين تمضي اسرائيل» يقول «ناحوم جولدمان» رئيس الوكالة اليهودية الأسبق: أن من أهم نتائج حرب أكتوبر 1973 أنها وضعت حدا لأسطورة اسرائيل في مواجهة العرب كما كلفت هذه الحرب اسرائيل ثمنا باهظا حوالي خمسة مليارات دولار وأحدثت تغيرا جذريا في الوضع الاقتصادي في الدولة الاسرائيلية التي انتقلت من حالة الازدهار التي كانت تعيشها قبل عام رغم أن هذه الحالة لم تكن ترتكز على اسس صلبة كما ظهر إلى ازمة بالغة العمق كانت اكثر حدة وخطورة من كل الأزمات السابقة غير أن النتائج الأكثر خطورة كانت تلك التي حدثت على الصعيد النفسي.. لقد انتهت ثقة الاسرائيليين في تفوقهم الدائم كما اعتري جبهتهم المعنوية الداخلية ضعف هائل وهذا اخطر شي يمكن أن تواجهه الشعوب وبصفه خاصة اسرائيل. في كتاب «اسرائيل انتهاء الخرافة» ل «أمنون كابيليوك» معلق عسكري اسرائيلي كتب ما يلى :- تقول الحكومة البريطانية كلما كان الصعود عاليا كان السقوط قاسيا، وفي السادس من أكتوبر سقطت اسرائيل من أعلي برج السكينة والاطمئنان الذي كانت قد شيدته لنفسها وكانت الصدمة على مستوي الأوهام التي سبقتها قوية ومثيرة وكأن الاسرائيليين قد افاقوا من حلم طويل جميل لكي يروا قائمة طويلة من الأمور المسلم بها والمبادئ والأوهام والحقائق غير المتنازع عليها التي آمنوا بها لسنوات عديدة وقد اهتزت بل وتحطمت في بعض الأحيان امام حقيقة جديدة غير متوقعة وغير مفهومة بالنسبة لغالبية الاسرائيليين. - في كتاب «زلزال اكتوبر حرب يوم عيد الغفران» ل «زئيف شيف» معلق عسكري اسرائيلي ما يلى :- هذه هي اول حرب للجيش الاسرائيلي التي يعالج فيها الاطباء جنودا كثيرين مصابين بصدمة القتال ويحتاجون إلى علاج نفسي هناك من نسوا اسماءهم وهؤلاء كان يجب تحويلهم إلى المستشفيات لقد أذهل اسرائيل نجاح العرب في المفاجأة في حرب يوم عيد الغفران وفي تحقيق نجاحات عسكرية لقد اثبتت هذه الحرب أن على اسرائيل أن تعيد تقدير المحارب العربي فقد دفعت اسرائيل هذه المرة ثمنا باهظا جدا لقد هزت حرب اكتوبر اسرائيل من القاعدة إلى القمة وبدلا من الثقة الزائدة جاءت الشكوك وطفت على السطح اسئلة هل نعيش على دمارنا إلى الابد هل هناك احتمال للصمود في حروب أخرى. في كتاب «التقصير» الذي ألفه سبعه من كبار الصحفيين الاسرائيليين وهم: يشعياهو بن فورات، يهونتان غيفن، أوري دان، ايتان هيفر، حيزي كرمل، ايلي لندوا، ايلي تايور جاء ما يلى: «لقد قاتل المصريون بصورة انتحارية خرجوا نحونا من مسافة أمتار قليلة وسددوا مدافعهم الخفيفة المضادة للدبابات على دباباتنا ولم يخشوا شيئا كانوا يتدحرجون بعد كل قذيفة بين العجلات فعلا ويستترون تحت شجيرة على جانب الطريق ويعمرون مدافعهم بطلقات جديدة وعلي الرغم من اصابة عدد كبير من جنود الكوماندز المصريين إلا أن زملائهم لم يهربوا بل استمروا في خوض معركة تعطيلية معركة انتحارية ضد الدبابات كما لو انهم صمموا على دفع حياتهم ثمنا لمنع الدبابات من المرور واضطر جنود المدرعات إلى خوض معركة معهم وهم يطلقون النار من رشاشاتهم من فوق الدبابات وحقيقة لم يحدث لنا من قبل في أي الحروب التي نشبت مع المصريين مواجهة جنود على هذا النسق من البسالة والصمود». على الصعيد الشخصي والرسمي: - الرئيس محمد أنور السادات في خطابه يوم 16 أكتوبر 1973 لقد حاربنا ونحارب من اجل السلام الوحيد الذي يستحق وصف السلام وهو السلام القائم على العدل، فالسلام لا يفرض، وسلام الأمر الواقع لا يدوم ولا يقوم، إننا لم نحارب لكي نعتدي على أرض غيرنا بل لنحرر أرضنا المحتلة ولا يجاد السبل لاستعادة الحقوق المشروعة لشعب فلسطين، لسنا مغامري حرب، وإنما نحن طلاب سلام . -بيرميسمير رئيس وزراء فرنسا 7 يناير 1974 دخل العالم نتيجة لحرب أكتوبر في مرحلة اقتصادية جديدة ولن تعود أحوال العالم إلى سابق عهدها قبل هذه الحرب. -موشى ديان بعد 48 ساعة من الحرب هذه حرب صعبة معارك المدرعات فيها قاسية ومعارك الجو فيها مريرة إنها حرب ثقيله بأيامها وثقيلة بدمائها. موشى ديان 25/12/1973 «إن حرب أكتوبر كانت بمثابة زلزال تعرضت له إسرائيل وان ما حدث في هذه الحرب قد أزال الغبار عن العيون واظهر لنا ما لم نكن نراه قبلها، وأدى كل ذلك إلى تغير عقلية القادة الاسرائيلين». هنرى كيسنجر وزير خارجية الولاياتالمتحدة 28 / 12 / 1973 فاجأتنا حرب أكتوبر على نحو لم نكن نتوقعه، ولم تحذرنا أية حكومة أجنبية بوجود أي خطط محددة لأى هجوم عربى . جولدا مائير رئيسة وزراء اسرائيل السابقة لا أحد يدرك في هذا البلد عدد المرات التي وصلتنا فيها خلال عام 1973 معلومات من نفس المصدر تفيد بأن الحرب ستنشب في يوم أ، في آخر دون أن تنشب بالفعل ولن أقول إن هذا كان قدرا. الجنرال شموائيل جونين قائد جيش اسرائيل في جبهة سيناء الجندى المصرى كان يتقدم نحونا في موجات تلو موجات وكنا نطلق عليه الرصاص ولا يقهره. الجنرال فارا هوكلى مدير تطوير القتال في الجيش البريطانى إن الإنجاز الهائل الذي حققه المصريون هو عبقرية ومهارة القادة والضباط الذين تدربوا وقاموا بعملية هجومية جاءت مفاجأة تامة للطرف الآخر رغم أنها تمت تحت بصره وتكملة لهذا أظهر الجنود روحا معنوية عالية في عداد المستحيل. حاييم هرتزوج الرئيس الاسرائيلى السابق لقد تحدثنا أكثر من اللازم قبل أكتوبر 1973 وكان ذلك يمثل إحدى مشكلاتنا فقد تعلم المصريون كيف يقاتلون بينما تعلمنا نحن كيف نتكلم لقد كانوا صبوريون كما كانت بياناتهم أكثر واقعية منا، كانوايعلنون الحقائق تمام حتى بدا العالم الخارجى يثق في أقوالهم وبياناتهم.