شهدت العاصمة الفر نسية باريس سلسلة لقاءات تتعلق بإنتخابات الرئاسة في لبنان، إذ إلتقى ديفيد ولش مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى مع النائب سعد الحريري رئيس ِكتلة المستقبل ، كما التقى جان كلود كوسران الموفدُ الفرنسي مع ميشال عون رئيس ِتكتل التغيير والإصلاح. كما بحث ديفيد ويلش مع نظراء له في الحكومة الفرنسية الملف اللبناني المقرر أن يكون محور نقاشات الرئيس بوش مع نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان. وصرح مسؤول في التيار الوطني الحر بأن العماد ميشيل عون وسعد الحريري اجتمعا في باريس الأربعاء وذلك للمرة الأولى منذ نحو عام، في محاولة لإيجاد حل للمأزق المتعلق بانتخاب رئيس للجمهورية.غير أن المسؤول الذي رفض الكشف عن هويته لم يحدد مكان الاجتماع أو نتائج المحادثات التي دارت فيه واكتفى بالقول أن الاجتماع استغرق أكثر من ساعتين وعقد في جو إيجابي، مشيرا إلى احتمال أن يجتمع الزعيمان مرة أخرى. ويذكر أن هناك مخاوف في لبنان من أن يؤدي عدم انتخاب رئيس جديد إلى تشكيل حكومة ثانية في مواجهة الحكومة الحالية على غرار ما حدث قبل الحرب الأهلية اللبنانية. و من ناحية اخرى، دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الاربعاء اللبنانيين الى تجاوز خلافاتهم من خلال الحوار وانتخاب رئيس للجمهورية للخروج من الازمة السياسية وهو شرط ضروري في رأيه لعودة الاستقرار الى لبنان والمنطقة. وقال بان كي مون في تقرير الى مجلس الامن ان "الازمة السياسية المستمرة في لبنان منذ 11 شهرا انعكست سلبا على سير مؤسساته وحالت دون احراز تقدم في نقاط عدة محورية في القرار 1701 التي لا يمكن تسويتها الا بالحوار الوطني". واعتبر الامين العام انه من الضروري في سبيل استقرار لبنان "انتخاب رئيس قبل انتهاء ولاية الرئيس اميل لحود في 24 تشرين الثاني/نوفمبر". ولتحقيق ذلك دعا "كافة القادة اللبنانيين الى تحمل مسؤولياتهم"و"فتح حوار سياسي بناء يسمح بانتخاب رئيس يحظى باوسع مشاركة ممكنة في اطار احترام الدستور ومن دون تدخلات اجنبية". واضاف "انني قلق من ان نشهد في لبنان قيام حكومتين او فراغا دستوريا" وهما احتمالان "لا بد من تفاديهما". وتابع بان كي مون ان "الاشهر المقبلة ستكون حاسمة للتقدم نحو التطبيق التام للقرار 1701" مضيفا ان تقدما لا يزال ضروريا "في عدد من عناصره الاساسية للتوصل الى وقف دائم لاطلاق النار". واشار الى "الافراج عن الجنديين الاسرائيليين المخطوفين والاسرى اللبنانيين واحترام الحظر على الاسلحة ووقف خروقات الطيران الحربي الاسرائيلي للاجواء اللبنانية وترسيم الحدود اللبنانية السورية وتسوية مشكلة نزع سلاح حزب الله والميليشيات الاخرى المسلحة".