تحتفل مصر يوم الخميس القادم بالذكري الثالثة والأربعين بانتصارات حرب أكتوبرالمجيدة..تلك الحرب التي أعادت للعرب كرامتهم.. وردت للمصريين اعتبارهم.. وهي مناسبة عظيمة تستحق منا أن ننحني لقواتنا المسلحة تقديرا واحتراما واعزازا بعد أن حققت لنا هذه المعجزة القتالية التي لازالت تدرس في المعاهد والأكاديميات العسكرية.. ننحني تقديرا واعزازا واحتراما لجيش مصر الباسل الذي يعتبرمن أفضل جيوش العالم وأكثرها تأهيلا وتجهيزا وإعدادا.. بل لازال الجيش الوحيد في المنطقة الذي استعصي علي كل المؤامرات التي استهدفت تمزيق مصر وتقسيمها لتتحول إلي كتلة ملتهبة مثلما حدث للعراق وسوريا وليبيا واليمن ثم يصبح شعب مصر في خبر كان. وانظر حولك علي الخريطة العربية لتر كم كان جيشنا العظيم أسدا جسورا في مواجهة ذئاب ووحوش العالم الذين يعتبرون مصر حتي الآن هي الجائزة الكبري.. لكن السؤال في هذه اللحظات التاريخية المجيدة هو : هل كان نصر أكتوبر العظيم صفحة بيضاء في تاريخ أرض الكنانة ثم طويت هذه الصفحة ولم يبق منها سوي الاحتفال بذكري يوم السادس من أكتوبر ؟! الإجابة غاية في البساطة ، واضحة وجلية لكل من له عيون وقلب ينبض وضمير حي وعقل لم يفقد بعد القدرة علي التفكير.. لا والف لا فلازالت التحديات قائمة ولازال هذا الجيش العظيم يمارس مهمتة الوطنية المقدسة بعد أن طهر سيناء من العدو الصهيوني ليجد نفسه في مواجهة جديدة مع ذئاب التكفير وعصابات الخيانة العميلة لقوي الشر في العالم.. لازال جيش أكتوبر العظيم يدفع الثمن ويسدد فاتورة خيانة المعزول محمد مرسي الذي سمح لآلاف الإرهابيين بدخول سيناء في فترة حكمه السوداء ليضع جيش الوطن في المواجهة الشرسه التي لازالت تدور رحاها فوق أرض سيناء حتي هذه اللحظة ، وهي مواجهة أصعب من شراسة العدو الصهيوني الذي كان في النهاية يحارب بجيش منظم وطبقا لقواعد وأعراف الحروب العسكرية ، فالعدو الجديد يتآمر علي مصر في داخل بؤر وكهوف الإرهاب المختبأة فوق أرض سيناء فيما يشبه حرب الشوارع، ومع ذلك انتفض جيش أكتوبر العظيم ليؤدي دوره الوطني في الحرب الجديدة ضد ارهاب الخونة والعملاء مضحيا بما يسقط منه من شهداء تسيل دماؤهم الطاهرة لتروي من جديد أرض سيناء مثلما كانت دماء الشهداء عبر التاريخ تروي هذه الأرض الغالية علي مدار التاريخ ،التي تتكبدها القوات المسلحة المصرية في الرجال والعتداد غير أنها ماضية في طريقها لاجتثاث الإرهاب الضال من جذوره.. وتطهير هذه البقعة الطاهرة من تراب مصر وإعادتها من جديد الي حضن الوطن كمنطقة آمنه مستقرة.. المهم الآن ألا نكتفي بالاحتفال ومنح الأجازات واعادة لقطات الانتصار العظيم في أكتوبر 1973 ولكن علينا ان نستلهم روح اكتوبر ونحن كشعب نقف صفا واحدا خلف قواتنا المسلحة في حربها الجديدة.. المهم أن يكون الشعب كله ظهيرا قويا لجيشه الباسل ولاننسي أبدا أننا الآن في حالة حرب.. لاننسي ان ابناءنا الآن يقاتلون ويستشهدون فوق أرض سيناء لتعيش مصر.. علينا ان نكون جميعا جيشا قويا يحارب بعض منه ضد قوي الإرهاب الأسود علي حدودنا ويحارب الباقون في كل بقاع مصر ضد الفساد واللامبالاة والتواكل وكل من تسول له نفسه تعطيل عجلة البناء والتنمية. علينا أن ندرك جميعا أن الحرب الجديدة جزء منها فوق أرض سيناء والجزء الباقي مسئولية شعب في معركة بناء مصر الجديدة.. هذه هي الحرب الجديدة بعد نصر اكتوبر.. الجزء العسكري منها يتولاه جيش باسل والجزء الآخر يخوضه الشعب الذي حير الغزاة علي مدار التاريخ.. وسوف ننتصر بإذن الله إذا استلهمنا جميعا روح أكتوبر في حربنا الجديدة. وتحيامصر.. تحيا مصر..تحيا مصر