مع دخول لبنان مناخات حسم على اكثر من صعيد وفي غير ملف، تبدو الساحة مفتوحة على المواقف السياسية التي تصب مباشرة في خانة الاستحقاق الرئاسي ومصالح اصحاب هذه المواقف من هذا الاستحقاق. ووسط الانشغال اللبناني بالمعركة الانتخابية في المتن الشمالي وبيروت وصل موفد وزير الخارجية الفرنسية برنار كوشنير السفير جان كلود كوسران امس الى بيروت، حيث كشف مصدر سياسي مطلع لوكالة الانباء 'المركزية' ان محاولات احياء الحوار بين الافرقاء اللبنانيين عبر كوسران الذي بدأ اعتبارا من امس سلسلة اتصالات بالقيادات اللبنانية تحضيرا للقاء الثاني لمشاركي 'سان كلو' في بيروت، تصب في خانة وضع آلية تنفيذية لموضوعي حكومة الوحدة الوطنية واستحقاق رئاسة الجمهورية بهدف سحب التفاهم في سان كلو على هذين العنوانين على اجتماع بيروت المقبل في الثامن والعشرين والتاسع والعشرين من الجاري الذي يرأسه ايضا الوزير كوشنير. واشار مصدر دبلوماسي فرنسي الى ان كوسران الذي يعود الى باريس الاربعاء 'سيتابع نتائج لقاء سان كلو' الحواري بين الفرقاء اللبنانيين كما سيعمل على تحضير زيارة وزير خارجية بلاده المقررة السبت المقبل. وتحدثت المعلومات التي سبقت وصول كوسران الى بيروت عن صيغة هي بمنزلة 'تطوير منطقي' لمعادلة التوازن والتوازي بين الحكومة والرئاسة التي طرحها في زيارته السابقة. كوسران لخص مبادرة بلاده ب'مساعدة الافرقاء اللبنانيين على استئناف الحوار'، ومشيرا الى ان 'لدى سوريا استعدادا لتحقيق الحوار بين اللبنانيين، وان مواقفها واضحة'. ولفت الى انه ذهب الى سوريا للبحث في نتائج ملتقى لاسيل سان كلو الحواري وليس للتفاوض. معركة كسر عظم كوشنير سيصل الى بيروت قبل اسبوع تماما من انتخابات المتن الشمالي التي ان حصلت، ولم تفلح الوساطات في التوافق على مرشح تزكية، فإنها ستزيد من 'كمية العواصف' التي تتجمع فوق هذه الساحة الضيقة، كما يقول رئيس الحكومة السابقة نجيب ميقاتي. والطريف ان يقول بعض النواب ان افضل ما يفعله كوشنير، ما دامت مهمته تتركز على استئناف الحوار، هو التوسط بين الرئيس الاسبق امين الجميل ورئيس التيار الوطني الحر النائب ميشال عون حول المقعد الماروني في المتن الشمالي لأنه في حال حصول المعركة، وهي معركة كسر العظم، ستنعكس النتائج على الوضع العام المتوتر اساسا، خصوصا مع رفع شعارات تعبر عن المناخات السياسية في البلاد، وحتى في بيروت التي لا معركة فيها اساسا، اذ ان شعبية رئيس تيار المستقبل النائب سعد الحريري كاسحة في المناطق ذات الغالبية السنية، فيما 'حزب الله' وحركة 'امل' اللذان يتحكمان باكثر من 30 الف ناخب في الدائرة الثانية ابتعدا عن معركة يعرفان سلفا انها خاسرة. تأكيد التحالف وامس اعلن رئيس التيار الوطني الحر النائب ميشال عون وحزب الطاشناق الارمني والنائب ميشال المر استمرار تحالفهم الانتخابي لخوض المنافسة في المتن الشمالي. واذ اكد المر على التحالف بين تلك القوة سأل: 'ما الذي طرأ لبروز تكهنات حول تبدل المواقف؟' ليشير الى انه 'ما من مبرر لاهتزاز وليس لانفراط، هذا التحالف السياسي القائم منذ سنوات'. ولم يستبعد الامين العام لحزب الطاشناق هوفيك مختاريان حصول توافق، وان علق عون والمر مستبعدين ذلك بعدما اخفقت المساعي، لتدور معركة حامية الوطيس بين الرئيس الاسبق امين الجميل وكميل الخوري. وقال عون: 'نحن لسنا في مواجهة شخصية مع احد، ولكن، بالتأكيد، نحن لا نقدس الاشخاص الذين نواجههم او نشتمهم او نجعل منهم شياطين، ولكن بما انهم شاؤوها ان تكون معركة انتخابية فلتكن معركة نخوضها على اساس مواقف ومبادئ'. وكشف عن ان الرسالة التي نقلها اليه مطران بيروت بولس مطر من البطريرك مار نصرالله بطرس صفير كانت رسالة تمن 'لكننا شرحنا الظروف التي اوجبت خوض المعركة'. قد يساعد على التوافق وتشكك الاوساط المعنية في نجاح مسعى يقوم به النائب بيار دكاش الذي زار الجميل، ليلاحظ ان وجهات النظر متقاربة بين هذا الاخير وعون، وكاشفا عن لقاء سيحصل بين الاثنين برعاية صفير. وقال انه لمس لدى الجميل 'كل الاستعداد للمصالحة والابتعاد قدر الامكان عن المعركة الانتخابية'. وترى اوساط النائب ميشال المر ان الاعلان عن تأكيد التحالف الثلاثي قد يساعد على التوافق حول المقعد الشاغر بعدما اتضحت الخريطة الانتخابية ولم يعد هناك من التباس حول مسار المعركة. وقد قدم المرشح عن المقعد الماروني في المتن الشمالي جوزف الاسمر مراجعة ابطال امام مجلس الشورى لابطال ترشيح مرشح التيار الوطني الحر كميل خوري بدعوى 'ان ما بني على باطل فهو باطل، كون خوري اعلن صراحة انه ترشح كي يتمكن من الطعن في دستورية الانتخابات وقانونيتها'.