محافظ الغربية يشارك في الجلسة الافتتاحية لأسبوع القاهرة السابع للمياه    تفاصيل رسائل السيسي عن المياه ونهر النيل    محمد ممدوح: ملتقى منظمات المجتمع المدني هدفه الرئيسي رفع الوعي بحقوق الإنسان    «الوزاري الأفريقي»: «أسبوع القاهرة» يهدف لمشاركة معلومات إدارة المياه    85 جنيهًا لكيلو البلطي.. أسعار السمك والمأكولات البحرية اليوم الأحد في سوق العبور    "سلامة الغذاء": 20 مأمورية رقابية على المصانع بالتعاون مع هيئة التنمية الصناعية    إجراء القرعة العلنية لحجز 32 وحدة طعام متنقلة بمدينة العاشر من رمضان    وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات يزور مركز تميز شركة دل تكنولوجيز Dell Technologies الأمريكية الرائدة عالميا في مجال التكنولوجيا    موقع استراتيجى.. هيئة السكة الحديد تكشف أسباب اختيار موقع محطة بشتيل.. فيديو    الطاقة النظيفة.. مصر مركزا عالميا لإنتاج الهيدروجين الأخضر بحلول 2030    وسائل إعلام إسرائيلية: نقل جنود إسرائيليين أصيبوا في جنوب لبنان إلى مستشفى في حيفا    جيش الاحتلال يعلن اعتراض 5 صواريخ أطلقت من لبنان باتجاه حيفا    اعتقال 30 فلسطينيا بالضفة الغربية خلال اليومين الماضيين    أوكرانيا: مقتل وإصابة 13 شخصا في هجمات روسية على إقليم دونيتسك خلال ال 24 ساعة الماضية    إعصارا ميلتون وهيلين.. هل يؤثران على مجرى الانتخابات الأمريكية في نوفمبر المقبل؟‬    فتوح أساسي ومركز جديد لبنتايك.. تشكيل الزمالك لودية إيسترن كومباني    "على العين والرأس".. شوبير يعلق على اختلاف رأي حسام حسن بشأن محمد صلاح    "أتمنى أن يكون معنا في معسكر نوفمبر".. الركراكي يتحدث عن إصابة بونو    ظهور بوكيتينو الأول.. أمريكا تعود للانتصارات بالفوز على بنما وديا    منتخب إنجلترا ضيفا ثقيلا على فنلندا في دوري الأمم    مصابون ووفاة.. ننشر أسماء ضحايا حادث قطار المنيا    أمطار رعدية اليوم.. الأرصاد تكشف حالة الطقس وموعد انخفاض درجات الحرارة    من هم المتهمون ال6 ب سرقة أجهزة تابلت وزارة التعليم؟    13 نصيحة للاستفادة من الواجبات اليومية والتقييمات الأسبوعية لطلاب المدارس    الخميس.. فرقة مقام الفلسطينية تشارك في مهرجان الموسيقى العربية    بالأسماء.. رئيس جامعة القاهرة يصدر قرارات جديدة لشغل عدة مناصب    رئيس جامعة بنها يفتتح معرض دار المعارض للكتاب    القاهرة الإخبارية: الاحتلال يفرج عن 12 أسيرا فلسطينيا بجنوب قطاع غزة    تطورات درامية مفاجئة في "برغم القانون": هل تكشف الحلقات القادمة أسرارًا جديدة؟    أسباب انتشار تطبيقات المراهنات في المجتمع    إجراء عمليات معقدة بمستشفى بئر العبد المركزي تحت إشراف فريق طبي متخصص    استقرار أسعار اللحوم اليوم الأحد 13 أكتوبر    احذر صديقك ألف مرة.. تطور جديد في مقتل شاب بالسلام    إصابة 7 سائحين ومصري في تصادم سيارتين بطريق الغردقة رأس - غارب    رئيس التخطيط القومى يشارك بجلسة ضمن فعاليات المنتدى الإقليمى للبيانات    رد حاسم من وكيل القندوسي على مفاوضات الزمالك بعد قرار الأهلي    من الميلاد حتى الاستشهاد.. السادات أشجع الشجعان بطل الحرب والسلام.. للسادات وجوه كثيرة    العرابي: دول إفريقيا تثق في جهود مصر من أجل تعزيز السلم والأمن    تشريح جثامين زوجين وأبنائهم الثلاثة المتوفين في حادث تسرب غاز بالعاشر من رمضان    فرح الرافعى مؤسسة «فيلم ماى ديزاين» أول مهرجان للتصميم فى الشرق الأوسط: هدفنا سرد قصص ملهمة عن التصميم والعمارة من خلال الأفلام    «تُضيع الوقت».. تحرك برلماني لإلغاء التقييمات الأسبوعية للطلاب: هل هذا هو المنهج الجديد؟    رسائل تفتيش الحرب المهمة وتحية لأبطال القوات الجوية    هل اقترب بلعيد من الانضمام إلى الزمالك؟.. مفاجأة كبرى    لهذا السبب.. جان رامز يتصدر تريند "جوجل"    الأوراق المطلوبة لاستخراج القيد العائلي وخطواته إلكترونيًا لعام 2024    تعرف علي مواقيت الصلاة اليوم الأحد 13-10-2024 في محافظة البحيرة    إسرائيل تحت وابل من 320 صاروخًا خلال "عيد الغفران"    عالم أزهري: إعصار ميلتون هو جند من جنود الله ضرب أمريكا    القرآن الكريم| نماذج من البلاغة في كتاب الله    اقتربت من هدفك.. حظ برج الجوزاء اليوم 13-10-2024    اللهم آمين| من دعاء الصالحين ل «الفرج والرزق والشفاء»    الاحتلال يستخدم روبوتات لتفجير منازل في غزة    قد تؤدي إلى التسمم.. 5 أطعمة ممنوع حفظها في باب الثلاجة    الدبوماسي محمد غنيم يسلم أوراق اعتماده كسفيراً لمصر في فنلندا    «الأزهر»: نسعى لإدخال الروبوتات الجراحية وتقنيات الذكاء الاصطناعي ل«المستشفيات»    نجم الأهلي السابق: عمر كمال أفضل من لاعب منتخب مصر    الصحة تكشف تفاصيل المرحلة الثانية من التأمين الصحي الشامل    تصل ل 9100 جنيه.. تفاصيل زيادة أسعار الانتقال بسيارات الإسعاف والفئات المعفاة منها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فى حضور نخبة من الخبراء.. نحلل: قراءة استراتيجية لخريطة الصراع فى المنطقة

مر عام على ما سُمى ب«طوفان الأقصى»، الكل يريد أن يعلم أين نحن وإلى أين نتجه، تطورات الأحداث الإقليمية ما قبل هذا التاريخ تختلف تمامًا عما بعده، لذا نظمنا هذا النقاش الثرى الذى أكتفى فيه بدور يقل عن دور المذيع أو الشخص الذى ينظم النقاش، لأن الكوكبة التى فى ضيافتنا تستدعى من الجميع الإنصات لقراءتهم التحليلية والاستراتيجية، وبما أن حوارنا يأتى فى خضم الاحتفالات بنصر أكتوبر العظيم، أتقدم بالتهنئة لكل شعب مصر العظيم وقواتنا المسلحة الباسلة وقيادتنا السياسية الوطنية بمناسبة العيد الحادى والخمسين لنصر أكتوبر، الاحتفالات الشعبية بنصر أكتوبر هذا العام ملفتة ومبهرة، وحضور روح أكتوبر فى الوجدان المصرى يجعل هناك حالة من الاطمئنان: «الشعب المصرى يحتضن بلده جيدًا ويستدعى عمقه الحضارى دائمًا فى لحظة الضرورة».
موقف مضطرب للاحتلال
قال اللواء أركان حرب الدكتور وائل ربيع، مستشار مركز الدراسات الاستراتيجية بالأكاديمية العسكرية، إن إسرائيل بعد عام من حربها على غزة، تواجه موقفًا فى منتهى الصعوبة، فهناك قصفات صاروخية من الجنوب والشمال، مردفًا: «إسرائيل فى موقف سياسى مضطرب، وعسكرى مضطرب، إسرائيل غير قادرة على اتخاذ قرار استراتيجى حاليًا، ولدىَّ قناعة بأن إسرائيل غير قادرة على فتح جبهتين فى توقيت واحد»، مضيفًا إن مصر لديها موقف ثابت من القضية الفلسطينية ولم يتغير على مدار التاريخ، كما أن القاهرة لها مبدأ هو إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 4 يونيو عاصمتها القدس الشرقية، وأعلنت عن ذلك أكثر من مرة القيادة السياسية ووزير الخارجية، وكل القيادات فى مصر لديها قناعة بذلك، مشيرًا إلى أن أول من تحدث عن موضوع تهجير الفلسطينيين هو الرئيس عبدالفتاح السيسى بعد مرور يوم على العمليات فى «طوفان الأقصى»، وعندما بدأت إسرائيل فى تهجير الفلسطينيين من الشمال للوسط ومن الوسط للجنوب وتعيدهم مرة أخرى للشمال، بدأت حينها القيادة السياسية المصرية تضع إنذارًا بأن هناك تهجيرًا للفلسطينيين، لذلك رفضت القيادة بشدة تهجير الفلسطينيين سواء لسيناء أو أى دولة خارجية أخرى.
سيناريو 2006
ويرى اللواء أركان حرب الدكتور وائل ربيع، أن الوضع الذى يشهده لبنان حاليًا هو المشهد ذاته فى 2006، حيث شهد ضربات نيرانية وجوية، وعندما بدأت تدخل إسرائيل بالقوات البرية للجنوب اللبنانى، تعثرت وتكبدت خسائر كبيرة للغاية، مضيفًا إن هناك شواهد بأنه منذ 2006 وحزب الله يجهز الجنوب اللبنانى سواء من كمائن وخنادق وأنفاق وتسليح، بالتالى الدخول البرى أو جراحة اليوم الواحد لن تكون كذلك، بل ستحدث إطالة أكثر من ذلك، متابعًا: «خسائر القوات البرية الإسرائيلية لن تكون بسيطة، فعندما دخل اللواء الجولانى، والذى يسمى بلواء النخبة، فى شمال أصبع الجليل فى منطقة العديسة وكفر كلا تكبد خسائر كبيرة للغاية، وهذا يعطى مؤشرًا بوجود تجهيزات لحزب الله فى هذه المنطقة بشكل جيد، بالتالى الفترة المقبلة ستشهد تصعيدًا من الجانب الإسرائيلى لأنه لن يرضى بإخلال قدرته الاستراتيجية فى الجنوب اللبنانى، وسنشهد تصعيدًا نيرانيًا غير طبيعى لإحداث خلخلة فى دفاعات حزب الله، والموضوع سيطول ولن يكون سهلًا».
الإبادة الجماعية فى غزة
أكد «ربيع» أن إسرائيل بعد عملية «طوفان الأقصى» التى قامت بها حركة حماس فى 7 أكتوبر الماضى قررت تحقيق عدد من الأهداف من خلال عملياتها العسكرية أطلقت عليها «السيوف الحديدية»، مشددًا على أن «السيوف الحديدية» للجيش الإسرائيلى كان هدفها القضاء على قدرات حركة حماس وتأمين مستوطنات غلاف غزة، وهو الهدف الظاهر للجميع، إلا أن ما حدث فعليًا هو أن إسرائيل نفذت إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة، ولم يتبقَّ من غزة شيء آمن، منوهًا إلى أن قطاع غزة لم يعد به بنية تحتية أو مدارس أو جامعات، مؤكدًا أن مصر لديها قناعة بضرورة وجود سلطة فلسطينية واحدة تضم كل الشعب الفلسطينى.
طوفان الأقصى
وأشار اللواء أركان حرب الدكتور وائل ربيع، إلى أن حماس والجهاد الإسلامى وجميع حركات المقاومة ليس من ضمن مبادئها حل الدولتين ولا تؤمن بهذا الأمر، موضحًا أن من يؤمن بحل الدولتين هو السلطة الفلسطينية وباقى دول العالم، مضيفًا: «حماس تريد دولة فلسطينية على كامل الأرض الفلسطينية، حركة حماس من طوفان الأقصى وما حدث من تحركات ضد جيش الاحتلال الإسرائيلى أحيت القضية الفلسطينية»، موضحًا أن الفترة ما قبل «طوفان الأقصى» كانت وصلت القضية الفلسطينية لمرحلة الكلام فيها نادرًا على المستوى الدولى وبدأت عمليات تطبيع، وبدأت الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل تتخذان موقفًا يسمى «السلام الاقتصادى»، مؤكدًا أن مصر تتمسك دائما بمبدأ حل الدولتين وأن تقام دولة فلسطينية مستقلة على حدود 4 يونيو وعاصمتها القدس الشرقية، ولكن الفترة الحالية ليست هناك وحدة فلسطينية تستطيع العمل لحل الدولتين.
إيران وإسرائيل
فيما قال اللواء أركان حرب الدكتور إبراهيم عثمان، الخبير الاستراتيجى ونائب أمين عام مجلس الدفاع الوطنى سابقًا، إن الموقف الإيرانى - الإسرائيلى يتصاعد حاليًا، وكل من الطرفين حذر؛ لأن السلبيات على الطرفين ستكون كبيرة، موضحًا أن إيران حاليًا تنتظر ردَّا من إسرائيل، مضيفًا: «إسرائيل تتحسب من تنفيذ ضربة لكنها ترغب فى ذلك.. تتحسب نتيجة ضغوط أمريكية»، موضحًا أن الرد الإسرائيلى سيكون على بعض الأهداف، وقد يكون فى البداية أهدافًا نفطية وستؤثر على النفط العالمى، متابعا: «حال توجيه إسرائيل ضربات لأهداف نفطية إيرانية سيتأثر النفط عالميًا والولايات المتحدة تحذر من هذا الأمر».
مفاعلات إيران النووية
وأكد «عثمان» أن الرد الإسرائيلى على إيران قد يكون باستهداف منشآت نووية أو المفاعل النووى، مضيفًا: «لازم أمريكا تشترك بقوة لأن أغلب المفاعلات النووية المؤثرة موجودة على أعماق 80 مترًا فى مناطق جبلية والقنابل التى تستخدمها إسرائيل لا تستطيع أن تصل إلى المفاعلات النووية الإيرانية»، مشددا على أن القنابل الإسرائيلية لا تستطيع أن تصل إلى المفاعلات النووية الإيرانية إلا إذا كانت كميات القنابل أكبر بمعاونة أمريكية أوروبية لتوجيه ضربة لإيران تستهدف المفاعلات النووية نفسها، متابعًا: «المنشآت البحثية التابعة لإيران فوق سطح الأرض يمكن استهدافها من قبل الجيش الإسرائيلى أو استهداف شخصية إيرانية من خلال اتباع سياسة الاغتيالات.. الجيش الإسرائيلى برع فى هذه السياسة خلال الشهور الماضية».
الفصائل الفلسطينية موحدة
ويرى اللواء أركان حرب الدكتور إبراهيم عثمان، أن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية الثلاثة ليست بالقوة الكاملة، موضحًا أن أغلب الاغتيالات الإسرائيلية كانت من نصيب حزب الله؛ لأنه يختلف عن الفصائل الفلسطينية، متابعًا: «الأمر خاص بتسريب معلومات.. حزب الله مثلما يقاوم فى الجنوب اللبنانى له جبهات مضادة ويختلف عن المقاومة الفلسطينية»، مضيفًا: «رغم أن فصائل المقاومة الفلسطينية بينها بعض الاختلافات البسطية، إلا أنهم موحدون فى عامل واحد صحيح ضد الاحتلال الإسرائيلى»، مشددًا على أن حزب الله مختلف مع الحكومة اللبنانية وبعض جماعات المقاومة داخل لبنان، ومتداخل فيها عناصر لمقاومات أخرى كالعراقية والسورية، مواصلا: «إسرائيل استخدمت التكنولوجيا مثلما حدث فى تفجير أجهزة البيجر لحزب الله وتمكنوا من الوصول للقيادات الوسطى»، مشددًا على أن الاحتلال يركز على القيادات؛ لأنه وجد حزب الله بقوة كبيرة فى الفكر واستخدام المعدات البسيطة ولديه صواريخ جاهزة للوصول لإسرائيل، متابعًا: «الاحتلال عرف أن الفكر لعمليات حزب الله يأتى من القيادات وركز على القيادات، وأراد فصل الرأس لحزب الله عن الجسد».
عقيدة حزب الله
وأشار «عثمان» إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلى ركزت فى استهداف حزب الله اللبنانى على نقطة المعدات، من خلال الاستعانة بالقوات الجوية لاستهداف وقصف منصات الصواريخ، مشددًا على أن إسرائيل لا يمكنها تدمير عقيدة عناصر حزب الله وهى رأس المثلث، مؤكدًا أن مقاتل حزب الله اللبنانى يستخدم أرضه ويجهزها للقتال، وأن قوات حزب الله أميز من إسرائيل فى الفرد المقاتل وأيضًا القدرة بشكل أكبر على استخدام المعدات، مضيفًا: «7 أيام للفرقة 98 قوات خاصة بالجنوب اللبنانى ولم تتمكن من إحداث نجاحات.. وتم نقل اللواء الجولانى من غزة لجبهة الشمال فى محاولة لخلخلة دفاعات حزب الله اللبنانى»، موضحًا أن القوات الإسرائيلية تحارب فى جنوب لبنان ولم يتمكنوا من التوغل إلا إلى 500 متر فقط، منوهًا إلى أن معدلات القتال فى المناطق الجبلية نصف كيلومتر فى الساعة، وكان من المفترض وصول قوات الجيش الإسرائيلى لأطول نقطة فى النهر الليطانى ولكن المقاومة أوقفته ولم يستطع تحقيق النجاحات، متابعًا: «صعب أن يهاجم جيش الاحتلال بالفرقة 91 مع الفرقة 98 فى الجنوب اللبنانى.. لأن النطاق الجبلى ضيق جدًا وستكون الفرقة 91 لتدعيم العمليات العسكرية»، موضحًا أن الاستعانة بالفرقة 91 فى الجنوب اللبنانى ضعف إسرائيلى سواء فى الاستخبارات أو القتال على الأرض.
اتساع رقعة الحرب
وتحدث اللواء أركان حرب الدكتور إبراهيم عثمان الخبير الاستراتيجى ونائب أمين عام مجلس الدفاع الوطنى سابقا، عن تداعيات استمرار العدوان الإسرائيلى على أكثر من نقطة فى المنطقة واتساع رقعة الحرب، قائلًا: «التداعيات سلبية تمامًا، وستكون هناك تداعيات سياسية خطيرة على العلاقات بين جميع دول الشرق الأوسط وعلى علاقاتها بباقى المجتمع الدولى، خاصة المجتمع الغربى من ناحية أخرى»، متابعًا: «هناك تداعيات اقتصادية، إذ تؤول الحالة الاقتصادية إلى الأضعف، وهناك تداعيات عسكرية خطيرة وهى زيادة التسليح فى أيدى الفاعلين من غير الدول والحكوميين، وهذا الأمر سيؤدى إلى زيادة العمليات الإرهابية مستقبلًا ما لم يتخذ المجتمع الدولى شيئًا يحد من هذا الموضوع»، مواصلًا: «تدخل إيران شىء مستبعد، لأنها حتى عندما تنفذ ضربة ضد إسرائيل فى مواقف معينة، فإنها تنفذ ضربات محسوبة، إذ يحيط بها تهديدات من جانب إسرائيل وتحديات اقتصادية خطيرة، وتحديات تتعلق بعدم قبولها من المجتمع الغربى بشكل عام نتيجة مشروعها النووى».
تغيير الموازين فى الجنوب اللبنانى
ويرى الخبير الاستراتيجى أن قوات الاحتلال الإسرائيلى فى الجنوب اللبنانى متحسبة من أن يُتخذ أى فرد منها أسيرًا، وهو ما يعطلها فى الهجوم بعض الشىء، مضيفًا إن حزب الله لو نجح فى أسر بعض الجنود الإسرائيليين ستتغير الكفة بعض الشىء حاليا، وكذلك، إن استطاع تنفيذ عملية مضادة، بحيث يشن هجومًا فى قطعة معينة ولو لفترة صغيرة مثلما حدث فى 7 أكتوبر، متابعًا: «إن نجح حزب الله فى تنفيذ عملية مضادة سيغير الموازين فى جنوب لبنان، وإسرائيل متحسبة من هذا الموضوع، لذلك، فقد قامت بفرض حصار بحرى وبرى قوى، وحصار من جهة سوريا لعدم الحصول على الدعم من ناحية الجنوب».
إلغاء القضية الفلسطينية
وأشار «عثمان» إلى أن تداعيات ما يحدث فى قطاع غزة على القضية الفلسطينية سلبية، وأن الهدف السياسى الرئيسى الحالى لإسرائيل هو إلغاء القضية الفلسطينية برمتها واحتلال قطاع غزة لفترة طويلة قادمة قد تصل إلى سنين، مضيفًا: «فى الوقت ذاته، تلاشت فى الضفة الغربية الفواصل بين المنطقة أ والمنطقة ب والمنطقة ج، وأصبحت ثكنة عسكرية كاملة لقوات الاحتلال الإسرائيلية، سواء قوات عسكرية أو قوات حرس حدود أو القوات الأمنية والشرطة فى الضفة الغربية»، متابعًا: «الأسبوع الماضى، ضربت قوات الاحتلال شمال غزة وطلبت من السكان التوجه للوسط والجنوب، أى أنها تريد تكرار تهجير الشمال مرة أخرى، وهو ما سيشكل تأثيرات أخرى جديدة على المنطقة حاليا».
الهوية الإفريقية والبعد الآسيوى
قال اللواء الدكتور أيمن عبدالمحسن، المتخصص فى الشأن العسكرى والاستراتيجى، إن الدولة المصرية هى دولة عربية تحافظ على هويتها الإفريقية وتعتز ببعدها الآسيوى، مضيفا إن الدولة المصرية اعتبارًا من 2014 كانت تنتهج سياسة خارجية نشطة وواعية تستهدف فى الأساس تحقيق المصالح المصرية، مشيرًا إلى أن الدائرة الإفريقية بصفة عامة ومنطقة القرن الإفريقى بصفة خاصة تحمل أهمية وبعًدا رئيسًا للسياسة الخارجية المصرية لعدة اعتبارات، مؤكدًا أن هذه الاعتبارات هى الأمن القومى المصرى والمصالح المصرية، والروابط التاريخية والجغرافية لمصر مع الدول الإفريقية، والحفاظ على الهوية الإفريقية لمصر، لافتًا إلى أن الاتفاق والتعاون العسكرى المصرى- الصومالى يستهدف الحفاظ على وحدة الأراضى الصومالية والحفاظ على المصالح الاستراتيجية لمصر.
إثيوبيا وتقسيم الصومال
ويرى «عبدالمحسن» أنّ إثيوبيا تعمل على زعزعة الاستقرار فى الصومال وتقسيمها لتحقيق رغبتها فى الوصول إلى البحر الأحمر عبر المياه الإقليمية الصومالية، مضيفًا: «إثيوبيا عقدت مذكرة تفاهم غير قانونية مع أرض الصومال، وأرض الصومال إقليم انفصالى غير معترف به، وبالتالى، لا يجوز لدولة أن تنتهك سيادة دولة أخرى فى عقد اتفاق غير قانونى أو غير ملزم مع أحد الأقاليم التى تدعو إلى الانفصال»، متابعًا: «إثيوبيا وعدت أرض الصومال بأن تعترف باستقلال هذا الإقليم فى مقابل سماح أرض الصومال بتخصيص مساحة منها تصل إلى 20 كم مربعًا على البحر الأحمر من الأراضى الساحلية التابعة لدولة الصومال، وستستخدمها إثيوبيا كميناء تجارى وقاعدة عسكرية»، مشيرًا إلى أن إثيوبيا تريد أن تستأجر ميناء بربرة، رغم أنها تعانى من أزمة اقتصادية كبيرة، ومنذ عامين لم تستطع توفير حصتها الاستثمارية فى هذا الميناء، كما أنها دولة متخلفة عن سداد مستحقاتها المالية.
التعنت الإثيوبى فى أزمة السد
وأشار «عبدالمحسن» إلى أنّ هناك توترات بين الصومال وإثيوبيا فيما يتعلق بالتفاوض بشأن السد الإثيوبى، مضيفا إن الدولة المصرية على مدار 13 سنة من التفاوض مع إثيوبيا كانت حريصة على محاولة الوصول لاتفاق قانونى ملزم بشأن السد، متابعًا: «نتيجة التعنت الإثيوبى والمماطلة الإثيوبية وعدم توافر الإرادة السياسية الإثيوبية لم يتم التوصل إلى اتفاق ملزم، وجرى عقد اللجنة الثلاثية بين مصر وإثيوبيا والسودان فى سبتمبر 2014 ولم تحقق أى نتائج على مدار 3 سنوات، وفى عام 2017 عرضت الدولة المصرية اقتراحًا بمشاركة البنك الدولى لدراسة الآثار على دولتى المصب، ولكن كان هناك تعنت ورفض إثيوبى»، مواصلا: «تم الإعلان رسميا أن المفاوضات وصلت إلى طريق مسدود، وحاولت مصر مقابلة هذا التعنت الإثيوبى بالهدوء والصبر والحكمة لاحتواء الموقف ومحاولة التوصل إلى اتفاق ملزم».
التعاون العسكرى المصرى - الصومالى
ونوه اللواء الدكتور أيمن عبدالمحسن، إلى أنه خلال زيارة الرئيس الصومالى حسن شيخ محمود، للقاهرة فى 14 أغسطس تم عقد لقاء قمة مع الرئيس عبدالفتاح السيسى، وأسفر هذا اللقاء عن عدة مخرجات، من بين ما أسفر عنه لقاء القمة تأكيد القيادتين على الروابط التاريخية والتحالف الاستراتيجى بين الدولتين، والتأكيد على الموقف المصرى الداعم للصومال الذى يحذر من المساس بالسيادة الصومالية، كذلك توقيع اتفاق التعاون العسكرى، موضحا أن التعاون العسكرى هو اتفاق لدعم القدرات الوطنية الصومالية فيما يتعلق بالتأهيل والتدريب والإمداد بالمعدات العسكرية، فضلا عن معاونة الصومال فى محاربة الإرهاب.
السيادة الصومالية
وأكد «عبدالمحسن» أنه وبناء على طلب من القيادة الصومالية تم الاتفاق على مشاركة مصر فى بعثة الاتحاد الإفريقى فى الصومال لحفظ الأمن والاستقرار، مضيفا أن هذا الطلب مشروع من الدولة الصومالية لصالح مشاركة مصر فى هذه البعثة، حيث إن الصومال دولة مهمة بالنسبة لمصر، مشددًا على أن مصر أعلنت فى سياستها التحذير من المساس بالسيادة الصومالية لأن الصومال من ضمن دول منطقة القرن الإفريقى التى تحظى بأهمية خاصة للأمن القومى، على اعتبار أن هذه المنطقة يتواجد فيها أهم الممرات الملاحية العالمية، والبحر الأحمر الذى يربط بين القارات الثلاث آسيا وإفريقيا وأوروبا، علاوة على ربط الخليج العربى بالمحيط الهندى وخليج عدن ومضيق باب المندب.
أهداف إسرائيل غير المعلنة
ومن الأزمة الإثيوبية إلى الأزمة فى غزة ولبنان وأزمة دولة الاحتلال مع إيران يرى اللواء أركان حرب أيمن عبدالمحسن المتخصص فى الشأن العسكرى والاستراتيجى، أن الهدف الذى تسعى إليه إسرائيل دون الإعلان عنه، فى قطاع غزة، هو تدمير القطاع بشكل كامل حتى لا يمثل تهديدًا مستقبليًا وليس حاليًا لإسرائيل، لافتًا إلى أن الهدف ليس هو المعلن بالقضاء على حماس أو السيطرة على القطاع، لكن الهدف الرئيسى الذى تخطط له إسرائيل ولم تعلن عنه هو ألا يمثل القطاع أى تهديد على المدى المنظور والمتوسط، مضيفا إن نفس الهدف تسعى إليه إسرائيل فى جنوب لبنان، فالذى يحدث حاليًا هناك هو العمل على تجنب وجود أى تهديد من الجبهة اللبنانية لمستوطنات إسرائيلية أو سكان شمال إسرائيل، لافتا إلى أنه بالنسبة لإيران فالوضع مختلف، فالقتال ضد طهران عن بُعد، سواء باستخدام الصواريخ أو الطائرات المسيَّرة أو التصريحات الإعلامية المتبادلة، وأسباب تأخير الرد الإسرائيلى على إيران يأتى فى أعقاب عقد اجتماع المجلس الأمنى المصغر لجلستين مطولتين لكى يحسم عملية الرد على إيران، وأن مستخرج هذه الاجتماعات أنهم حددوا بعض النقاط وتركوا الأخرى لوزير الدفاع ورئيس الوزراء الإسرائيلى، وتم تحديده بالرغبة فى هدف استراتيجى ومؤثر لدى إيران، ووضعوا بعض الضوابط من حيث التنسيق الكامل مع أمريكا فى اختيار أو تنفيذ الهدف، موضحا أن الهدف غير المعلن بالنسبة لإيران هو إسقاط نظامها بحسب تصريح رئيس وزراء إسرائيل.
أزمة السودان
وعن الأزمة فى السودان، قال اللواء أركان حرب محمد عبدالمنعم، مدير مركز الدراسات الاستراتيجية السابق ورئيس جهاز الاستطلاع السابق، إنّ الحرب فى السودان لن تنتهى بالقتال، لأن الجيش السودانى أو الدعم السريع لا يمكنهما حسم المعركة، مضيفًا: «قوات الدعم السريع يبلغ قوامها من 80 ألفًا إلى 100 ألف فرد ومسلحة بنحو 10 آلاف مركبة خفيفة لاند كروزر تسليح خفيف، ويمكنها الوصول إلى أى مكان بسهولة وسرعة»، متابعًا: «ولكن، رغم أن قوات الجيش تمتلك من الأسلحة أكثر وقوات جوية وعناصر مدرعة ويبلغ قوامها حوالى 150 ألف فرد بالإضافة إلى قوات دفاع شعبى، لكن التدريب فى الفترة الماضية كان ضعيفا وانشغل الجيش السودانى بالعملية السياسية والاشتراك فى السلطة ولم يهتم بالتسليح والتدريب الكافيين للقوات المسلحة، وكان كل الدعم موجهًا للدعم السريع الذى انقلب عليه بعد ذلك».
مصر وحل الأزمة السودانية
وأكد «عبدالمنعم» أنّ مصر اشتركت فى 10 جولات تفاوضية لحل الأزمة السودانية، لكن لم يتم الوصول إلى حل مع الجيش السودانى وقوات الدعم السريع، مضيفًا: «الفشل حدث لأن قوات الدعم السريع رفضت الاندماج فى الجيش السودانى، والقوات المسلحة السودانية مصرة على أن تُخلى قوات الدعم السريع كل المناطق التى احتلتها وكذلك جميع المساكن المدنية والمنشآت الخاصة التى استولت عليها»، متابعًا: «الطرفان يتصارعان على السلطة بالتعاون مع بعض القوى، فالجيش السودانى مع القوى السياسية بالإضافة إلى بعض العناصر من النظام السابق وهى عناصر إخوانية، وعناصر الدعم السريع مع قبائل الجنجويد، بالإضافة إلى عناصر خارجية هى التى تؤجج الصراع».
شعب السودان ودائرة الفقر
وشدد اللواء أركان حرب محمد عبدالمنعم على أنّ شعب السودان لا يستحق أن يدخل 25 مليون إنسان دائرة الفقر من أصل 48 مليونًا، مضيفًا: «فى السودان، هناك 12 مليون حالة نزوح، بواقع 2 مليون نزوح خارجى و10 ملايين نزوح داخلى، وارتفعت الأسعار 400 % فى جميع السلع»، متابعا: «خسائر السودان فى هذه الحرب التى تجاوزت 500 يوم تتراوح بين 800 مليار دولار وتريليون دولار، وكل ذلك يعود بالكارثة على الشعب السودانى، بالإضافة إلى الخسائر الخاصة والخسائر العامة، وانتشار الأمراض والأوبئة وخسائر البنية التحتية، وكل المؤسسات الاقتصادية تكبدت خسائر».
الحرب النفسية للاحتلال لا ترهب الفلسطينيين
ومن الشأن السودانى إلى الشأن الفلسطينى يرى اللواء أركان حرب محمد عبدالمنعم مدير مركز الدراسات الاستراتيجية السابق ورئيس جهاز الاستطلاع السابق، أن دولة الاحتلال الإسرائيلى تتبع ما يُعرف بعمليات وأسلوب الحرب النفسية، والذى يتخذ عدة صور وأوجه وتنفذها إسرائيل من خلال الإذاعات والتهديد وضربات الإحباط والعمليات الوحشية والضربات الانتقامية وهو ما ظهر فى قطاع غزة وجنوب لبنان، مشددًا على أن إسرائيل تتبع أسلوب العمليات النفسية لكى ترهب سكان وقوات هذا البلد، موضحًا أن ما تراه إسرائيل فى شعبها وسكانها من خوف وذعر وقلق وبكاء أثناء استهدافها بالصواريخ تحاول أن تصدره لسكان هذه الدول، مشيرا إلى أن هؤلاء السكان فى غزة أو لبنان يستقبلون هذا الأسلوب دون خوف؛ لأنهم فى أرضهم وفى وطنهم، مشددًا على أن هذه ليست أراضى الاحتلال، موضحًا أن كل ما تستخدمه إسرائيل من حرب نفسية لا يؤثر فى شعب فلسطين ولبنان.
الوضع فى ليبيا
فيما يرى اللواء أركان حرب أسامة محمود المستشار بكلية القادة والأركان المصرية، أن ليبيا شهدت تناوبًا منذ 2011 أى منذ ثورة «الفتح» ارتباطا بما سمى بالربيع العربى أو الخريف العربى أيا كان مسماه، وسقوط نظام معمر القذافى حتى 2016 حوالى 6 حكومات، بواقع حكومة كل عام أو عام ويزيد قليلا بالشكل النظرى، إلى أن وصلت الأمور لما يعرف باتفاق الصخيرات، أفرز ذلك حكومة فايز السراج عام 2016 لتسيير الأعمال والمسارعة بإجراء انتخابات رئاسية وبداية النهضة فى الدولة مرة أخرى، مضيفا أن القضية الليبية مستقرة، وهذا الاستقرار ليس معناه أنها جيدة، بل يعنى أنه لا تدهور ولا تقدم، وبعد حكومة «السراج» أجريت انتخابات مرة أخرى أفرزت عن عبدالحميد الدبيبة، الذى تولى منصبه فى بداية عام 2021، لعقد انتخابات، والتى كان من المفترض أن تعقد فى ديسمبر عام 2021، مشيرا إلى أنه بعد تولى «الدبيبة» أصبحت الأمور مرتبكة، فحكومة الوفاق الوطنى فى طرابلس عندما أتى دورها لتشغيل حكومة أخرى، لم يتركها «الدبيبة»، بالتالى قرر مجلس النواب فى طبرق تشكيل حكومة جديدة، فأصبحت هناك حكومتان إحداهما فاعلة أكثر وهى فى الشرق، والأخرى يدعمها المجتمع الدولى فى الغرب، والمفرزة عن اتفاق الصخيرات وحتى الآن لم يتم حدوث أى انتخابات رئاسية.
الثقل المصرى والتركى
قال اللواء أركان حرب أسامة محمود المستشار بكلية القادة والأركان المصرية، إن مصر وتركيا قوتان متوازنتان لهما ثقلهما فى الإقليم، سواء فى إفريقيا أو أوروبا، وبعد حوالى 10 سنوات من حالة الجمود الذى انتهى بزيارة الرئيس التركى رجب طيب أردوغان لمصر فى فبراير ثم رد الزيارة من الرئيس عبدالفتاح السيسى فى مارس الماضى، بدأت الدولتان النظر فى شباك واحد، وأعلنتا أن من أهم القضايا المشتركة هى ليبيا، مضيفا إن مصر لديها تعاون وثيق مع الشرق الليبى واتصال مع حكومة الوفاق فى الغرب، وبالتالى متصلة بالطرفين، بينما تركيا اتصالها أكثر بغرب ليبيا، لافتا إلى أن وزير الخارجية التركى صرح بأن بلاده على وشك أن تفتتح سفارتها فى بنغازى، مشيرا إلى أن مصر وتركيا من خلال عدة مجالات يمكنهما أن تنجحا فى هذا الموضوع، فى المجال السياسى على سبيل المثال، ومن خلال ثقل الدولتين يمكن رأب الصدع السياسى وتمرير العملية السياسية ومصالحة الأطراف، وفى المجال العسكرى يمكن توحيد الجماعات المسلحة المتناثرة والمترامية فى شرق ليبيا وغربها وجنوبها.
هدف حماس من 7 أكتوبر
وعن الأزمة فى غزة يرى اللواء أركان حرب أسامة محمود أن الهدف من 7 أكتوبر الماضى فى تقديره الشخصى أن حماس سعت فيما يعرف باسم عملية تبييض السجون، حيث يفترض أن يكون هناك أسرى من حركة حماس يتعدى عددهم 4 آلاف أسير بالسجون الإسرائيلية، وكانت هناك عملية ناجحة لتبادل الأسرى فى عام 2011، بأسير واحد إسرائيلى استطاعوا تحرير أكثر من 1000 أسير، ويحيى السنوار كان من ضمن هؤلاء الأسرى، مضيفًا: «إذا كان اختطاف 252 أو 262 جنديا عملية كبرى، وهى عملية محسوبة ومدبرة بشكل ممتاز، هذا هو الهدف منه، فهل كان له سيناريو آخر إن حصل أو حدث مثلما حدث من حكومة نتنياهو بعدوان غاشم دمر أكثر من 75 % من البنية الفوقية للقطاع»، متابعا: «حماس بعد 7 أكتوبر تسعى وراء هدنة، بعدما كان الموضوع اكتساب مكاسب وراء الأسرى، وحتى الهدنة التى ستقر يمكن ألا تعطى نفس المكاسب التى تصورها السنوار، لذلك من يخطط استراتيجيًا عليه أن يضع لهذا التخطيط بديلًا أولًا وثانيًا، فإن تطورت الحالة وتدهورت لا بد أن أتوقف فى مرحلة معينة وأقول: يكفى هكذا ونأخذ المسار الآخر الذى يعد مدروسًا ونتائجه مرتقبة».
صراع الشرق الأوسط والرئيس الأمريكى
ونوه «المستشار» إلى أن مشهد الصراع فى الشرق الأوسط لن ينتهى مع بداية تنصيب الرئيس الأمريكى الجديد سواء دونالد ترامب أو كامالا هاريس، لأن تداعيات الحرب واتساعها جعلت لها أبعادًا أخرى، ومع دخول أطراف أخرى للمعركة مثل إيران لم يصبح الأمر بهذه السهولة، وعندما أتت إيران بالرئيس الإصلاحى كانت له وجهة نظر فى فتح علاقات مع الغرب مرة أخرى، لكن فسد هذا الأمر، مضيفا إن خطاب بزكشيان فى الأمم المتحدة يشير إلى أنه رغب فى إعادة رسم الدبلوماسية الإيرانية والعلاقات السياسية الخارجية بشكل جيد، خاصة أنه فاز على حساب شخص محافظ، مشيرا إلى أنه كانت هناك فكرة فى إعادة ضبط المسار الإيرانى مع العالم الغربى، وأمد الحرب لن ينتهى بالضرورة أو إلى حد بعيد مع تولى رئيس جديد للولايات المتحدة، سيرث من الرئيس السابق ملفًا فى منتهى الثقل وعبئه شديد على محاولة فك خيوطه وإصلاحه بعد تدهور الحالة وتداعٍ حاد وسريع فى الموقف لا يبشر بخير أو ينذر بأى بادرة أمل فى المستقبل القريب.
حركات المقاومة المسلحة
أكد العميد الدكتور طارق العكارى، المتخصص فى الاقتصاد العسكرى، أن الفكرة من تواجد التنظيمات المسلحة فى فلسطين ولبنان وسوريا وليبيا والصومال والعراق واليمن هى أن هذه الدول قائمة على أن بها حركات مقاومة مسلحة، موضحًا أن حركات المقاومة المسلحة تحتاج الفكرة والبيئة الحاضنة لها والتمويل واستمراريته وتحتاج آلية لاستقطاب الشعب، مشددًا على أن الأساس فى وجود الحركات المسلحة هو وجود فكرة براقة وشعار يستقطب من خلاله المواطنين، منوهًا بأنه لا توجد حركة مقاومة مسلحة فى الدول التى تم ذكرها أو فى أى دولة أخرى بها جيش قوى، منوهًا إلى أن الجيش النظامى القوى لا يسمح بحركة مقاومة مسلحة بالداخل، مشيرا إلى أنه فى البيئة الحاضنة لقيام حركات المقاومة المسلحة لا بد أن يكون بهذه الدول جيش ضعيف، مؤكدًا أن التنظيمات المسلحة التى تقوم فى بعض الدول تكون برعاية أجهزة استخبارات دول أخرى وهى التى ترعى التمويل فى فترة نشأة هذه التنظيمات، متابعا: «الطرف الممول هو من يقرر المستهدفات وليس الطرف المستفيد من التمويل كحزب الله أو الحشد الشعبى فى العراق أو حركات المقاومة الفلسطينية أو الحوثيين».
الدعم الأمريكى اللامحدود لدولة الاحتلال
ويرى العميد الدكتور طارق العكارى، أنّ إسرائيل لو كانت بمفردها فى مشهد الصراع بالمنطقة لما استمرت فى الحرب 3 شهور، فى ظل الدعم اللامحدود من الولايات المتحدة الأمريكية ووجود مؤسسة تنمية إسرائيل التى اقترضت من أمريكا أكثر من 17 مليار دولار فى أول 6 شهور، مضيفا: «الدول عندما تقترض، فإنها تحصل على القروض من صندوق النقد أو البنك الدولى، ولكن إسرائيل هى الوحيدة التى لديها مؤسسة يمكنها إصدار سندات مثل الحكومة»، متابعًا: «هناك 20 مليار دولار وقع عليها الرئيس بايدن و7 مليارات دولار أخرى حصلت عليها إسرائيل، بالإضافة إلى 50 ألف طن أسلحة وأكثر من 700 رحلة جوية، أى أننا نتحدث عن دولة يمكننا القول بأنها الولاية الخامسة والخمسون فى الولايات المتحدة الأمريكية».
إسرائيل لا تتصرف كدولة
ونوه «العكارى» إلى أنّ إسرائيل لا تتصرف كدولة، لكنها أقرب ما تكون إلى الحركات والميليشيات، من حيث تنفيذ عمليات القتل والاغتيالات، مضيفًا: «كل التصريحات التى قيلت فى أمريكا على لسان السياسيين والدبلوماسيين حصل عكسها، بايدن قال إن الصفقة أصبحت جاهزة ولم تتم حتى الآن، وطلب عدم التدخل البرى، ولكن هذا الأمر يتم العمل عليه»، متابعًا: «إذا ما تم ضرب مصافى النفط فى إيران، فإن إيران تنتج نحو مليون و880 ألف برميل يوميا والمشترى الرئيسى منها الصين، وإذا قلت هذه الكمية، سيحدث عجز فى السوق العالمية، والصين ستشترى من نفس السوق التى تشترى منها كل الدول، وسيحدث ارتفاع فى الأسعار»، مؤكدا: «إذا حدثت ردة عكسية من إيران على آبار الغاز فى إسرائيل، فإن العالم كله سيعانى من أزمة كبيرة جدا، والجميع خاسر مما يحدث من الحرب».
تأخر رد الاحتلال على إيران
وأشار «العكارى» إلى أن تأخر الرد الإسرائيلى على إيران سببه أنّ إسرائيل ستواجه لأول مرة دولة ذات سيادة، موضحًا: «طوال الوقت تواجه ميليشيات لا قوات جوية أو دفاع جوى، فقد دخلت اليمن بلا دفاع جوى أو جيوش ذات سيادة، وغزة، ولا توجد جبهة دخلها الاحتلال دون أن يكون لديه أى نوع من أنواع المقاومة»، مضيفا إنه فى حالة حدوث ردود متبادلة بين إسرائيل وإيران، فإن الاحتلال سيخسر قوات، متابعا: «الطيران لن يكون فى نزهة، وحتى فى وجود الحاضنة الأمريكية، فإنه سيتكبد خسائر»، وفى حالة حدوث مواجهة بين إيران وإسرائيل، فإننا نتحدث عن مواجهة بين السلاح الأمريكى والدفاعات الروسية، وإيران حصلت على منظومة s400 وs300.
1
2
3
4


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.