• شوقي: هناك جناح واحد فقط سليم.. وإذا أخذه قطاع الآثار سيتم تحويله إلى معرض ل«بانوراما عرابي» • مدير «آثار تل بسطة»: سيتم هدمه وإنشاء مدرسة وورشة لتعليم الطلاب فنون النحت حالة من الفوضى التي تغلب على متحف الزعيم الراحل أحمد عرابي قائد الثورة العرابية، في الذكرى ال178 لميلاده، والتي قادها ضد الخديو توفيق قبل نحو 138 عامًا، حيث يُعاني المتحف -الموجود في مسقط رأسه بقرية "هرية رزنة" التابعة لدائرة مركز الزقازيق بمحافظة الشرقية- من إهمال كبير وتراكم القمامة داخل حديقة المتحف، فضلًا عن اختفاء النباتات والحشائش من أرض الحديقة، والتي تأثرت هي الأخرى بقرار نقل جميع محتوياته إلى متحف "تل بسطا" بمدينة الزقازيق. ورغمَّ ما يحمله مكان المتحف بمسقط رأس الزعيم الراحل من قيمة تاريخية كبيرة؛ كونه شاهدًا على نشأة الزعيم عرابي وفترات صباه وشبابه في قريته، إلا أن ما وصل إليه الحال بات دلالة على إهمال قيمته التاريخية، حيث تهدمت جدران السور المُحيط بالحديقة تأثرًا بعوامل الزمن، فيما تُحيط بالمتحف، القمامة التي تحوي أمراض وأوبئة قد يتأثر بها كل من يمر بجواره. وفي هذا الصدد، قال الدكتور مصطفى شوقي مدير منطقة الآثار الإسلامية والقبطية بمحافظة الشرقية، إن متحف الزعيم أحمد عرابي الموجود في قرية "هرية رزنة" بات آيلًا للسقوط، حيث تم نقل جميع محتوياته إلى منطقة آثار "تل بسطة"، مشيرًا إلى أن هناك جناح واحد فقط سليم، وأن المحافظة إذا ما سمحت لقطاع الآثار بأخذه؛ سيتم تحويله إلى معرض ل"بانوراما عرابي" بحيث يضُم مقتنيات الزعيم الراحل. وأضاف شوقي، في تصريحات خاصة ل"الشروق"، أن أرض المتحف فقط هي الأثرية، أما المبنى فهو غير أثري ويتبع قطاع المتاحف، قبل أن يتطرق للحديث عن منزل الزعيم الراحل، موضحًا أن المنزل أثري لكنه الآن أصبح مقرًا إداريًا يتبع قطاع الفنون التشكيلية التابعة لوزارة الثقافة منذ عام 1976، حيث يوجد به 11 موظفًا بقطاع الفنون، و6 أفراد أمن من الآثار، مٌقسمين على 3 ورديات، وأنه كل عام يتم مخاطبة المحافظة ووزارة الآثار من أجل تطوير المنزل، إلا أنهم يؤكدون كل مرة على عدم وجود ميزانية للتطوير. ومن جانبه، قال خالد علي السيد المدير العام لمنطقة آثار "تل بسطا"، إن متحف الزعيم عرابي بمنطقة "هرية رزنة" صدر له قرارًا حمل رقم 161 بتاريخ 21 ديسمبر 2006، وتم بموجب القرار نقل جميع القطع الأثرية الموجودة فيه، وعددها 1800 قطعة، وتشوينها بالمخزن المتحفي بمنطقة آثار تل بسطا؛ وذلك لحين افتتاح المتحف الجديد بالمنطقة، والذي تم افتتاحه بالفعل في مارس من العام الماضي، وأصبح المتحف البديل لمتحف عرابي، ويُعرض به بعض القطع الأثرية. وأشار مدير عام منطقة الآثار ب"تل بسطا"، إلى أن المتحف الآن -بالإضافة إلى الأرض- يتبع وزارة الآثار ولا يوجد أي اعتمادات مالية لإعادة بناؤه، خاصةً في ظل عدم وجود متحف بديل، حيث إن المبنى مساحته 5 آلاف و148 مترًا، وسيتم هدمه وإنشاء مدرسة وورشة عمل لتعليم الطلاب فنون النحت، على أن يتم تخصيص جزء منه لعمل بانورما لعرض قطع أثرية تعود للزعيم الراحل، منوهًا بأنه يوجد في المتحف الآن فردين أمن و3 مهندسين زراعيين يقومون بزيارة المتحف 3 أيام في الأسبوع، وأنهم يهتمون -بقدر طاقتهم- بالنباتات الموجودة في الحديقة، لكن لا يوجد عمال نظافة، قبل أن يوضح أن المتحف تم تدشينه في عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات سنة 1973.