يلقبونه ب"المرشّح المحتمل للرئاسة"، فهذا وصفه، الذي يظل قرينًا باسمه في عناوين الصحف وعلى شاشات الفضائيات وفي المؤتمرات الصحفية والندوات، حتى ينال لقبًا آخر، يقرره توقيت فتح باب الترشّح للانتخابات، فيصبح لقبه "المرشح الرئاسي"، وقد يكون بعد الفصل في الطعون "المرشّح المطعون عليه"، وإذا استمر في السباق يتحوّل بعد فرز الصناديق إلى "رئيس" أو "مرشح سابق أو خاسر"، إلا أن موجة الانسحابات من السباق التي أطلّت برأسها هذه الأيام، صنعت لقبًا جديدًا، هو "المرشح المنسحب". في 14 يناير 2012، كان الدكتور محمد البرادعي، نائب رئيس الجمهورية، أول المنسحبين من سباق الرئاسة قبل فتح باب الترشّح بنحو شهرين، رغم أنه ظل يحمل لقب "المرشّح المحتمل" لمدة عام كامل، وخرج على الرأي العام وقتها ببيان صحفي، معلنًا فيه أسباب الانسحاب، والتي قال عنها: "إن ضميره لا يسمح له بالترشح للمنصب لأي منصب رسمي آخر، إلا في إطار نظام ديمقراطي حقيقي يأخذ من الديمقراطية جوهرها وليس فقط شكلها"، الصيغة لم تختلف كثيرًا بعد عامين من بيان "البرادعي"، حيث خرج الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، رئيس حزب مصر القوية، في 14 يناير 2014، معلنًا "عدم خوضه السباق الانتخابي"، واصفًا المشاركة فيه ب"التدليس السياسي"، وموجّهًا اتهامات للحكومة والإعلام بعدم مراعاة الحيادية، زاعمًا أن السلطة القائمة أبت إلا أن تغلق كل الأبواب أمام كل مشاركة جادة. ولكن الانسحاب قد يأتي لأسباب أخرى، كالتي أعلنها الفريق سامي عنان في مؤتمره الصحفي منذ 3 أيام، وهي الحرص على "وحدة الجيش والشعب"، فيما رأى خالد علي، خلال بيان انسحابه اليوم، أن الانتخابات ستصبح "مسرحية هزلية"، وسط الاعتداء على المخالفين في الرأي، والاعتقالات العشوائية لشباب الثورة والقيادات العمالية. وإن كان لكل من المرشحين الأربعة سببه الخاص، إلا أنهم في النهاية نالوا لقب "المرشح المنسحب".