هل من الطبيعي، والمنطقي، والعلمي، والتخطيطي.. ان نظل نبحث قضية الاكتفاء الذاتي من القمح. ومن الغذاء عموما، في حدود التوسع الافقي، باضافة مليون ونصف أو مليوني فدان لمساحة القمح الحالية، عندما نستطيع توفير مياه تكفي لاستصلاحها.. أو التوسع الرأسي، بزيادة انتاجية الفدان؟ ان ذلك ضروري طبعا وكان يمكن ان نحققه لو لم تهمل حكوماتنا الزراعة من الأساس وتتجاهل مبادرات علماء الزراعة المصريين، وتهدر تجاربهم الرائدة للتحديث.. لكن، وحتي لو تم انجاز التوسع الافق واضفنا مليوني فدان لمساحة القمح.. والتوسع الرأسي بزيادة انتاجية الفدان الي اقصي حد.. هل سيكفي ذلك لسد الاحتياجات الغذائية، التي نستورد نصف احتياجاتنا منها الآن. وللزيادة السكانية التي تسجل 7.1 مليون نسمة سنويا.. مع ثبات حصتنا من مياه النيل، والتي اصبحنا معها في فقر مائي فعلي.. ومع تغيرات مناخية قد تؤدي لنقص في الانتاج الزراعي، قدره الدكتور نادر نور الدين استاذ الاراضي والمياه بزراعة القاهرة، ب 02٪ .. لذلك، لابد من توسيع افق بحثنا عن حلول، لاستغلال مواردنا، بصورة متكاملة. ومن مواردنا بالتأكيد امكانيات الساحل الشمالي، الشرقي والغربي: الشرقي - سيناء باستكمال اعمال ترعة السلام والمشروع القومي لتنمية سيناء. أما الغربي فأهمها طبعا المحطة النووية، بالضبعة مشروع طريق التنمية المقدم من د. فاروق الباز، مشروع منخفض القطارة. فمن المؤكد ان محطة نووية لانتاج الطاقة سيكون لها ابلغ الاثر في تنمية الساحل الشمالي بشكل عام، ولابد ان يكون للقمح والغذاء عموما، نصيب في ذلك ومشروع منخفض القطارة كان في الاصل وهذا ما جعل اسرائيل والولايات المتحدة تحاربه مرتبطا بهذه المحطة، وحفر المجري المائي الذي يوصل مياه البحر للمنخفض لكن بعد ان وجدت تكنولوجيات غير نووية لحفر المجري.. تجدد بحث المشروع. وقد نشرت منذ شهور خطاب الدكتور يوسف والي بصفته نائب رئيس الحزب الوطني الي الرئيس مبارك ملحقا به مذكرة معلومات عنه وعن المؤامرات التي منعت تنفيذه، وموافقة الرئيس علي اعادة بحثه، وتحديد يوم 02 اغسطس 8002 لاجتماع وزاري لذلك، منع انعقاده حريق مجلس الشوري.. ونسي المشروع. مشروع منخفض القطارة كان الغرض الاساسي منه توليد الكهرباء.. لكن الضابط الوطني مجدي حسنين، مؤسس مديرية التحرير، اضاف اليه تحلية المياه التي ستستخدم في توليد الكهرباء، والاستفادة منها في زراعة مليوني فدان مبدئيا وقد نشرت تفاصيل مشروعه.. وموافقة اكاديمية البحث العلمي عليه عام 7891 لكن كانت المشكلة ان تكلفة الطاقة الشمسية والتحلية كانت لاتزال عالية. وقد نشر زميلي وائل قنديل في »الشروق« يوم 62 اغسطس ضمن سلسلة مقالات عن القمح، رسالة هامة للبروفيسور هشام الدسوقي استاذ الهندسة الكيمائية بجامعة الامام محمد بن سعود، يؤيد فيه الاستفادة من منخفض القطارة في تحلية مياه البحر بتكنولوجيا الاغشية البيولوجية والمصنعة، لزراعة ملايين الافدنة بالقمح. وليت وائل قنديل يتواصل مع البروفيسور هشام لطرح مشروعه متكاملا. ان ذلك ضروري، وقد دعوت لدراسته منذ عشرين عاما، لكن - كالعادة - لم يهتم أحد. لكن الآن.. لقد طلب الرئيس مبارك من الحكومة الاهتمام بتحلية مياه البحر. وعاد ابوالقمح الدكتور عبدالسلام جمعه لحلمه الذي يدعو اليه منذ ربع قرن بزراعة القمح في الساحل الشمالي. ان هذه المشروعات تحتاج لعشرات السنين هذا اذا تشكل مركز علمي - لا بيروقراطي - لدراستها وتضفيرها في منظومة متكاملة لحل مشكلة الغذاء.. والسكان.. معا فهل تفعلون.. أم تضيعون المزيد من الوقت؟.