قد لا تستطيع بعض السيدات رفع الأكمام استعدادًا للوضوء، وذلك نظرًا لتواجدها خارج المنزل. ما يجعلهن يتساءلن عن إمكانية وجواز المسح على الأكمام عند الوضوء من باب التيسير عليهن. للجواب على هذا الأمر، أوضحت دار الإفتاء المصرية، عبر موقعها الإلكتروني أن غَسْل اليدين إلى المِرفقَينِ من فرائض الوضوء، ولا يُجْزِئ المسح على ظاهر الأكمام. وهذا لما جاء في «الصحيحين» عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال: تخلَّف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وتخلَّفت معه، فلما قضى حاجته قال: «أَمَعَكَ مَاءٌ؟»، فأتيتُهُ بِمَطهرةٍ، فغسل كفَّيْه ووجهه، ثم ذهب يَحْسِرُ عن ذراعيه فَضَاقَ كُمُّ الجُبَّةِ، فأخرج يده من تحت الُجبَّةِ، وألقى الجُبَّة على مَنكِبَيْهِ، وغسل ذراعيه، ومسح بناصيته وعلى العمامة وعلى خفيه. ووجه الدلالة من الحديث: أنَّ المسح إِنما ورد فيما يُلبس على الرأس والرجلين فقط، فلو كان المسح جائزًا على غيرهما لمسح النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم في مثل هذا الحال على كُمَّيهِ، خاصةً مع ضيق الجبة الذي تمنعه من ارجاع الثوب عن يديه الشريفتين إلى الخلف، فجعله يلقي الجبة عن منكبيه. لذلك، لا يصحّ المسح على الأكمام بدلًا من غَسْل اليدين. بالإضافة إلى النصوص الدالة على وجوب الغَسْل، وعدم وجود رخصة في المسح على الأكمام مع وجود الحاجة الداعية إليه. كما تابعت الإفتاء أنه في حال تعذَّر استعمال الماء في الوضوء على المسلم أن يتيمَّم بَدَلًا عن الوضوء، فإن كان يَقدِر على استعماله في بعض الأعضاء دون بعضٍ، فيغسل ما لا يتضرَّر بغسله ويتيمَّم لما سواه مراعيًا الترتيب والموالاة.