مؤخرا فتح المفوضية الأوروبية، تحقيقا مع عملاق التواصل الاجتماعي بالعالم فيسبوك، بشأن استخدام بيانات المستخدمين السرية ومكافحة الاحتكار بسوق الإعلانات. وحول استخدام منصات التواصل الاجتماعي لبيانات المستخدمين السرية، وكيفية جمع تلك البيانات حول المستخدمين وتوجهاتهم، وعما إذا كان هناك سبيل لمكافحة استغلال منصات التواصل الاجتماعي، بما فيها فيسبوك لبياناتك الشخصية، كان هذا الحوار مع المهندس عمرو صبحي خبير أمن المعلومات. - كيف تستخدم فيسبوك البيانات السرية للمستخدمين في مجال الإعلانات؟ في بداية الأمر لابد و أن نقول هل بالفعل يوجد بيانات سرية علي أصحاب المنصات الاجتماعية مثل فيسبوك وغيرها ؟، والإجابة هي لا، فكلنا نعلم أن أصحاب التطبيقات يقدرون علي رؤية جميع البيانات العادية والسرية، فمن السهل أن تقوم فيسبوك باستخدام أي بيانات متواجدة داخل قاعدة البيانات الخاصة بها، في أي وقت، وفي أي غرض. ومع الإجابة علي كيف تستخدم فيسبوك البيانات واستخدامها في مجال الإعلانات. فهناك أدوات كثيرة تخص عملية معالجة البيانات الضخمة ونطلق عليها نحن خبراء التكنولوجيا مسمي – تحليل البيانات الضخمة " Big data analysis " والجدير بالذكر، أن تحليل البيانات الضخمة قد لعب دوراً كبيراً في حملة إعادة انتخاب باراك أوباما الناجحة عام 2012، فهل نتوقع أن من يمتلك اكبر وأضخم بيانات في العالم لا يقدر علي استخدام البيانات التي يعطيها مستخدميه بإراداتهم؟.. وبالطبع الإجابة لا يقدر علي استخدامها والنفع منها بصورة أو أخرى. - كيف تجمع فيسبوك بيانات للمستخدمين من تطبيقات أخرى واستخدامها في المنافسة؟ نعلم جميعا أن فيسبوك يمتلك أكبر ثلاث برامج تواصل اجتماعي وهي " فيسبوك – وتساب – انستجرام " والشاهد في الأمر، لابد من طرح سؤال هنا لماذا قامت شركة فيسبوك بشراء وتساب بمبلغ باهظ يقرب من 19 مليار دولار في عام 2014، والإجابة بلا تفكير هي جمع البيانات، فنحن الآن في عصر ثورة البيانات ومن لديه كم أكبر من البيانات فهو المتحكم في أمور كثيرة . هل تعلم أن شركة فيسبوك تقوم بضم شركات ومنتجات أخرى تفيد البرامج الرئيسية مثل منصة فيسبوك وغيرها بأرقام باهظة، حيث أن مايكروسوفت قد باعت احد برامجها إلى فيسبوك في عام 2013 بمبلغ بمائة مليون دولار، وهو برنامج أطلس سولوشنز" Solutions Atlas" ، ويقدم أطلس خدمات الإعلان، كما توفر مجموعة من الأدوات للمسوقين والتي تمكنهم من خدمة وإدارة ومتابعة وقياس أداء حملاتهم الإعلانية . - هل تسمح شروط الخصوصية والاستخدام التي يوافق عليها مستخدمي تطبيق فيسبوك باستخدام بياناتهم السرية؟ سياسة فيسبوك في جميع برامجها التي تملكها تشير إلى أنه قد حررت اتفاقية بين كلا من الشركة وبين الشخص أو الكيان الذي يقبل الشروط، وذلك من خلال النقر علي " أوافق" أو " مقبول " ..... وكي يتم استخدام البرنامج لابد من الضغط على أوافق وفي حالة عدم الضغط يتم خروج المستخدم في الحال. - كيف يمكن للدول والهيئات مواجهة هيمنة منصات التواصل الاجتماعي في احتكار سوق الإعلانات على الانترنت؟ فتحت المفوضية الأوروبية وبريطانيا تحقيقا مع فيسبوك بشأن مكافحة الاحتكار يتعلق بالنظر في ما إذا كانت الشركة تخالف قواعد المنافسة في سوق الإعلانات باستخدام البيانات التي تجمعها من الخدمات التي يقدمها من جميع برامج التواصل الاجتماعي التي يملكها، وذلك بسبب خدمة متجر فيسبوك "Marketplace"، حيث أن خدمة المتجر تتيح لمستخدمي فيسبوك شراء وبيع وعرض منتجاتهم في المجال السكاني المتواجدين فيه بشكل كبير، حيث أن فيسبوك أتاح الخدمة بشكل مجاني، ويعطي نفسه مميزات اكبر مثل استهداف العملاء الحاليين بشكل كبير جدا وبدقة عالية. وعلى هذا قالت هيئة مراقبة المنافسة البريطانية في إعلان متزامن، إنها أطلقت تحقيقها الخاص لفحص ما إذا كان جمع فيسبوك واستخدامه للبيانات، يمنحه ميزة غير عادلة لصالحة مقابل منافسيه في السوق العالمي . هل توجد طريقة لمنع استخدام فيسبوك بياناتي السرية وتوجيه إعلانات علي أساسها أم لا ؟ إجابة واحدة وهي «لا»، حيث ان فيسبوك، ومسنجر فيسبوك في بداية تنصيبه علي الموبيل يأخذ صلاحيات عديدة منها :- تسجيل المكالمات والرسائل - استخدام بياناتك علي فيسبوك والتي تشاركها بنفسك ولم تشركها - فتح خدمة موقعك الجغرافي – اخذ نشاطاتك خارج فيسبوك التي تسجل فيها بحساب فيسبوك علي برامج أخرى، وغيرهم بكثير، ولكن صدر قانون GDPR، وهي مجموعة من القواعد الموضوعة من قبل الاتحاد الأوروبي لحماية خصوصية بيانات مواطنيه، وبناء عليه يحق لك برفع قضايا علي من يستخدم بياناتك في حمالات إعلانية دون أن تسمح له باستخدامها، ولكن في حالة الموافقة على استخدام بياناتك الشخصية أو السرية، لا يحق لك رفع أي قضايا ضد الشركة.
