تداولت وسائل الإعلام صورًا للنائب البرلماني توفيق عكاشة مع السفير الصهيوني في أجواء احتفالية، الأمر الذي تسبب في غضب شديد من هذا الموقف الذي يُعَدُّ حلقة جديدة من مسلسل التطبيع، الذي انتهجه بعض المسؤولين في الدولة، ولكن الأمر هذه المرة أسوأ؛ لأن عكاشة لا يمثل نفسه، بل يمثل الشعب. ولم تكن المرة الأولى لتوفيق عكاشة، التي ينحاز فيها للكيان الصهيوني، حيث هاجم في السابق الدولة الفلسطينية وحركة حماس على حساب الكيان الصهيوني، وله عشرات المواقف المعادية لفلسطين، بل إنه قال من قبل إنه من حق الجيش الصهيوني أن يقتل من الفلسطينيين من يشاء، كما اتهم «حماس» بأنها سبب العدوان الإسرائيلي على غزة، وهو ما لقي ترحيبًا وإشادة في القناة الثانية للتليفزيون الصهيوني. وقال عكاشة في برنامجه: «هل إسرائيل هي التي قامت بإطلاق النيران، أم حماس الذين قاموا بخطف ثلاثة إسرائيليين في عملية استفزازية، الهدف منها أن تستفز إسرائيل لضرب الآمنين العُزَّل من أهالي غزة؟"، حيث بدأ كلامه قائلًا «على البادئ أن يتحمل ما بدأ». واحتفت القناة الثانية الإسرائيلية بكلام عكاشة وقناته التي يرأسها، واعتبرته «شهادة» على لسان العرب بما أسمته «همجية وإرهاب جماعة حماس وتبرير أفعالها الدامية». الدكتور محمد عصمت سيف الدولة، الباحث المتخصص في الشأن القومي العربي ورئيس حركة ثوار ضد الصهيونية، أكد أن هذه الزيارة كارثة جديدة للنظام الحالي؛ حيث إنه أول نائب برلماني يطبع مع الكيان الصهيوني، مشيرًا إلى أن ذلك الموقف ليس بجديد على النظام الحالي، فقد سعى لشرعيته ببحث السلام مع الكيان الصهيوني وتطبيق جميع مطالبهم في إنشاء منطقة عازلة على الحدود المصرية الفلسطينية وتنفيذ المطالب التي لم يجرؤ نظام مبارك عليها. وتابع سيف الدولة أن هناك قائمة كبيرة من الشخصيات العامة دعت للتطبيع مع الكيان الصهيوني بصور مختلفة، منهم عزمي مجاهد، المتحدث الرسمي لاتحاد الكرة المصري، والذي أعلن عن ترحيبه باللعب داخل ملاعب الكيان الصهيوني، والكاتبة لميس جابر، التي طالبت باستهداف حركات المقاومة، بالإضافة إلى تصريحات رئيس الجمهورية بأن رئيس الحكومة الصهيونية يستطيع أن يقود المنطقة بأكملها، ويتمتع بحكمة كبيرة. وهذا يكرس الحميمية الموجودة بين النظام الحالي والكيان الصهيوني، على حد قوله. وأضاف أن القوى السياسية ونواب مجلس الشعب ونقابة الصحفيين أو الإعلاميين عليهم اتخاذ خطوة حاسمة في هذا الملف، قبل تفشي الظاهرة التي تهدد الهوية المصرية. وقال أحمد بلال، الباحث في الشأن الصهيوني وعضو المكتب السياسي لحزب التجمع إن الزيارة التي تمت بين النائب البرلماني والسفير الصهيوني كانت مساء أمس في منزل توفيق عكاشة بالشيخ زايد، واستمرت 3 ساعات، وانتهت بحفل عشاء، وهي عار على المجلس الحالي، الذي لا بد أن يتحرك؛ حيث إن صمته على هذه الكارثة يُعَدُّ مباركة للزيارة وللتطبيع الشعبي، الذي تحاول إسرائيل القيام به. وتابع أن التطبيع الشعبي هو الهدف الرئيسي للكيان الصهيوني، ولكن هذا مستبعد، خاصة أن هناك وعيًا لدى الكثير من المواطنين، بالإضافة إلى أن هناك ثأرًا في كل قرية مصرية عند الكيان الصهيوني، مشيرًا إلى أن السفير المصري أنهى أوراق اعتماده في الدبلوماسية الإسرائيلية اليوم، بعد غياب استمر نحو 3 سنوات. فيما أكد النائب مجدي مرشد أن هذا تصرف فردي، لا يعبر عن مجلس النواب، كاشفًا أن اللائحة التنفيذية الجديدة للمجلس ليست بها مواد متعلقة بمعاقبة العضو إذا زار الكيان الصهيوني؛ لذلك لا يوجد أي إجراء من الممكن اتخاذه ضده، مشيرًا إلى أن الرفض للزيارة سيكون على شعبيًّا أكثر منه رسميًّا. وأضاف أن الجرح الفلسطيني ما زال ينزف بدماء الآلاف من الشهداء؛ لذلك لا يمكن أن تكون هناك علاقة مع الجانب الإسرائيلي، مشيرًا إلى أن النائب توفيق عكاشة له عشرات المواقف التي تعكس علاقته الجيدة بهم، حيث سبق وزار القدس عن طريق الحكومة الإسرائيلية.