البلاغةُ لغةً تأتي بمعنى الوصول إلى الشّيء، وتُعرَّفُ اصطلاحاً بأنّها: مُطابقةُ الكلامِ الفصيح لمقتضى الحال، أيّ وبمعنىً آخر هي: حُسنُ استخدام اللّغة العربية الفصيحة، لإيصالِ المعاني إلى السّامع بأفضل الأساليب وأدقّها وأحسنها بما يتناسبُ مع الموقف والسّياق، وهذا ما يشتمل عليه القرآن الكريم وأكثر، وتقدم "بوابة أخبار اليوم" في هذا التقرير بعض من صور البلاغة في آيات القرآن الكريم. اقرأ أيضا| وزير الأوقاف: رؤية الرئيس هي نقطة الانطلاق لتتوجه جهود الدولة إلى أحد أهم مستهدفات أمثلة البلاغة في القرآن الكريم من أمثلة الاستعارة في القرآن الكريم الاستعارة فنٌ من فنونِ اللّغة العربيّة، يحصلُ بها التعبير عن الشّيءِ بغير الكلمة الأصلية لزيادةٍ في المعنى، أو لإيصال فكرةٍ أعمق أو أجمل ما كانت لتصل لولا تغيير المعنى، وفيما يأتي أمثلة من القرآن الكريم على الاستعارة: المثال الأول: قوله -تعالى- في سورة البقرة: (اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ)، والمعنى الأصلي يقتضي إخراجهم من الضّلالِ إلى الإيمان، ولكنّه -تعالى- استعار الظّلمات للضّلال، والإيمان للنّور، للمبالغة في وصف كليهما. المثال الثاني: قوله -تعالى-: (وَاخفِض لَهُما جَناحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحمَةِ)،[4] وهنا تشبّه الآية الكريمة الذّلّ بالطّائر ذو الأجنحة، وكأنّ الآية تُريد من المؤمن أن يكون في برّه وخضوعه لوالديه كالطّائر الحنون الذي يُرفرفُ بجناحه عليهما. المثال الثالث: قوله -تعالى-: (وَلَمّا سَكَتَ عَن موسَى الغَضَبُ أَخَذَ الأَلواحَ)، تُصوّر الآية الكريمة الغضب ككائنٍ حيٍّ له ما له من الصفات كصفات الحيّ، بما في ذلك من القدرة على السّكوتِ. المثال الرابع: قوله -تعالى- في سورة آل عمران: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا)، في هذه الآية استعارتين، الأولى: الحبل للدّين والكتاب الكريم، والثانية: استعار الاعتصامَ للوثوق به أو التّمسك فيه، فمعنى الآية يكون تمسّكوا بدين الله -تعالى- جميعاً. المثال الخامس: قوله -تعالى-: (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ)،فاستعار النّطق والكلام للقرآنِ مع أنّه كتاب. المثال السادس: قوله -تعالى-: (فَإِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ)، حيث جعل الكفّار كالموتى والصّمّ في عدم أخذِهم بالإيمان واعتبارهم بالدّين. المثال السابع: قوله -تعالى-: (وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ)، حيث جعل حركة الجبال كحركة السّحاب