لغز اسمه عامر منيب؛ فعلي الرغم من الفرص الكثيرة التي واتته؛ سواء في السينما أو الغناء؛ فإنه لم يحقق المكانة التي وعد بها جمهوره، وراهن عليها بين أبناء جيله؛ وحتي اللحظة لم يعثر أحد علي حل لهذا اللغز: أهو التوفيق الغائب أم الحظ السيئ أم الاختيارات الخاطئة من جانبه؟ المثير أن عامر منيب لا ييأس ولا يمل أو يكل، ولديه القدرة علي تجاوز عثراته وكبواته، والأغرب أنه يجد المنتج الذي يتحمس له ويقدمه في فيلم سينمائي جديد، وإن بدا هذا غير متحقق بدرجة ما في الغناء فيضطر إلي إنتاج ألبوماته بنفسه. وهو ما يؤكده في حديثه عن ألبومه الجديد: لا أنكر بالفعل أن ألبومي الجديد من إنتاجي، وهذا قراري لكي أكون حرا في اختيار أغنياته، وتحقق هذا بالفعل بدليل تعاوني مع ملحنين ومؤلفين وموزعين أحبهم وأكن لهم كل تقدير مثل: عمرو مصطفي ونادر نور ومحمد يحيي ومصطفي عوض من الملحنين وجمال الخولي وتامر حسين وعز الدين وأحمد علي موسي وإيهاب عبده من الكتاب ومعهم الموزعين: أمير محروس وأحمد عادل وأحمد إبراهيم. ومن المنتظر أن يضم الألبوم عشر أغنيات أو ربما اثنتي عشرة أغنية سأنتهي من سبع منها نهاية هذا الشهر، حيث من المقرر طرح الألبوم في الموسم الصيفي القادم. هل حرصت علي وجود أغان بعينها في الألبوم؟ الأغاني التي يحبها الجمهور مثل المقسوم والحزين كما حرصت علي أن يأتي التنفيذ الموسيقي جديدا، وأنا سعيد بالتعاون مع ملحنين مثل عمرو مصطفي، الذي تعاونت معه من قبل في أغنية واحدة لكننا نلتقي هذه المرة في خمس أغنيات. تصديك لإنتاج الألبوم هل يعني أن الشركات العاملة في السوق انفضت عنك ولا تنتج لك؟ بل لأن الساحة أصيبت بالكساد، والإنترنت والقرصنة أصابها في مقتل، وخشية الخسارة الفادحة تراجع الإنتاج في الشركات، ولجأ بعضها إلي الإنتاج مقابل الحصول علي نسبة 50% من المطربين الجدد الذين وافقوا علي هذا، لكن جيلي أبي ورفض، ولما كان علينا أن نعمل في كل الظروف اتجهت إلي الإنتاج لنفسي. ولماذا تزعجك المقارنة بأبناء الجيل الجديد؟ لأن المقارنة غير مطلوبة، إضافة إلي أن ما يحدث هذه الأيام يخفي نيات سيئة، فكيف يقارن عمرو دياب، الذي يتواجد علي الساحة منذ ثلاثين عاما تقريبا، بتامر حسني؟ لقد كان المفروض أن تنحصر مقارنة "تامر" بزميله محمد حماقي مثلا، لكن مقارنة الابن بالأب عجيبة. أليست مفارقة أيضا أنك مازلت متشبثا بالتواجد علي الساحة السينمائية علي الرغم من سوء الحظ أو الفشل الذي لاحق أفلامك؟ ليس هناك سوء حظ لكن العدل غائب؛ فقد كنت أظن أن الأمر يتوقف علي الاجتهادات فاكتشفت أنه "شغل عصابات" وتكتلات، ووضع مقلوب صاحب دور العرض هو نفسه الموزع وربما المنتج، وبالتالي لن يسمح لمنافسيه بالعمل أو التواجد بفيلم من إنتاج غيره، بدليل أن هناك أفلاما غاية في السوء والسطحية والابتذال، ونجحت لأنهم وفروا لها عددا كبيرا من دور العرض فحققت إيرادات (1) بينما الأفلام التي أقوم ببطولتها لا تجد هوي لديهم، لأنها بعيدة عن سيطرتهم فحاربوها كي لا تحقق إيرادات؛ فالمنافسة غائبة، وما يحدث احتكار بمعني الكلمة أو حتي غير متكافئة. ولماذا تنتج إذا كنت تري أن السوق الغنائي غير مضمون؟ لأنني مولود في عائلة فنية، ولست في حاجة إلي تكرار القول إن جدتي ماري منيب ونجيب الريحاني كانا يدفعان من جيبهما ليفتتحا مسرحا، وحدث أن باعا "عفش البيت" ليحققا الحلم، فكيف لا اقتدي بهما؟ فأنا لا أعرف شيئا في حياتي سوي الفن، وطوال عشرين عاما امتهن الغناء والتمثيل وأصر عليهما، بالرغم من الظلم الكبير الذي لحق بي. وإلي أين وصل مشروع تأسيس استوديو للصوت؟ مازلت أبحث عن المكان الذي يصلح لتحويله إلي استوديو، خصوصا أنني لم أجد إجابة بعد علي السؤال الذي يطاردني: هل أخصص الاستوديو لتسجيل أغنياتي فقط أم افتحه للسوق والنشاط التجاري؟ وفي الأفق أيضا إنتاج فيلم سينمائي أثبت فيه أن ما حدث من قبل انعكاس لمؤامرة استهدفت أفلامي، والأهم من كل هذا الآن أن انتهي من ألبومي لأعود إلي الساحة من جديد.