يبدو أن معركة الانتخابات البرلمانية الأخيرة ألقت بظلالها وتوابعها علي مشيخة الطرق الصوفية التي تقرر إجراء انتخاباتها مع بداية العام الجديد بمقر ديوان عام محافظة القاهرة لتكون بذلك الانتخابات رقم 12 في تاريخ المشيخة لاختيار الأعضاء العشرة المنتخبين في المجلس الأعلي للطرق الصوفية.. فقد حركت الانتخابات البرلمانية الماء الراكد ودفعت عدداً كبيراً من مشايخ الطرق الصوفية للتسابق في تسجيل أسمائهم قبل غلق باب الترشح يوم الثلاثاء الماضي.. وكل واحد من المشايخ يحمل هموم ومشكلات طريقته والتصوف بصفة عامة.. وانطلاقاً من هذا الهدف يتسابق الجميع من أجل خدمة التصوف والصوفية.. فليس هناك مطامع مادية أو دنيوية تغري بالتصارع علي كرسي المجلس بل علي العكس هي مسئولية وتكليف أكثر منها تشريف أو تلميع ومظهرية.. فالعضو لا يحصل إلا علي مائة جنيه فقط لاغير بدل حضور جلسات والتي تعقد مرة واحدة في الشهر وكانت من قبل خمسين جنيهاً. فعضوية المجلس ليست سوي تنافس كل عضو لإنجاز المزيد من الخدمة والعمل التطوعي لإبراز الدور الصوفي في المجتمع وتنقيته من الشوائب التي علقت به علي مدي سنوات طويلة. لأن العضو لا يجني أموالاً من أحد وإنما يصرف علي أعماله وتحركاته وهو سعيد لما يقوم به من خدمة للعمل الصوفي الذي يحتاج المزيد. وهم جميعاً يضعون أمام أعينهم المبدأ الإسلامي "وفي ذلك فليتنافس المتنافسون". الجميع فائز وما يميز الانتخابات الصوفية أن جميع المشاركين فيها.. سواء كانوا مرشحين أو ناخبين.. حالفهم الحظ في الكرسي أو لا.. يكونون رابحين بتنافسهم علي عمل الخير وإبراز وتقديم الصورة الصحيحة عن التصوف الحق في يوم انتخابي جميل يشهد تجمع مشايخ كل الطرق ومعهم بعض أحبابهم وأتباعهم. فمن يفوز يسارع بالسلام علي من لم يفز والثاني بدوره يهنيء ويبارك.. وينطلق كل منهم بعدها لمباشرة عمله وواجبه تجاه طريقته. فهذا كفيل بأن تظهر الصورة العامة للتصوف والصوفية في النهاية كأبهي ما تكون. مقدمة القدوة والمثل لأي انتخابات أو منافسات شريطة أن يكون هدفها المصلحة العامة خالصة النوايا لله ورسوله صلي الله عليه وسلم. قائمة المرشحين وقد ضمت قائمة المرشحين مشايخ كثيرين أمثال: علاء أبوالعزائم. عبدالخالق الشبراوي. مختار علي محمد. سالم الجازولي. طارق يس الرفاعي.د. محمد محمود أبوهاشم. أحمد التجاني. عبدالرحيم العزازي. د. عصام زكي إبراهيم. محمد الشهاوي. محمود أبوالفيض. إبراهيم سلامة الراضي. أحمد الصاوي. محمد علي عاشور. مصطفي الصافي. عيسي الجوهري. هاني الإنبابي. علي الخضري. عبدالمجيد الشرنوبي وأيمن عتمان. يذكر أن المجلس الأعلي يتكون من 15 عضواً.. العشرة المنتخبين وخمسة أعضاء يختارون بالتعيين لتمثيل وزارات جهات متعلقة بالعمل الصوفي مثل: الثقافة. الأزهر. الأوقاف. الداخلية. الحكم المحلي. المقر الجديد ويقع علي كاهل هذا المجلس الجديد عبء سرعة إحياء دور المشيخة العامة وتفعيله بشكل أكثر تأثيراً خاصة أنها تواجه مشكلات كثيرة علي رأسها تصحيح الصورة العامة عن التصوف والانتهاء من إنجاز المقر الجديد الذي يعد نقلة حضارية ونوعية كبري ينتظرها كل صوفي ومحب للصوفية.