... يافرحة العدو فينا انتظرنا أن يصدر موقف حاسم من جانب الرئيس د. محمد مرسي، تجاه التصريحات الخطيرة التى أدلي بها د. عصام العريان، ووجه فيها الدعوة ليهود "إسرائيل" بالعودة إلى مصر، بلد آبائهم وأجدادهم، لقرون مضت، قبل أن يتم (طردهم) على يد الرئيس الراحل "جمال عبد الناصر" بحسب "العريان"..! ولكن أيام مضت....... ولم يصدر شيئ، ولم ينطق الرئيس بكلمة. إذن هو الرضا . كل الرضا من جانب مرسي، عن تصريح رفيق عمره وشريك جماعته، بل والتأييد لكل كلمة قالها، ليس منه فقط، بل ومن جانب قيادات الجماعة كلها، التى لم يصدر عنها رد فعل واحد حاسم، على الرغم من الضجة الهائلة التى ثارت فى الأوساط السياسية والشعبية والدينية المصرية، لدرجة أن التأم شمل اليساري على السلفي، في رفض هذه التصريحات التى وصفها البعض بالخيانة العظمي. كذب العريان إذن ولم "يستتر" وهو يزعم – بحسب تصريحه لصحيفة "الأهرام" بعددها الصادر غرة يناير – أن هذه التصريحات لا تعبر سوي عن رأيه الشخصي، لسبب هام جدا، وهو أن جماعة الإخوان المسلمين، ليس فيها شيئ اسمه "رأي شخصي"، بل ليس فيها أصلا رأي لغير المرشد، والباقي مجرد أتباع ....... أي لا مجال للخلاف خاصة حينما يتعلق الأمر بالثوابت السياسية والدينية، ومنها بالطبع "مواصفات المرحلة" بشأن العلاقة مع "إسرائيل". كذب العريان كذلك حينما أنحي باللائمة على "ناصر" قائلا أنه السبب فى طرد اليهود من مصر، وهو الزعم الذي ترد عليه ملفات التاريخ التى لا تكذب ولا تتجمل، وتؤكد أن اليهود قد خرجوا من مصر، على موجات، بدءا من عام 1944، حينما اقتربت قوات الجيش الألماني من القاهرة بقيادة "روميل"، ثم حدثت موجة أخري من الهجرة، حين تأسس الكيان الصهيوني على الأرض العربية المغتصبة. ثم موجة ثالثة، علي إثر اكتشاف مسئولية العدو الصهيوني عن تفجيرات لافون الشهيرة فى عدة مدن مصرية عام 1956. وأخيرا موجة النزوح التى شهدتها مصر عام 1960، عقب إعلان قرارات التأميم التى شملت جميع أصحاب رؤوس الأموال، من كافة الطبقات والطوائف، بما فيهم اليهود. ويشار هنا إلى وجود وثيقة تثبت قيام "عبد الناصر" بدفع تعويضات تقدر بملايين الجنيهات الاسترليني لرجال الأعمال اليهود، عن ممتلكاتهم المؤممة. أما الأخطر من اتهامات العريان، العارية من الصحة، هو إطلاقه تلك التصريحات بشأن سماحه – نيابة عن مصر والمصريين – بعودة اليهود إلى بلدهم الأم، وهم ينشدون "سالمة يا سلامة .. روحنا وجينا بالسلامة"......... مع أنه بما له من وعي تاريخي وسياسي لا غبار عليه، يعلم جيدا حقيقتين واضحتين كالشمس: أولهما: أن كل اليهود من أصل مصري، ممن يعيشون الآن فى "إسرائيل" هم أبناء لذويهم الخارجين من مصر، وبالتالي هم جميعا أعضاء في جيش العدو الصهيوني، الذي يقوم يفرض الجندية على كل رجل وامرأة فى "إسرائيل"، وبالتالي هو يريد أن يغرس فى الجسد المصري أسنة رماح العدو الصهيوني........ عامدا متعمدا. ثانيا: أن الممتلكات التى يسعي العريان لإعادتها لليهود (المساكين) قد اصبحت منذ تأميمها ملكا للدولة، أو لمواطنين مصريين، ليس هذا فقط، بل هي من الكثرة والتركيز فى مناطق حيوية من المدن المصرية، لدرجة أنهم – حال تنفيذ اقتراح العريان – سيمتلكون نصف – وسط البلد – أي قلب القاهرة......... عاصمة مصر. يافرحة العدو.... يا فرحة العدو إذن بتصريحات العريان، التى استقبلتها تل أبيب، حكومة وشعبا، بسعادة غامرة، وردت عليه الهيئة العليا لليهود المصريين بباريس، بأحسن منها، عبر برقية تهنئة وشكر للرئيس مرسي. تهنئة على هذه الروح التطبيعية الصميمة. وشكر على هذه الهدية التى لم يكونوا يحلموا بها فى عز عهد الكنز الاستراتيجي "المخلوع - حسني". وهي الفرحة التى لابد وأن تذكرنا تلقائيا - بعد أن كنا اعتبرناه وقتها زلة قلم - بالخطاب "الغرامي" الذي خطه الرئيس المصري إلي نظيره الصهيوني، مفعما بعبارات الود الحميم، والذى اعتذرت الرئاسة عنه بدعوي أنه خطأ بروتوكولي ولن يتكرر. إذن الخطاب لم يكن خطأ. والتطبيع مع إسرائيل، أمر واقع ومستمر، لا فرق في ذلك بين مرسي ومبارك. وذلك على الرغم من أن الثورة قد أعلنت رفضها لكل ما أسس له النظام البائد من انبطاح وخضوع للكيان الصهيو أميريكي، وما حرق سفارة العدو وتطهير بر الجيزة من دنس الصهاينة على أيدي الثوار الأطهار: إلا أكبر شهادة علي هذا الرفض. يكتمل مثلث الشيطنة إذن، حينما ننظر إلى المشهد الإخواني – الإسرائيلي، الحميم........ من البُعد القَطري. فقطر، وهي الدولة العربية الأكثر تأييدا سياسيا للجماعة، والأغزر دعما ماليا لها، قبل وبعد وصول رجلها – د. محمد مرسي إلي سدة الحكم فى مصر، هي ذاتها ....... التى توصف من جانب محللين إسرائيليين، "سامي ريفيل" نموذجا، بالشريك العربي الأهم للكيان الصهيوني، سياسيا واقتصاديا بل ورياضيا، حيث بلغ حد دفء العلاقة بين تل أبيب والدوحة، أن ساهمت الأخيرة فى بناء المغتصبات (المستوطنات) العبرية على الأراض العربية المحتلة فى فلسطين، كما أنشأت ستادا كرويا لفريق مدينة (سخنين) الصهيوني، فيما يعتبرها مراقبون عرب بمثابة الوجه العربي القبيح للكيان الصهيو – أميريكي، استنادا للقاعدتين الأميريكيتين اللتان تنتهكان حرمة الأرض العربية على ضفاف الخليج. (وفي هذا الصدد – عزيزي القارئ- راجع الفيديو المرفق أدناه) يكذب العريان إذن بتبريراته التى لا تخدع إلا القطعان المُغيبة، وتكذب الجماعة كلها بصمتها المريب، فى لحظة فارقة، لا تحتمل سوي النطق بكلمة حسم لا لبس فيها (ياابيض يااسود)........! ولا يبق هنا سوي أن أترككم – قرائي الأعزاء - مع رابط فيديو مسجل للدكتور محمد مرسي – المتحدث الرسمي السابق لحزب الحرية والعدالة – وفيه يعلن رفضه التام والمطلق والبات لأي علاقات على أي مستوي بين مصر ......... وبين (العدو الصهيوني الذي يحتل الأرض ويهلك الحرث والنسل ويهدم المساجد والكنائس ويدنس الأقصي الشريف ولا يريد سوي الخراب للدول العربية) على حد قول المتحدث الرسمي، للذراع السياسية للجماعة، قبل عامين فقط من توليه منصب رئيس جمهورية مصر العربية. رابط فيديو تصريحات د. محمد مرسي: http://www.youtube.com/watch?v=rZY0HZAR9vs&feature=youtu.be وهذه هي قطر ... عشيقة الصهاينة وصديقة الإخوان في آن واحد: http://www.youtube.com/watch?v=nysaeYp3UOk