شدد الأزهر الشريف على أن الإنسانية التى يدعيها الغرب قد «ماتت» أمام مشاهد القتل والترويع لأهل غزةولبنان، فيما عززت دولة الاحتلال من عزلتها الدولية بسبب استمرار مجازرها، وأعلنت نيكاراجوا قطع العلاقات الدبلوماسية معها، فيما دعت المكسيك للاعتراف ب«فلسطين». قال الدكتور محمد الضوينى، وكيل الأزهر، إن الإنسانية التى تدعيها الحضارة الغربية قد ماتت، أو تأكد على الأقل أنها إنسانية «زائفة»؛ ونحن نشاهد كل يوم مشاهد القتل والترويع للعزل والضعفاء والأبرياء من العجزة والأطفال والنساء من أهل غزةولبنان، دون أن يتحرك ضمير الحضارة المعاصرة. وأضاف «الضوينى»، فى مؤتمر «القادة الدينيون وبداية جديدة لبناء الإنسان»، الذى ينظمه المجلس القومى للمرأة: «لقد ظهر أنها إنسانية عرجاء؛ ليس فى خطتها، ولا من عنايتها أن تقف فى وجوه الظالمين، أو حتى تعلن البراءة من أفعالهم المنكرة». وتساءل مستنكرا: «عن أى إنسانية نتحدث؟، هل عن الإنسانية المعذبة؟، أم عن الإنسانية المحرفة؟، أم عن الإنسانية الغائبة؟»، موضحا أن الإنسانية المعذبة تمثلها غزةولبنان، وكل أرض لا يملك الإنسان فيها حق تقرير مصيره، ولا حتى حرية رفع الصوت بالشكوى، و«الإنسانية المحرفة» التى فى ظاهرها الرحمة وفى باطنها العذاب، تلك الإنسانية التى تتخذ شعارا لتمرير كثير مما لا يقره ديننا، ولا تقبله عاداتنا ولا تقاليدنا ولا تاريخنا، تلك الإنسانية التى تحولت إلى سلعة فى أيدى تجار الشعارات، وأما «الإنسانية الغائبة»، فهى التى نرجو أن تكون، وهى التى أعلن تفاصيلها ومقوماتها الكتاب والسنة والترجمة الحضارية لهما عبر قرون طويلة. فى سياق متصل، فرضت عدة مواقف دولية نفسها على الحرب فى غزة، والتى نددت بالإبادة الجماعية التى يرتكبها الاحتلال الإسرائيلى ضد الشعب الفلسطينى، حيث أعلنت حكومة نيكاراجوا عن قطع علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل بسبب استمرار هجماتها على الأراضى الفلسطينية، مشيرة إلى أن الصراع يمتد الآن أيضا ضد لبنان، ويهدد بشكل خطير سوريا واليمن وإيران، وهو ما اعتبرته حركة حماس خطوة شجاعة على طريق عزل الكيان الفاشى وتجريم سلوكه وفضح انتهاكاته الواسعة، كما أشادت به حركة فتح، مؤكدة أنه يدل على مدى التضامن الدولى مع الشعب الفلسطينى، وعزلة الاحتلال الذى يواصل حرب الإبادة الممنهجة، منذ 7 أكتوبر الماضى. ودعت رئيسة المكسيك الجديدة كلاوديا شينباوم إلى الاعتراف بدولة فلسطينية من أجل إحلال السلام فى الشرق الأوسط، بينما جدد الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون دعوته إلى وقف صادرات الأسلحة لإسرائيل، خاصة المستخدمة فى قطاع غزةولبنان، مشيرا إلى أنها الوسيلة الوحيدة الممكنة لإنهاء الصراع الدائر هناك.