مازال حديثنا موصولاً لتفنيد الادعاء بقول ان حياة سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم غير معلومة. فنقول: انه الإسقاط. لقد أراد من قال: "لا نملك بينة موثوقاًً بها عن حياة النبي الأولي". ومن جاراه في قوله هذا. أن يشككوا في فترة حياة نبي الإسلام. ليبعدوا الأنظار عن فترة غامضة في حياة المسيح. التي قيل بأنه قضاها في منطقة الربوة في الهند. إنه الإسقاط وهذا دليله: 1 إن ثماني عشرة سنة من حياة يسوع. لا يدري عنها إنسان قديم وحاضرا ومستقبلا. كلمة واحدة. أو خبراً واحداً. حتي ألف "تشارلز فرانسيس بوتر" كتاباً عنوانه: "الكشف عن السنين المفقودة من حياة يسوع". 2 لننظر في الأناجيل الأربعة واحداً إثر آخر فماذا نجد؟. الإنجيل الأول: إنجيل متي. نراه في الإصحاح الثاني ينتهي ويسوع رضيع: "وأتي وسكن في مدينة يقال لها ناصرة. لكي يتم ما قيل بالأنبياء إنه سيدعي ناصريا" "متي: 2/23". ليبدأ الإصحاح الثالث مباشرة بتعميد يسوع وهو ابن الثلاثين عاما: "في تلك الأيام جاء يوحنا المعمدان يكرز في برية اليهودية.. حينئذ جاء يسوع من الجليل إلي الأردن إلي يوحنا ليعتمد منه.." "متي: 3/13". والإنجيل الثاني: إنجيل مرقس. بدأ بتعميد يسوع مباشرة. فلا طفولة فيه أبداًً. وهذه هي السنوات الضائعة الغامضة من حياة يسوع. ففي الإصحاح الأول مباشرة: ".. وفي تلك الأيام جاء يسوع من ناصرة الجليل اعتمد من يوحنا في الأردن" "مرقس: 1/9". والإنجيل الثالث: إنجيل لوقا. ينتهي كلامه عن يسوع وهو ابن اثني عشرة سنة. في الإصحاح الثاني. ليبدأ الحديث عنه وهو ابن الثلاثين من عمره في الإصحاح الثالث: "وكان أبواه يذهبان كل سنة إلي أورشليم في عيد الفصح. ولما كانت له اثنتا عشرة سنة صعدوا إلي أورشليم كعادة العيد" "لوقا: 2/41". ونريد أن نضع علامة استفهام أمام كلمة "أبواه". هل يقصدون بها السيدة مريم والله. أم يقصدون بها السيدة مريم ويوسف النجار كما تقول الأناجيل فيثبتون علي أمه الطاهرة تهمة الزنا. كما يقول اليهود؟!!. وفي الإصحاح الثالث مباشرة يتكلم عن يسوع وهو ابن الثلاثين: "ولما اعتمد جميع الشعوب. اعتمد يسوع أيضا" "لوقا: 3/21". والإنجيل الرابع: إنجيل يوحنا. يتحدث مباشرة منذ إصحاحه الأول عن حياة يسوع في سنواته الأخيرة. وللحديث بقية.