أعاد القرار الروسي بالتوقف عن تصدير القمح الي الدول التي تم التعاقد معها, وعلي رأسها مصر. قضية الاكتفاء الذاتي من القمح إلي المشهد مرة أخري, وأصبحنا جميعا نردد السؤال نفسه: متي يتم تحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح في مصر؟ إجابة السؤال السابق كانت جاهزة عند المهندس احمد الليثي, وزير الزراعة السابق, الذي أكد انه كانت هناك سياسة زراعية واضحة لتحقيق هذا الهدف المهم, عبر التوسع الأفقي والرأسي وترشيد الفاقد, وقدمت هذه السياسة لمجلس الوزراء في ديسمبر2004, ثم في فبراير2005 عرضت أمام رئيس الجمهورية, ونشرت في جميع وسائل الإعلام, وتحقق بالفعل في موسم2006/2005 زراعة3.1 مليون فدان لأول مرة في مصر, وتحقق ناتج فعلي بلغ نحو8 ملايين, ثم ماذا حدث بعد ذلك؟,, أعيد تشكيل الوزارة في2005/12/30 وخرج وزير الزراعة أحمد الليثي, ثم جاء وزير آخر, وبعد اسبوع من توليه الوزارة في يناير2006 صرح أمام جميع أجهزة الإعلام بأنه لاداعي اطلاقا لتبني سياسة الاكتفاء الذاتي من القمح, مادام لدينا الأموال لشرائه من أي بقعة في العالم!! ووضعت عراقيل أمام الفلاحين في2006 لتوريد القمح للحكومة, مما دفع57 نائبا من مجلس الشعب في2006/5/16 للتقدم بطلبات إحاطة أمام الحكومة, ووقف وزير الزراعة احمد الليثي عضو مجلس الشعب في ذلك الوقت. واشار الي السياسة الزراعية التي تغيرت وطالب بتوحيد سياسة الزراعة وضرورة التزام الحكومة بها, أي حكومة أو وزير! وما حدث من مشكلة القمح في2008, وارتفع سعر الطن المستورد الي500 دولار للطن, مما أدي الي وقوف طوابير العيش المعروفة ولأول مرة في مصر تحدث ثلاث حالات وفيات في طوابير العيش. وأشار أحمد الليثي الي خطاب الرئيس مبارك أمام مجلسي الشعب والشوري في دورة2009 التي طالب فيها الحكومة بتوفير الاكتفاء الذاتي من القمح بنسبة85% وتعليقا علي ذلك ان النتيجة للخطة التي وضعت عام2005/2004 ولتوجيهات السيد الرئيس منذ2009 النتيجة لا شيء, وما حدث في2010 انخفاض الإنتاجية من8 ملايين الي4.5 مليون طن وايضا انخفاض المساحة المنزرعة من3 ملايين فدان في2005 الي2.2 مليون فدان في.2010 ويقترح أحمد الليثي وزير الزراعة السابق العودة لما كانت عليه السياسة الزراعية في2005 ووضع خطة لتحقيق الاكتفاء الذاتي وأشار الي تجربة سوريا التي كانت تستورد155 مليون طن في عام1994 وفي ذلك الوقت هددت الولاياتالمتحدة سوريا بعدم توريد القمح مما أدي الي ان وضعت خطة رئاسية من رئيس الجمهورية بسوريا والعلماء السوريين لتحقيق الاكتفاء الذاتي في القمح, وتم بالفعل خلال ثلاث سنوات تحقيق الاكتفاء الذاتي لديها وتوقفت عن الاستيراد, والأمر من ذلك ان سوريا تصدر لمصر القمح الآن!! ويري أحمد الليثي انه لابد من أن يكون تبني هذا المشروع من السيد رئيس الجمهورية شخصيا وأن تكون لدي وزراء الحكومة القدرة والإدارة والإرادة لتحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح. وأضاف: أنا لا أدري من يضع حاليا العراقيل أمام الفلاح في زراعة القمج, وتوريده مع زيادة اسعار مدخلات الإنتاج الزراعي من الأسمدة والتقاوي, فشيكارة السماد اليوريا كانت تباع ب35 جنيها في2005, ارتفعت الي مائة جنيه في2010, فماذا يفعل الفلاح سوي ان يهجر الزراعة ولا يوجد مستأجر ويتم البحث عن عمل آخر خلاف الزراعة. زيادة المساحة للخروج من مشكلة نقص القمح المنتج محليا ومشاكله الاستيرادية المتغيرة سنة بعد سنة يري عبد السلام جمعة, الملقب بأبو القمح في مصر أنه تستدعي زيادة المساحة المزروعة بالقمح في حدود4 ملايين فدان ولن يتسني ذلك إلا باستصلاح3,4 مليون فدان وهي خطة الدولة حتي عام2017 وثلثهما لزراعة القمح أي بزيادة زراعة القمح مليون فدان لتعطي3 ملايين طن وأضاف: أن استهلاكنا المحلي12 مليونا تم أنتاج8 ملايين طن في العام الماضي انخفض الي6 ملايين طن هذا العام, بسبب ارتفاع درجة حرارة الطقس وانخفاض مياه الري. وأشار إلي أنه تم تعديل استراتيجية الانتاج واستحداثها اعتبارا من2010 حتي2030 وتهتم بجميع الحبوب وتهدف الاستراتيجيات الي إنقاص المساحة المزوعة من الأرز الي1,350 مليون فدان بغرض توفير المياه للري تكفي لزيادة مساحة الذرة الصيفي المزروعة لتصل الي3,5 مليون فدان, ذرة وزراعة4 ملاين فدان قمح في الشتاء بعد استصلاح3,4 مليون فدان في هذه الحالة سيتم انتاج32 مليون طن من الحبوب تكفي الاستهلاك المحلي والمهم ليس في الاستراتيجية كما يقول الدكتور عبد السلام جمعة ولكن المهم آليات الاستراتيجية من سياسات سعرية مجزية للمنتجين المحليين فلابد أن لزراعة الحبوب وتوريدها بأسعار مجزية ويجب ألا تنظر الحكومة للأسعار العالمية كمؤشر لتحديد السعر من حصاد مرتفعة جدا بالنسبة للخارج وفي نفس الوقت العائد بسيط ولكن الحبوب قضية استراتيجية في أي دولة يجب أن تهتم بها وتحافظ علي قدرتها في تحقيق الاكتفاء الذاتي تحسبا لأية مشاكل عالمية. وتعليقا علي ذلك أشار الي أنه مع الازمة الراهنة تم فتح حساب لتجهيز2,5 الي4 مليارات جنيه لتوفير القمح وكان من الاجدي تشجيع الفلاح بالاسعار المناسبة مع تخصيص مبلغ لاستصلاح الاراضي لزراعة الحبوب. واشار الدكتور عبد السلام إلي أن قضية دعم رغيف الخبز لن تحل المشكلة ولكن المطلوب اعطاء الدعم نقديا لمستحقيه ثم يكون الإنتاج وتسعيره وفقا لنوعية وجودة الإنتاج مما سيؤدي بالتالي إلي المنافسة في تحسين الانتاج والجودة وهذا ما فعلته كل دول العالم ومنها سوريا. وبالنسبة لاستصلاح الاراض فهو شبه متوقف لأن الفلاح الصغير وشباب الخريجين لم يحصلوا علي أراضي للاستصلاح وانما اخذها المستثمرون الكبار بغرض الانتظار فترة لبيعها بأسعار مرتفعة دون استصلاح وليس هذا هو الهدف من بيع الاراضي للاستصلاح الصوري. وأشار الي أن الفقر موجود ولابد من الزراعة لتأمين مستقبلنا, أما بالنسبة للمشكلة الحالية فهي ستحل بالاستيراد والدول تسعد بأننا مشترون وما هو حادث الآن هو نقص في الانتاج المحلي والعالمي, بالاضافة الي حجز مساحات في الدول الاخري لزراعة محاصيل منتجة للطاقة وبذلك يكون الهدف هو تغيير استراتيجية الاداء في مصر لتجنب الازمات والطريق الصحيح هو العودة للزراعة الثلاثية مع الحفاظ علي الأراضي الزراعية لدينا لانها من اجود الأراضي الزراعية