لأن كل شىء فى الحياة قابل لأن تطبق عليه نظرية الاحتمالات ما عدا الثوابت العقائدية والدينية.. ولأننا نمر بظرف غاية فى الحساسية والخطورة.. ولأن معظمنا يأمل فى مرحلة جديدة منتعشة بعد عبور مرحلة الانتخابات الرئاسية بسلام.. ولأننى أحاول أن أنأى بنفسى بعيداً عن تأييد هذا أو ذاك من مرشحى الرئاسة هذه الفترة.. فقد وجدت نفسى ورغماً عنى ونظرية الاحتمالات تلح على تفكيرى وأسئلة كثيرة تطرح نفسها، لأنها قابلة الحدوث ولو بنسبة مئوية ضعيفة، بالرغم من أن نتائجها وخيمة للغاية. فمثلاً: ماذا إذا انتهت مهلة تقدم المرشحين لانتخابات الرئاسة ولم تتلق اللجنة المشرفة أى ترشيحات.. أى عقد كل من المشير السيسى وصباحى العزم على عدم خوض الانتخابات الرئاسية، وانتهت المهلة ولم يتقدم أى منهما أو غيرهما بأوراق ترشحه..؟!!! وكانت النتيجة هى انتهاء المهلة ولم يتقدم للترشح أحد لانتخابات الرئاسة؟!! ومثلاً: ماذا إذا تقدم كل من المرشحين الرئاسيين الأساسيين المشير السيسى وحمدين صباحى بأوراق ترشح كل منهما، وبعد فحص أوراقهما والتوكيلات الخاصة بكل منهما اتضح عدم استيفاء كل منهما لمستندات ترشحه، أو مثلاً قلّت توكيلات السيسى، مع ضخامتها، فى إحدى المحافظات 15 توكيلاً، وكذلك بالنسبة لصباحى؟!! فماذا سيكون الحال؟!! ومثلاً: ماذا إذا استوفى حمدين صباحى أوراق وتوكيلات ترشحه وتم قبول ترشحه من الجهة المسئولة، بينما رفضت هذه الجهة أوراق ترشح المرشح المشير السيسى الذى يحظى بتأييد جماهيرى جارف، لأى خطأ إجرائى من قبل حملته الانتخابية أو لنقص التوكيلات فى محافظة من المحافظات.. كما حدث من قبل لعمر سليمان فى الانتخابات الماضية.. ووجدت الجماهير الغفيرة المؤيدة للمشير السيسى أنه أصبح فجأة خارج المنافسة، وأننا أصبحنا أمام مرشح رئاسى وحيد هو حمدين صباحى الذى لا يتمتع سوى بجماهيرية زهيدة؟!! ومثلاً: ماذا إذا أعلنت اللجنة المشرفة على انتخابات رئاسة الجمهورية بعد تلقيها أوراق المرشحين أن حمدين صباحى وجميع المرشحين رسبوا فى امتحانات التوكيلات، عدا المرشح المشير عبدالفتاح السيسى الذى أصبح هو المرشح الوحيد بلا منافس؟!! ومثلاً: ماذا إذا (لا قدر الله) توفى المشير السيسى (بما أن الموت علينا حق والأعمار بيد الله، وإن كنا نتمنى له طول العمر والصحة والعافية؟)، ولكن ماذا إذا توفى بعد غلق باب الترشّح وفوجئنا أننا أصبحنا أمام مرشح رئاسى وحيد، هو حمدين صباحى الذى لا يتمتع سوى بجماهيرية متواضعة؟!! ومثلاً: ماذا إذا تم قبول أوراق ترشح المشير السيسى وحمدين صباحى ومرشح ثالث مجهول وسنكوح ومات (لا قدر الله) السيسى وصباحى قبل يوم الانتخابات وأصبح المرشح المجهول السنكوح («ظاظا» مثلاً) هو المرشح الرئاسى الأوحد؟! ومثلاً: ماذا إذا تم إجراء الانتخابات الرئاسية، وكانت النتيجة التى أعلنتها اللجنة المشرفة هى نجاح المرشح الرئاسى حمدين صباحى ورسوب المرشح الرئاسى ذى الشعبية الجارفة السيسى..؟! إيه الحل ساعتها؟ وبالنسبة للمشير السيسى هنوديه فين؟ وهنشغله إيه وهو خلاص عمل حسابه وإحنا عملنا حسابنا إنه هيشتغل رئيس جمهورية؟!! ومثلاً: ماذا إذا (وهذه هى المعضلة القابلة للتحقق) إذا فوجئنا قُبيل إغلاق باب الترشح بالأستاذ فريد الديب والأستاذ العوا يتقدم كل منهما بأوراق محمد حسنى مبارك ومحمد مرسى العياط كاملة ومستوفاة لخوض سباق انتخابات الرئاسة (بما أن لهما الحق فى الترشح لعدم صدور حكم نهائى على أىٍّ منهما فى أى قضية من قضاياهما المنظورة أمام القضاء)، وأصبح المرشحون للانتخابات هم السيسى وصباحى ومبارك أو نجله جمال، ومحمد مرسى..؟!! بيتهيألى هتبقى عركة جامدة أوى.. ويا حلاوة «على رأى مظهر أبوالنجا». وكذلك مثلاً.. ماذا إذا نجح فى هذه الانتخابات مبارك أو نجله جمال أو محمد مرسى..؟!! ومثلاً: ماذا إذا (وهذا بجد مش بهزار) ماذا إذا نجح السيسى باكتساح، كما هو متوقع له وتسلم مقاليد الحكم وجلس على كرسى الرئاسة ولم يستطع تحقيق طموحات وآمال الجماهير التى انتخبته، ولم يستطع حل الأزمات المتراكمة وتدهور فى عهده حال البلد من سيئ إلى أسوأ.. ماذا سيكون رد فعل الجماهير التى انتخبته، والتى خلعت من قبل رئيسين، وأرسلت بهما إلى المحاكم والسجون؟! ومثلاً: ماذا إذا (وهذا وارد للغاية) ماذا إذا نجح السيسى باكتساح، ونجحت سياساته فى حل أزمات البلد، بل وبمعجزة إلهية على يديه خرجت مصر من عنق الزجاجة وانطلقت فى عصر نهضة مصرية مذهلة.. فماذا إذا انتهت فترة رئاسته الأولى ثم الثانية وأراد تغيير الدستور ليتم السماح له بالترشح فترات تالية متوالية؟!! ومثلاً: ماذا إذا تولى السيسى ولم يستطع القضاء على عنف الإخوان وإرهابهم وظلوا فى عنفهم وإرهابهم بقصد إفساد سياسات إصلاحه وإسقاطه؟! وبعيداً عن نظرية الاحتمالات و«ماذا إذا» فليسمح لى المرشح الرئاسى حمدين صباحى أن أسأله سؤالاً ساذجاً ووجيهاً فى نفس ذات الوقت.. من أين يكتسب قوت يومه..؟ ومن أين يأتى بثمن البدل والكرافتات والسيارات ومصروفات حملته الانتخابية؟! ومبلغ علمى أنه لم يرث ثروة طائلة وليست له وظيفة أو بيزنس سوى أنه موظف ورجل أعمال بدرجة مرشح رئاسى..؟! بتجيب الفلوس دى كلها منين يا مستر صباحى؟!! ولّا زى ما بيقولوا إن التحويلات البنكية شغالة من برة على ودنه؟!! «وهذا موضوع مقالنا الأسبوع المقبل إن شاء الله». والله من وراء القصد..