كشف أول استطلاع للرأى حول التصويت بشأن مبادرة منع بناء المآذن فى سويسرا، المنتظر فى 29 نوفمبر القادم، عن ضيق الفارق بين نسبة المؤيدين للمبادرة والمعارضين لها، كما أشار إلى أن النساء يؤيدن هذه المبادرة أكثر من الرجال، بحسب ما ذكرته صحيفة "لوتون" السويسرية على موقعها الإكترونى اليوم. تقول الصحيفة إن هذا الاستطلاع الذى أجرته "أيزوبابليك" بين ألف سويسرى فى الفترة من 24 سبتمبر إلى 3 أكتوبر، قد كشف عن أن 51.3% من الأشخاص الذين تم استطلاع رأيهم يعارضون هذه المبادرة، فى حين أن 34.9% يؤيدونها، وأن 13.8% لا يزالون حائرين. ويشير مدير "إيزوبابيليك" إلى أن نسبة الفارق الضئيلة بين المؤيدين والمعارضين تؤكد على الدور الحاسم الذى سيتوجب على القوى المعارضة للمبادرة لعبه فى الأسابيع المقبلة، إذ إن الأشخاص الذين لم يحسموا بعد موقفهم تجاه المبادرة قد يميلوا، فى رأيه، إلى التصويت لصالح المبادرة. لاسيما وأن تصويت المترددين غالبا ما يكون بصفة عامة مع الوضع الراهن وضد التغيير، ولكن فى هذه القضية بالتحديد، يبدو أن الكثيرين يرون أن بناء المآذن لم يكن موجودا حتى الآن، ومن ثم فإن قبول المبادرة يعنى إرساء ممارسة عامة فى الدستور. من ناحية أخرى، تشير الصحيفة إلى أن النساء يدعمن المبادرة أكثر من الرجال. فإن أكثر من 39% من النساء الذى شملهم الاستطلاع سيصوتون بنعم، مقابل 31.5% من الرجال. كما تذكر الصحيفة أن هذا الاستطلاع قد غطى مجموعة أخرى متنوعة من المواضيع ذات الصلة بوجود الإسلام فى سويسرا. فقد أظهر الاستطلاع أن 58.2% من الأشخاص الذين أخذت آراؤهم يؤيدون فرض حظر ارتداء البرقع أو النقاب، وأن 65% منهم يرون أن المعلمات لا يجب عليهن ارتداء الحجاب البسيط داخل الفصول الدراسية. فضلا عن ذلك، تشير الصحيفة إلى أن الأغلبية الساحقة (أكثر من 85%) قد رفضت مبدأ إعفاء التلاميذ - لأسباب دينية - من دروس السباحة فى المدارس. حيث كانت المحكمة الفيدرالية قد غيرت العام الماضى من قانونها وأقرت بأنه لم يعد ممكنا فى المستقبل الاستناد لفكرة الحرية الدينية لطلب أى إعفاء. كما أن فرصة المسلمين فى سويسرا للامتثال لمتطلبات الشريعة الإسلامية فى مجال قانون الأسرة والميراث قد رُفضت أيضا على نطاق واسع. وتنقل الصحيفة عن سعيدة مصيلحى، رئيسة منتدى من أجل إسلام تقدمى، ترحيبها بهذا الاستطلاع الذى طرح أسئلة مختلفة، إذ إن مؤيدى الحملة العدوانية ضد المآذن يقومون بالخلط بين مسائل متعددة لا علاقة لها بعضها ببعض، و"تلك هى آليتهم السرية"، بحسب وصفها. أما فيما يتعلق بنسبة النساء اللاتى تؤيدن المبادرة أكثر من الرجال، ترجع سعيدة مصيلحى ذلك إلى الملصق الإعلانى الذى يستخدمه أصحاب المبادرة والذى يصور امرأة منقبة أو مرتدية البرقع فى الصدارة وخلفها عدد كبير من المآذن. ولكنها فى الوقت ذاته تشير إلى أن المشكلة تكمن أيضا بين المسلمين فى سويسرا، حيث إن هناك أقلية متشددة تتكلم كثيرا، فى حين أن الأغلبية التى تؤيد المواقف التقدمية تلتزم الصمت.