أصدر لبيب السباعي رئيس مجلس إدارة الأهرام قرارا منذ قليل بتعيين الدكتور ضياء رشوان نائب مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، مديرا للمركز، خلفا للدكتور جمال عبد الجواد، الذي تقدم باستقالته بناء علي رغبته الشخصية، ودون أدني ضغوط من قبل أي جهة من داخل الأهرام، ليتولي ضياء رئاسة المركز الذي يعد أول مركز دراسات في العالم العربي، حيث أنشئ عام 1968. وعبّر رشوان في تصريحات ل"بوابة الأهرام" عن عدم رضاه عن آداء المركز خلال الفترة الماضية والحالية، وقال "ذلك ليس نقدا موجها لمن سبقوني في إدارة المركز"، بينما أرجع رشوان عدم رضاه عن الأداء بتأكيده علي أن الرضا التام عن أي شئ يعني الموت، كما أن النقد أولي خطوات التقدم في أي مجال، فيما أوضح أن الرضا عن أداء مركز الدراسات، وكم الأبحاث التي يجريها، يحددها المتابع للمركز من نخبة ومثقفين وسياسيين، فضلا عن الجمهور العام. وردا علي سؤال حول عدم الرضا عن الفترة القادمة تنبئ باعتماد المركز علي باحثين جدد، فأجاب قائلا "المركز مليئ بالكفاءات منذ إنشائه وحتي الآن، كما أنه طوال تاريخه لايقتصر علي الباحثين الموجودين داخل جدرانه، وأحيانا يكوت باحثيه من الخارج"، مؤكدا أن حاجة المركز من باحثين جدد ستحددها حاجة العمل نفسها. وقال رشوان "قبل مانقفل الطريق علي دخول باحثين جدد للمركز، نشغل الباحثين اللي عندنا". وتطرق رشوان البالغ من العمر 51 عاما، إلي تاريخ إنشاء مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، كاشفا عن أنه نشأ في ظروف سياسية صعبة عقب هزيمة 1967، معتبرا أن الهدف الأسمي الذي نشأ من أجله، هو مواجهة الهزيمة، وارتبطت الأبحاث فيه بالمهمة الوطنية من اللحظة الأولي، وظلت هذه المهمة مطروحة علي المركز طوال تاريخه. واستبق رشوان المشككين في أداء المركز ووطنيته، بتأكيده أن مركز الدراسات منذ إنشائه وحتي اليوم، يضم تيارات فكرية وسياسية وبحثية مختلفة، تعتمد علي الوطنية كأساس راسخ لعملها، وأضاف قائلا "أي حد يأتي المركز ده سواء مدير أو باحث مساعد، لايمكن أن يخرج عن هذا التاريخ، وهذه الوطنية، وإلا يكون خائنا للمركز، وهذا لا ولن يحدث في الأهرام أبدا". وكشف رشوان عن أن الحفاظ علي المعاني التي ذكرت سالفا هي المهمة القادمة للمركز، الذي سيؤدي دوره كاملا في إعادة بناء مصر الثورة، باستخدام العلم والخبرة الطويلة للزملاء الذين سبقونا وفقدنا بعضهم، وعلي رأسهم المرحوم محمد السيد سعيد، أو الذين معنا الآن. وأفاد رشوان بأنه ستتم معالجة الموضوعات التقليدية التي كان يتم معالجتها قبل الثورة، فالسياسة الداخلية والخارجية تغيرت، وهذا يتطلب أبحاثا جديدة تليق بمكانة مصر الجديدة التي أبهرت العالم".