اكتسح المشير عبدالفتاح السيسي، المرشح المحتمل في الانتخابات الرئاسية القادمة، باقي منافسيه في أعداد التوكيلات الرئاسية المسجلة في الشهر العقاري التي تم تحريرها حتى الخميس الماضي، حيث حصل على 405 ألف توكيل في الشهر العقاري لتأييده، في حين حصل منافسه حمدين صباحي المرشح السابق في الانتخابات الرئاسية على 17 ألف توكيل فقط، ونجح مرتضى منصور والذي أعلن دخوله السباق الانتخابي مؤخرا على 567 توكيل، حسب الأرقام المعلنة من مصلحة الشهر العقاري. ليطرح ذلك العديد من الأسئلة منها أننا سنصبح أمام مرشح رئاسي وحيد هو بلا منافس وهو ''السيسي''، وكيف ستجرى انتخابات الرئاسة بمرشح واحد دون منافس؟.. كل هذه التساؤلات تطرح نفسها أمام الجميع الآن. عمرو موسى:''بعيداً على أرض الواقع'' قال عمرو موسى، رئيس لجنة الخمسين المعدلة للدستور المصري، إن الكلام عن المرشح الواحد في الوقت الحالي بعيد عن أرض الواقع، لأن المهلة المحددة لغلق باب تقديم التوكيلات الرئاسية مازالت مفتوحة أمام الجميع، ''ولا يقدر أحد يقول أنه لا يوجد مرشح لا يستطيع الحصول على 25 ألف توكيل''. وأضاف موسي ل'' مصراوي''، أن الاحصائيات التي تم عرضها في وسائل الإعلام، لا يعتد بها في الوقت الحالي، ونحن لا نريد أن نسبق الأحداث بتوقعات وهمية - على حد قوله. بخيت : ''ستجرى الانتخابات ولو بمرشح واحد'' وفي سياق مواز قال اللواء حمدي بخيت، المحلل الاستراتيجي والعسكري، أن الحديث عن الاحصائيات في الوقت الحالي، ما هي إلى حرب نفسية على المرشحين ويجب أن ننتظر إلى الاحصائيات النهائية التي ستصدر من لجنة الانتخابات. وأوضح بخيت ل''مصراوي''، أن فكرة المرشح الواحد من الصعب أن تطرح الآن، مضيفاً :''نحن أمام مرشحين لهم شعبية في الشارع المصري، مثل '' السيسي، وصباحي''، ومازال الوقت كافي أمام الجميع حتى يحصل كل مرشح على النسبة التي تأهله لخوض العملية الإنتخابية''. وأشار الخبير الاستراتيجي والعسكري، إلى أنه لو حدث وأن انسحب صباحي من انتخابات الرئاسة، ''أو بعد فحص أوراقه والتوكيلات الخاصة به اتضح عدم استيفاء مستندات ترشحه''، ''أو مثلاً قلّت توكيلات صباحي''، في هذه الحالة يكون قانوني لمرشح واحد خوض الانتخابات، مؤكدًا أن هذا له شرعية لانه لا يوجد من يستطيع خوض المنافسة بدليل المدة الزمانية التي طرحت للتقديم أوراق إعتماده ولم يقدر أحد أن يدخل أو يستوفي شروط التقدم فى الصراع على الانتخابات الرئاسية، ولذلك يجب أن يستمر المرشح الواحد، وتكون نسبة التصويت له ''بنعم''، الفاصل الحقيقي لمدى الموافقة عليه. بدوي : ''النتيجة معروفة مسبقًا'' وكان للفقيه الدستوري الدكتور ثروت بدوي أستاذ القانون الدستوري، رأي آخر حول الانتخابات الرئاسة، حيث قال إن هذه الانتخابات وما يشهده الشارع المصري من ترشح ''ما هي إلى مسرحية''، وأنه لا يعتقد أن السلطة الحاكمة الآن ساذجة حتى تطرح متسابق واحد يخوض الانتخابات - على حد قوله. وأوضح بدوي ل''مصراوي''، أن هذا الانتخابات كان لا يجب أن تتم و''النتيجة معروفة مسبقًا''، ''ولكني أعتقد أنهم لن يتركوا مرشح واحد بل سيتم الدفع بعدد من الناخبين المنافسين حتى يكون الصراع على الانتخابات به نوع من الديمقراطية الشرفية''. محي الدين:'' مصر تتجه لحكم بلا معارضة'' قال الدكتور محمد محي الدين، النائب السابق بمجلس الشورى، إن عدم استكمال حملة حمدين صباحي حتي الآن للتوكيلات المطلوبة و عدم وجود مرشحين آخرين مؤثرين يعني أن مصر تذهب بالإرادة الحرة المنفردة لنخبتها وإعلامها و فلولها و بسطاء شعبها الذين لا يعنيهم إلا قوت يومهم نحو حكم بلا معارضة. وأبدي محي الدين، تخوفه الشديد من أن يتكرر هذا الأمر و لكن بصورة أقل حدة في انتخابات البرلمان و مع وجود حق تعيين 5% من الأعضاء للرئيس المنتخب فسيكون هناك صوت واحد في الرئاسة له صدي كبير جدا من المؤيدين في البرلمان و من ثم في الحكومة وأصوات نشار معدودة تعارض لن يأبه بها أحد. وأكد محي الدين، أنه إذا حدث هذا السيناريو فستترحم مصر رغم أي مظاهر ديمقراطية علي ثورة يناير و ستعود الأحزاب التي كانت معارضة بعد الثورة و أصبحت الآن جزءا من النظام الحالي و القادم إلي نفس وضعية أحزاب المعارضة الكرتونية في السنوات العشر الأخيرة من حكم مبارك و لن تستطيع اقناع أحد بعكس ذلك.