«من يملك تأميناً صحياً لا يُعالَج على نفقة الدولة» الجملة التى أغلقت أبواب الأمل أمام أسرة «إهداء»، الطالبة بالصف الثالث الثانوى، بعد أن أصاب ابنتهم فيروس «كرون» النادر، منذ 3 أعوام (لحظة اكتشاف المرض)، وبعد رحلة بحث فوجئ الأب بأن تأمينها الصحى لا يفى بالغرض لصرف المصل بسبب عدم إدراجه ضمن عقاقير التأمين الصحى، وفى نفس الوقت لا يستطيع المطالبة بعلاج على نفقة الدولة وفقاً للوائح والقوانين، لتبقى «إهداء» طريحة الفراش فى انتظار متبرع أو جمعية ترحم جسدها الضئيل من الألم اليومى. طالبة متفوقة دراسياً، محبوبة بين زملائها، شعلة نشاط، سمات اجتمعت وتوحدت فى «إهداء كمال فؤاد» (17 عاماً) قبل أن يعلم والدها بمرضها الذى منعها من دخول امتحانات المرحلة الثانوية، لتبقى بين المحاليل وشكشكة الإبر داخل أحد المستشفيات وفق قوله، مستنكراً غياب الحلول البديلة لوزارة الصحة فى الحالات المماثلة لابنته: «يعنى اللى زى بنتى يروحوا فين؟ أسيبها تموت قدام عينى عشان الوزارة لا تملك استثناءات للأمراض النادرة، أنا بنتى جمالها نادر، وأخلاقها مفيش بعدها.. ولو فى إيدى مش هسيب عمرها يتسرق منها، بس العين بصيرة والإيد قصيرة». عم «كمال»، موظف بسيط فى محو الأمية، راتبه لا يتجاوز 2000 جنيه، بالكاد يغطى نفقات أسرته المكونة من زوجة ومن الأبناء أربعة وفق قوله، لكنه غير قادر على توفير 3300 جنيه أسبوعياً ثمن جرعات علاج فيروس «كرون» الذى يتسبب فى مدّ فترة سكون النوبة التى تهاجم أمعاء ابنته الصغيرة فتصيبها بحالة إغماء «ولو ماخدتش الحقنة ممكن الفيروس ياكل فى معدتها، وحتى لو أهل الخير اتبرعوا بحقنة فهى على الأقل بتحتاج 10 حقن بتتاخد على فترات، ممكن أسبوعياً وأوقات شهرياً». يختتم الأب المكلوم، بسبب الحالة التى آلت إليها «إهداء»، بمطالبة وزير الصحة بحل استثنائى لابنته ولأمثالها من أصحاب الأمراض النادرة.. «يا سيادة الوزير، مش هنسيب عيالنا تموت عشان القانون عاوز كدا.. أنقذوا بنتى وشوف لآلامها نهاية».