عرض التلفزيون السوري لقطات للرئيس السوري بشار الأسد وهو يؤدي صلاة عيد الفطر في مسجد بدمشق اليوم الأحد في اول ظهور علني له منذ تفجير شهدته العاصمة السورية في يوليو تموز أسفر عن مقتل اربعة من كبار المسؤولين الأمنيين. وأدى الأسد الصلاة يرافقه رئيس الوزراء لكن نائب الرئيس فاروق الشرع تغيب عن الصلاة. وكانت الحكومة السورية قد نفت انشقاقه في اليوم السابق. وفي اللقطات التي عرضها التلفزيون جلس الاسد خلال الخطبة التي وصفت سوريا فيها بأنها ضحية مؤامرة حاكتها الولاياتالمتحدة واسرائيل والغرب ودول عربية لكنها لن "تهزم إسلامنا وايديولجيتنا وإصرارنا في سوريا." ومثل تفجير 18 يوليو بمقر امن الدولة في دمشق ضربة قوية للأسد الذي فقد صهره في الهجوم ثم اشتد القتال مع مقاتلي المعارضة الذين نجحوا في الوصول الى دمشق وحلب. ونفت السلطات السورية امس السبت تقارير أفادت بانشقاق الشرع فيما واصلت قوات الأسد حملة ضد مقاتلي المعارضة وقصفت أجزاء من حلب في الشمال وهاجمت بلدة تسيطر عليها المعارضة في الشرق المنتج للنفط. وقال البيان الذي صدر عن مكتبه وبثه التلفزيون أن نائب الرئيس "لم يفكر في أي لحظة بترك الوطن إلى أي جهة كانت" وذلك ردا على تقارير افادت بمحاولة فرار الشرع الى الأردن. وتخلى عدد من المسؤولين الكبار عن الاسد الذي يكافح حركة معارضة تقودها الاغلبية السنية. ومن المسؤولين الكبار رئيس الوزراء رياض حجاب الذي انشق منذ اسبوعين. وكان أحد أقارب الشرع - ويعمل ضابط مخابرات - أعلن انشقاقه يوم الخميس وهو سني من محافظة درعا التي اندلعت منها الثورة على الأسد. وحرص الشرع (73 عاما) وهو وزير خارجية سابق على عدم الظهور بشكل لافت مع تصاعد الانتفاضة لكنه ظهر الشهر الماضي في جنازة رسمية لثلاثة من كبار المسؤولين الأمنيين في حكومة الأسد قتلوا في تفجير في دمشق. وقال البيان الصادر عن مكتب الشرع إنه يعمل منذ بدء الثورة من أجل الوصول إلى حل سياسي لانهاء إراقة الدماء ورحب بتعيين الدبلوماسي الجزائري المخضرم الأخضر الإبراهيمي كوسيط دولي جديد إلى سوريا. وقبل الإبراهيمي الذي تردد لأيام في قبول مهمة وصفها سفير فرنسا في الأممالمتحدة جيرار أرو بأنها "مهمة مستحيلة" بدلا من كوفي عنان الامين العام السابق للأمم المتحدة الذي يتركها في نهاية هذا الشهر. ولجأت قوات الأسد إلى القوة الجوية على نحو متزايد لطرد مقاتلي المعارضة المسلحين بأسلحة خفيفة في العاصمة دمشق وفي حلب. وتفيد بيانات الأممالمتحدة بأن 18 ألفا قتلوا في إراقة الدماء وبأن 170 ألفا فروا من البلاد نتيجة للقتال. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الجيش قصف أحياء في حلب كبرى المدن السورية. وسيطرت قوات المعارضة على عدة مناطق في المركز التجاري في شمال البلاد وحاولت التصدي لهجوم مضاد يقوده الجيش. وقال التلفزيون السوري إن الجنود واصلوا عملياتهم لطرد "الإرهابيين والمرتزقة" - وهو التعبير الذي تستخدمه السلطات السورية لوصف معارضي الأسد المسلحين - من منطقة سيف الدولة الغربية التي وقع فيها بعض من أعنف المعارك. وأظهرت لقطات وضعت على مواقع إلكترونية قال نشطاء إنها تصوير لمنطقة سيف الدولة اليوم السبت طائرة تحلق على ارتفاع منخفض فوق المباني وتسقط قنبلتين. وقال المرصد إن 20 عربة مصفحة على الاقل انتقلت الى بلدة الميادين الشرقية بمحافظة دير الزور حيث تنتج 200 الف برميل من النفط السوري يوميا. وأضاف أن اكثر من 130 شخصا قتلوا في سوريا امس منهم 15 في دير الزور. وفي بلدة التل شمالي دمشق قال نشطاء محليون إنه تم جمع جثث 40 شخصا قتلوا في قصف في مكان واحد لدفنهم جماعيا. وأظهرت صورة عدة جثث فيما يبدو ملفوفة ببطاطين ملونة في شارع. وسيحمل الإبراهيمي مسمى وظيفيا جديدا هو الممثل الخاص المشترك لسوريا. وقال دبلوماسيون إن هذا المسمى جاء كي ينأى بنفسه عن عنان الذي قال إن مهمته تعثرت بسبب الانقسامات بين القوى الغربية التي تطالب بتنحي الأسد وروسيا وهي حليف مهم للأسد في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. ووصف الإبراهيمي الوضع في سوريا بأنه "مرعب تماما" وقال إنه يحتاج على نحو عاجل إلى معرفة الدعم الذي يمكن أن تقدمه له الاممالمتحدة وقال إنه من السابق لآوانه القول إن كان الأسد يجب أن يتنحى خلافا لعنان الذي قال إنه من الواضح أن الزعيم السوري "يجب أن يتخلى عن منصبه." وسيغادر آخر مراقبي الاممالمتحدة الذين وصلوا الى سوريا منذ اربعة اشهر لمراقبة وقف اطلاق النار بعد منتصف الليل اليوم حين ينتهي أجل تفويضهم. وقالت متحدثة باسم البيت الابيض إنهم سيتركون مكتب اتصال مفتوحا في دمشق بعد رحيلهم غير أنه لم يتم التوصل الى قرار نهائي بشأن حجم قوة المراقبة ودورها. Comment *