تواصلا مع عشاق سيناء من علماء مصر.. تلقيت رسالة من الصديق الأستاذ الدكتور نادر نور الدين محمد الأستاذ بكلية زراعة القاهرة.. وعفوا عزيزي القارئ.. نظرا لأهمية كلمات العالم المصري في شئون الزراعة.. سأنشر الرسالة بالنص: تعد سيناء هي المنطقة الأنسب والأقرب التي يمكن أن يبدأ بها تنفيذ قرار مجلس الوزراء والخاص بالبدء في إنشاء المدن المليونية التي تساهم في إعادة توزيع السكان علي المعمور المصري وتستوعب نسبة من الزيادة السكانية التي ضاقت بها أراضي الوادي والدلتا. ويساعد علي إنجاز هذا التوجه ضرورة سرعة الانتهاء من الأجزاء المتبقية من ترعة تنمية شمال سيناء بقسميها السلام وجابر، والتي تصل بالمياه إلي وادي العريش مع ضرورة التفكير في إيصالها بعد ذلك حتي مدينة رفح المصرية الحدودية. هذه الترعة سوف تكون السبب الرئيسي في توطين أكثر من 3 ملايين نسمة في منطقة شمال سيناء كما هو في المخطط الاستراتيجي لتعمير سيناء بزراعة 400 ألف فدان من الأراضي الخصبة الصالحة للزراعة الفورية بمجرد إطلاق المياه في ترعة الشيخ جابر داخل أراضي سيناء يمكن أن تصل إلي 500 ألف فدان حتي رفح. لنا الأسوة في ذلك في مدينة الإسماعيلية والتي لم تكن موجودة علي الخريطة المصرية حتي 200 سنة ماضية ولكن قرار شق ترعة الإسماعيلية لتوصيل المياه إلي مدن القناة وما خلقه من مجتمع زراعي علي جانبي هذه الترعة خُلق من العدم أضاف إلينا مجتمعات مستقرة ومنتجة في الإسماعيلية والتل الكبير وأبوصوير والعباسة وحتي مدينة بلبيس تحولت من صحراء بلبيس إلي مدينة كبري زراعية وصناعية وتجارية وذلك بفضل المياه العذبة والتوسع الزراعي والذي تدين لها بالفضل جميع المدن المصرية والتي تعد وحدها هي القادرة علي الإعمار والاستقرار والتوطين. فقد جربنا من قبل فضل إنشاء الطرق والسكك الحديدية لإعمار مناطق بعينها مثل طريق القاهرةالسويس أو طريق الإسكندرية مرسي مطروح أو طريق سوهاج وقنا رأس غارب ولكن غياب الزراعة والمياه العذبة كانا أسبابا لعدم إعمار هذه المناطق بالطرق فقط ولذلك كان إنشاء المجتمعات الزراعية وإيصال المياه العذبة من أهم الأسباب للفكر الاستراتيجي المصري بأن سيناء لن تشهد استقرارا إلا بتحويلها إلي مناطق زراعية ومثلما حدث أيضا في التاريخ القريب مع مديرية التحرير شمالا وجنوبا ثم النوبارية والتي أصبحت الآن من المناطق الزراعية والصناعية الواعدة ومعها العامرية وبرج العرب. أراضي شمال سيناء يمكن أن تشهد أول تطبيق عملي للزراعة وما يلزمها من التصنيع الزراعي بإنشاء المجتمعات الزراعية الصناعية Agro-industry لتحقيق الاستفادة القصوي من المنتج الزراعي وزيادة العائد الاقتصادي من وحدة المياه ووحدة التربة عن طريق إنشاء عدة مصانع لتحويل الطاطم إلي صلصلة لاستيعاب نسبة الفاقد من هذا المحصول الحيوي والتي تصل إلي 30٪ من حجم إنتاجها . وللحديث بقية ان كان في العمر بقية [email protected]