الأفعي توالت التقارير التى تكشف أن السفيرة الأميريكية آن باترسون، قد التقت مؤخرا برموز من معارضي الرئيس د. محمد مرسي، لتحثهم على تصعيد الحشد ضده فى الشارع، لتؤكد من جديد وبصورة عملية أن هذه المرأة "الأفعي" لن يهدأ لها بال حتى يتم قلب الثورة المصرية رأسا على عقب، بل واستغلال حالة عدم الاستقرار السياسي التى مرت بها البلاد بعد سقوط النظام البائد، لكي تسعي من جديد لإعادة مصر إلى الحظيرة الأميريكية، كما كانت فى ظل عهد المخلوع ومن قبله الرئيس السادات، منذ دخول الأخير حلقة الشيطان بعقده اتفاقية الصلح المنفرد مع العدو الصهيوني، وبذلك نجحت فى شق الصف العربي لأول مرة فى التاريخ، والآن جاء الدور على مصر ذاتها لكي تنشق دولتها إلى دويلات، مسلمة وقبطية، وربما دويلة فى سيناء ضمن إقليم "أردنسطين" الذي يضم فلسطينيي الشتات، ولتبق "إسرائيل" بعيدا وإلى الأبد عن صداع المطالبات الدولية والعربية بالجلاء عن الأرض المحتلة. مجرد هبوط هذه الأفعي إلى الأرض المصرية بعيد قيام ثورة 25 يناير، كان لابد وأن يكون مثار تساؤلات، خاصة بما لها من خلفية شديدة الدموية، وبصماتها الفوضوية التى تركتها فى جميع المناطق والدول التى عملت فيها أو بالقرب منها كدبلوماسية أو سفيرة للولايات المتحدة الأميريكية. وبما لديها من خبرة كبيرة فى التعامل مع الجماعات الإسلامية لتاريخها المهنى السابق بالتواجد فى أفغانستان وباكستان.. استطاعت منذ قدومها إلى مصر فتح قنوات إتصال عديدة مع الإخوان المسلمين والتيار السلفي ودعم التيارات الليبرالية.. وقد بدأت السفيرة الشهيرة فى بلادها ب"مروضة التيارات الإسلامية" نشاطها الدبلوماسي فى القاهرة وبالتحديد فى مارس الماضي بزيارة مقر حزب الحرية والعدالة ثلاث مرات، سواء بنفسها أو مع مسؤولين أميريكيين، كان على رأسهم جون ماكين رئيس لجنة العلاقات الخارجية في الكونجرس، ثم وليام بيرنز مساعد وزيرة الخارجية، كما التقت الدكتور محمد بديع المرشد العام للإخوان المسلمين. ويمكن القول أن "باترسون" قد نجحت في مهمتها في ترويض التيارات الإسلامية على مدي المرحلة الماضية، والأدلة على ذلك كثيرة، فقد حصلت على تعهد جميع فصائل التيار الاسلامي باحترام معاهدة كامب ديفيد والحفاظ على علاقات متينة مع بلادها، متحدية بذلك الكراهية الشعبية الشديدة لها بعد قيام الثورة، ثم بدأت المرحلة الثانية من عملية ترويض التيارات الإسلامية بعد تولي د. محمد مرسي، لمنصبه كرئيس لمصر، وذلك برضا رسمي أمريكي تام، ظهر فى مواقف عديدة، علي الرغم من اعتبار معظم قيادات الجماعة أن أمريكا هي الحليف الأول للعدو الصهيوني، إلا أن ثمة توافق جري الترتيب له وراء ستار لكي تسير المياه فى مجاريها ذاتها بين البلدين، تقريبا كما كان الحال في عهدي السادات ومبارك. وليس أدل من الاتفاق الذي وقعته أخيرا حركة حماس – لأول مرة فى تاريخها – ويقضي بتعهدها بالالتزام بالهدنة مع إسرائيل، وهو بالطبع ما كان سببا للترحيب والتهليل الذي لقيه الرئيس من زعماء أمريكا وإسرائيل، عقب توقيع الاتفاق الذي أوقف العدوان على غزة. ثم ما هي إلا ساعات، إلا وتوجهت وزيرة الخارجية الأميريكية "هيلاري كلينتون" إلى مصر لتلتقي بالرئيس، وذلك قبيل قيامه بإصدار الإعلان الدستوري المثير للجدل، وكأنه قد حصل منها على الضوء الأخضر للإقدام علي تلك الخطوة التى قسَّمت الشعب المصري إلى شعبين، وربما قريبا إلى بلدين...! سريعا التقطت الأفعي طرف الخيط، وبدأت على الفور فى التنسيق مع الجبهات المعارضة للإخوان والرئيس، خصوصا الليبراليين والأقباط، فتعددت الاجتماعات بينها وبين شخصيات مثل الدكتور البرادعي والدكتور عماد جاد – الباحث بمركز الأهرام الاستراتيجي – والذي اعترف بلسانه – كما هو مشهود فى الفيديو المرفق بالمقال – أن السفيرة الأميريكية قد لامت رموز التيار الليبرالي المصري على افتقاد القدرة على الحشد كتلك التى يمتلكها الإسلاميون، وحيث يبدو أن الاجتماعات التى عقدت مؤخرا بين الجانبين قد آتت أكلها المسموم، وتمكن الليبراليون واليساريون أخيرا من حشد القوي السياسية والثورية وحتى الفلول يدا واحدة، فى مواجهة قوة الإسلاميين على مستوي الشارع. وها هي تظاهرات الأمس واليوم، تتطور على نحو متسارع باتجاه الفتنة المجتمعية، ومن ثم الطائفية فى مرحلة لاحقة، وصولا إلى تحقيق حلم الكيان الصهيو – أميريكي بإقامة دولة إسرائيل الكبري، من النيل وحتى الفرات، على أنقاض دول وشعوب المنطقة، التى تفتت وتتفتت واحدة تلو الأخري، بدءا بالعراق ثم السودان ثم ليبيا والآن سورية وغدا ................ مصر. من هنا فنداؤنا من هنا لكل المصريين: انتبهوا لما يدبر لكم بليل بأصابع الخيانة وتواطؤ الأعداء ... أفيقوا الآن ولتجتمعوا على كلمة سواء وليبق الدم المصري محرما بينكم حتى لا يكون حلالا لأعدائكم ... أيها المصريون: اقطعوا رأس الأفعي ... تعود لكم بلادكم وتستعيدوا حريتكم وتحقنوا دماءكم... رابط الفيديو الذي يفضح تآمر الليبراليين والأفعي الأميريكية: http://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=SA6zk6N1-28