مخرات السيول فى مصر، حديث كل عام، مع بداية دخول فصل الشتاء، ولكن يختلف الحديث هذا العام عن الأعوام الماضية، نظرا لما يتم تداوله فى الصحف ومنصات التواصل الاجتماعى، من أن مصر ستشهد شتاء قارسا هذا العام، على غرار ما شاهدته مصر فى فصل الصيف من ارتفاع درجات الحرارة العالية، فيما أعلنت هيئة الأرصاد الجوية أنه لا يمكن التوقع حاليا بأن الشتاء سيكون قارسا أو معتدلا، نظرا لأن الشتاء على بعد أكثر من شهرين من الآن، إذ يبدأ 31 ديسمبر المقبل. ولم تشهد محافظتا القاهرةوالجيزةسيولا منذ 1982 عندما اجتازت السيول قرى مركز الصف بجنوب الجيزة ودمرت 180 منزلاً وأتلفت مزارع وتسببت فى نفوق ماشية، وبلغ عدد منكوبى السيول حوالى 1500 مواطن، وتلاه سيل آخر عام 1987 وكان أقل خطورة، واجتاح منطقة حلوان، حيث تسبب الجريان الشديد للمياه إلى جرف عدد من المنازل والمزارع فى طريقه. بعدها لم تشهد القاهرة أو الجيزةسيولا، على الرغم من إصدار أكاديمية البحث العلمى تقريرا بعنوان «مخاطر السيول فى مصر» عام 1993، أشار إلى أن منطقة دجلة بالمعادى القريبة من منطقة طرة، ووادى حوف والمناطق الصناعية لشركة النصر للسيارات وشركة طرة للأسمنت ومدينة المعصرة قد تواجه مخاطر. ورصدت «المصرى اليوم» حالة مخر السيول فى مدينة حلوان والذى يبدأ من منطقة كفر العلو فى حلوان مرورا بالمعصرة وينتهى فى مصب نهر النيل. أثناء رصد حالة المخر، وجدت «المصرى اليوم» مصبا من الأسمنت على امتداد 3 كيلومترات محملا بكميات هائلة من القمامة والمخلفات، ينبعث منها رائحة لا يتحملها السكان الذين يستنشقونها كل يوم صباحا ومساءً، والسكان الذين أصبحوا لا يتحملون نسمات الهواء على عكس أى مواطنين لأنها فى حيهم تأتى محملة بروائح القمامة التى ملأت المخر. لم يتغير المشهد على امتداد المخر فأكوام القمامة تشوه الهوية البصرية لمنطقة حلوان وسكان الأحياء المطلة على المخر. ويستمر المشهد حتى ينتهى بظهور نهر النيل الذى من المفترض أن يستقبل مياه المخر فى حالة حدوث سيول ليمتلئ بتلك القمامة والمخلفات. وأشار الدكتور ماهر عزيز، استشارى الطاقة والبيئة وتغير المناخ، إلى ضرورة تطهير مخرات السيول خلال شهر بحد أقصى لاستقبال الأمطار المحتمل هطولها. وقال«عزير» إن وجود أكوام من القمامة والقاذورات فى تلك المخرات يشكل كارثة بيئية، حيث تعتبر هذه المخلفات حاملة لأمراض خطيرة ومواد مسرطنة. وتواصلت «المصرى اليوم» مع على عبدالله، رئيس مدينة الصف، للوقوف على إجراءات تطهير مخرات السيول والخطة الزمنية كما جاءت توجيهات محافظة الجيزة، حيث صرح بأنه تم البدء فى تطهير السيول بناء على جدول زمنى محدد، وأكد تواجده مع الخبراء أمس أثناء إجراءات تطهير المخرات التى تحدث بشكل دورى كل شهر. واستقبلت «المصرى اليوم» شكاوى من سكان قرية الأقواز، التابعة لمركز الصف بمحافظة الجيزة من تلوث مخرات السيول، الأمر الذى دفع «المصرى اليوم»، لرصد حالة تلك المخرات المحملة بكميات كبيرة من المخلفات والقمامة، وذلك بالتزامن مع بيان محافظة الجيزة بتوجيه المحافظ للمسؤولين بتطهير المخرات استعدادا للشتاء، كما حذر خبراء بيئة من استقبال شتاء 2024 المحتمل أن يكون من أقسى فصول الشتاء التى شهدتها مصر فى الأعوام السابقة. وردا على استغاثة أهالى قرية الأقواز بالصف الذين يناشدون وزارة الرى بتطهير وتأهيل مخر سيل الأقواز قبل دخول الشتاء خوفا من تكرار مخاطر سيل 2020، قال على عبدالله، رئيس مدينة الصف، ل«المصرى اليوم»، إن منطقة قرية الأقواز تحتوى على «سحارة»، وهى عبارة عن بوابة تقع فى نهاية مخر السيول قبل أن تصب المياه فى نهر النيل. موضحا أن المياه القادمة من الظهير الصحراوى والجبال تكون محملة فى بعض الأحيان ببعض المخلفات، لذلك يتم حجز هذه المخلفات وتنظيف السحارة بشكل دورى. وأضاف عبدالله أن هذه العمليات جزء من خطة المحافظة المستمرة، حيث يتم تطهير السحارة شهريًا ضمن جدول زمنى محدد، وليس فقط قبل موسم الأمطار. الهدف هو منع وصول أى مخلفات إلى نهر النيل والحفاظ على نظافته بشكل دائم.
