عاوز حد يقول لي ما هو الفرق بين هذا العيد الكبير.. والعيد اللي فات.. قامت الثورة بين العيدين، فهل هناك فرق.. شهدنا انتخابات بعد الأول.. ونترقب انتخابات اخري بعد الثاني.. فهل هناك فرق. انا شخصياً لا اري فرقا بين العيد اللي فات.. والعيد الذي نحتفل به الان.. ربما هناك فارق واحد لاحظته في اللافتة التي تعلو شادر بيع اللحمة الذي اغلق شارعنا.. كان مكتوبا علي اللافتة اسم الحزب الوطني الديمقراطي.. الآن مكتوب عليها اسم جماعة الاخوان المسلمين.. اللحمة هي هي.. والاسعار هي هي.. ومخالفة سد الشارع واعتراض الطريق ايضا هي.. هي. في العيد اللي فات كان مرشحو الحزب الوطني يوزعون اللحمة »بالهبل« علي كل الناس.. وخلي اللي ما يشتري يأكل.. ملايين الجنيهات انفقت علي اللحمة الانتخابية من فلوس الدولة.. الان نفس الملايين ولكن من فلوس خارجية جاءت لدعم الديمقراطية.. والفتة بالخل والتوم... الفتة هي الحل. اما اذا كانت الانتخابات نفسها التي اعقبت عيد الاضحي الماضي مزورة بشكل لم يختلف عليه اثنان.. فإنني اتمني ان تكون الانتخابات المقبلة مختلفة.. بمعني ان تكون حرة ونزيهة بشكل لا يختلف عليه اثنان.. لكني اتمني بحق ان تكون ممثلة لكل التيارات والافكار واتمناها بلا دماء ولا حتي خدوش.. واتمني ان يتحقق قبلها او بعدها التغيير الذي ننتظره. ونحن نضحي بخروف العيد.. اتمني لو اخلص كل منا الدعاء للوطن قبل الدعاء لنفسه.. اتمني لو فكر كل منا بالتضحية بأشياء كثيرة من اجل الوطن.. انانيتنا.. عنصريتنا.. تعصبنا الاعمي.. فوضويتنا.. سلبياتنا وان نستبدل كل ذلك بحب الوطن والاخلاص له.. والتسامح والالتزام والانتظام واحترام الآخر. سيبك من الفرق بين العيد اللي فات وهذا العيد.. وتعالي نصنع نحن الفرق. »تعالي« نمسك بإيدينا من اجل مصر جديدة فعلا.. لا تلك التي كان يسكنها رأس النظام السابق، وانما تلك التي يعيش فيها كل المصريين.