في اول ايام عيد الفطر، استمرت اعمال العنف والمواجهات امس بين القوات السورية والمعارضة المسلحة ودارت اشتباكات في مدينة حلب، وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية ان القوات النظامية قصفت ثلاثة مساجد في مدينة الرستن بحمص اثناء تأدية صلاة عيد الفطر. وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان الي مقتل طفل وطفلة من بين ضحايا هذا اليوم الذي يتلقي فيه عادة الاطفال الهدايا. وبينما تحتفل الأمتان العربية الاسلامية بالعيد فإن فرحة اللاجئين السوريين غائبة في ظل البعد عن الوطن وفقدان الأهل. وقد ادي فيه الرئيس السوري بشار الاسد صلاة العيد في احد جوامع دمشق محاطا بعدد من المسئولين لكن في غياب نائبه فاروق الشرع الذي نفت الحكومة السورية انشقاقه وفراره الي الاردن. وذكر موقع العربية الاخباري ان وقت صلاة العيد والخطبة التي سمعها الأسد لم يتجاوز 11 دقيقة، واشار الموقع الي انتشار صورة في صفحات التواصل الاجتماعي حول تسرع الاسد للانتهاء من الصلاة حيث ادار وجهه للتسليم قبل الامام واعتبر ناشطون ان ذلك ناتج عن الخوف والترقب رغم الاجراءات الامنية المشددة واوضح الموقع انه خلافا لعادة آل الاسد في تأدية صلاة العيد في المسجد الاموي بدمشق ادي الرئيس الصلاة في جامع الحمد في منطقة المهاجرين. وقال الامام في خطبة العيد "المؤامرة التي تتعرض لها سوريا والارهاب من قبل تحالف امريكي غربي اعرابي وهابي تكفيري لن تنتصر علي عقيدتنا واسلامنا وعزيمتنا في سوريا".وتزامنا مع تغيب الشرع عن صلاة العيد نقل تلفزيون المستقبل اللبناني- بحسب راديو اذاعة اسرائيل- عن وزير الخارجية السوري وليد المعلم قوله إن الرئيس السوري اصدر الليلة قبل الماضية مرسوما بتعيين الوزير محمد ابراهيم الشعار في منصب نائب الرئيس السوري بعد اعفاء فاروق الشرع من هذا المنصب. في غضون ذلك، طالب (المجلس الوطني السوري) المعارض امس المندوب الخاص المشترك (العربي والدولي) الي سوريا الدبلوماسي الجزائري الاخضر الابراهيمي "بالاعتذار" للشعب السوري بسبب تصريحات قال فيها إنه من السابق لاوانه القول ان كان الرئيس بشار الاسد يجب ان يتنحي. واعتبر المجلس الذي يضم غالبية اطياف المعارضة ان تصريحات الابراهيمي المقرر ان يخلف كوفي عنان في اواخر الشهر الجاري "استهتارا بحق الشعب السوري في تقرير مصيره". ورأي ان منح النظام السوري مزيدا من الوقت "يعني منحه رخصة بقتل عشرات الآلاف الاضافيين من السوريين". وكان الابراهيمي قد قال ردا علي سؤال بإن كان سيطالب الاسد بالاستقالة "من المبكر جدا بالنسبة لي ان أقول هذا. إنني لا اعرف بدرجة كافية ما يحدث". من جهتها، حذرت المنظمة السورية لحقوق الإنسان "سواسية" الابراهيمي من مغبة الانخراط في مهمة عنان بدون تفويضات وصلاحيات من بينها الاستناد للنصوص الملزمة للشرعة الدولية لحقوق الإنسان لفرض مناطق حظر جوي ومناطق عازلة وآمنة للسوريين وذلك تحت التهديد باستخدام القوة بمواجهة النظام السوري. في تطور اخر، ذكرت صحيفة (بيلد ام سونتاج) الالمانية أمس ان عملاء المان تابعين لجهاز المخابرات الفيدرالية الالمانية ينقلون من خلال سفن قبالة السواحل السورية معلومات لمساعدة مقاتلي المعارضة السورية مستعينين بتكنولوجيا تسمح لهم بمراقبة حركة القوات العسكرية حتي عمق 600 كيلومترا داخل البلاد. واوضحت الصحيفة ان العملاء الالمان ينقلون معلوماتهم الي ضباط امريكيين وبريطانيين يقومون بدورهم بتزويد مقاتلي المعارضة بها. واشارت الي ان عملاء المخابرات الالمان ينشطون ايضا في النزاع السوري انطلاقا من قاعدة الحلف الاطلسي في مدينة اضنة التركية. من جانبها، ذكرت صحيفة (صنداي تايمز) البريطانية نقلا عن مسئول في المعارضة السورية ان المخابرات البريطانية ساعدت مقاتلي المعارضة السورية في شن هجمات عدة علي قوات النظام السوري من خلال معلومات بينها ما تعلق بتحركات القوات النظامية وهي في اتجاهها الي حلب. وقال المسئول ان السلطات البريطانية موافقة تماما علي نقل المعلومات السرية من قواعدها العسكرية في قبرص عبر تركيا الي المتمردين في الجيش السوري الحر.