الخيمة الرمضانية أصبحت من السمات المميزة لشهر رمضان الكريم فى مصر والكثير من الدول العربية، وفكرتها بدأت منذ عدة سنوات ببعض رجال الأعمال الذين رغبوا فى السهر والتسامر فى مكان يغلب عليه الطابع غير الرسمى، ثم انتشرت الفكرة فى الأندية التى طورتها وجعلتها ظاهرة اجتماعية ممتعة للزوار. والخيمة أصبحت ملتقى الشباب والعائلات التى تسهر فى الجو الرمضانى مع فاصل من الترفيه بدعوة بعض المطربين أو فقرات الرقص الشرقى، وأصبحت الخيام الرمضانية متنفسا فى الليل، ولاقت الفكرة النجاح، وأدخل القائمون على صناعة الخيمة الرمضانية وجبة السحور ضمن برنامج السهرة، حتى ترحل الأسر إلى منازلها قبل أذان الفجر بدقائق. يحيى البعض ليالى رمضان بحفلات الغناء والرقص.. فهل يقبل لهؤلاء صوم؟، وهل يقبل له صلاة قالت «دار الافتاء»: إنه «يلزم الإنسان المسلم أن يتحلى بالفضائل ويتخلى عن الرذائل عموما، وفى رمضان خصوصا، فلا يرتكب فيه ما يغضب الله عز وجل لأنه لو علم الإنسان ما فى صيام وقيام رمضان من الثواب ونزول الرحمات لرجع إلى الله تائبا وعلى ما فرط نادما، فالعاقل من خالف نفسه وهواه وتاب إلى مولاه وأقبل فى رمضان على طاعة الله بكثرة العبادات والبعد عن الشبهات، لذا وجب على الإنسان المسلم أن يحيى ليل رمضان بقراءة القرآن والذكر والاستغفار والقراءة النافعة وكل الأعمال التى تزيد من الحسنات فى هذا الشهر الكريم المبارك. وأضافت: «أما بالنسبة لقبول الصيام لمن يرتكب بعض اللهو فالصيام لله وهو يجازى به، ففرق بين سقوط المطالبة وبين الثواب، فالعاصى فى رمضان مادام قد استوفى أركان الصيام فقط أسقط عن نفسه الفريضة، بمعنى أنه لا يحتاج للقضاء، لكن لا ثواب له بقدر ما ارتكب من معاصٍ.. والله سبحانه وتعالى أعلم». بينما قال الشيخ «محمد هداية» بأنه لا يجوز شرعا إقامة مثل هذه الخيام التى تقام فيها حفلات الغناء لان الصيام ليس فقط امتناع عن الصيام والشراب ولكن ايضا كف الغرائز التى تحرك الانسان وخصوصا فى رمضان وعلق بقوله «كل عمل إبن آدم له إلا الصيام فإنه لى وأنا أجزى به». وفى نفس السياق قال «الشيخ على ابو الحسن» رئيس لجنة الفتاوى الاسبق إن الخيم الرمضانية لا تبطل من الصيام ولسيت محرمة ما دامت بعيدة عن المعاصى او المنكرات ومتجنبة الاختلاط ولكن تنقص من اجر الصائم ولذلك من المستحب تجنبها فى رمضان على الاقل. وقالت الدكتورة آمنة نصير، انه من الشرع البعيد تمام عن تقاليد رمضان حيث ان رمضان مخصص للعباة والصلاه وتلاوة القران وان ما يقام فى هذه الخيام يبعدنا عن هذه المناسك الطيبة التى تقربنا الى الله عز وجل وانا لا اوافق على ما يدور فى هذه الخيام من اغان ومسلسلات وان الصيام هو لله وهو الذى يجزى ويحاسب فلذلك الخيام الرمضانية «حلاله حلال..وحرامه حرام». يذكر ان بعض الخيام فى الموسم الماضى استضافت الداعية الشاب «عمرو خالد» الذى كان له دور فى زيادة الاقبال من قبل زوار الخيمة ولأن الفنادق رفضت ان تقف موقف المتفرج، اعدت خيمة رمضانية على طراز عربى يهدف الاول منها لجذب انتباه السائح العربى الذى يود ان يسهر فى مكان قريب أشبه من البيئة التى يعيش فيها خاصة ان لبعض منهم يود ان يتعايش مع الجو الروحانى الذى يعيش فيه. وتطورت فكرة الخيمة الرمضانية خاصة ان بعض المؤسسات الصحفية الكبرى اقامت خيام رمضانية دعت اليها كبار المثقفين والأدباء.