لا أدافع عن أحد ، ولا أقدم تبريرات لأى جهة، ومواقفى معروفة منذ سنوات طويلة، من كافة القضايا العربية المطروحة ، توجهى واضح وصريح، وقناعاتى أن الخطر الأكبر والأهم على المنطقة العربية هو مشروع الكيان الصهيونى ، بوصلتى لا تتغير بفعل الأحداث، ولا تتبدل نتيجة الظروف ، اختلفوا مع جماعات المقاومة كما تريدوا، تحت أى أسباب، وقد فعلتها أنا ايضا أكثر من مرة ، تجاه حزب الله تحديداً، عندما انغمس حتى النخاع فى أزمات الداخل اللبنانى ، وأصبح جزءاً من معادلة سياسية معقدة، وسبباً فيها ، منذ أن اقتحم بيروتالغربية فى مايو 2008 ، فى موقف نال من شرعيته كحزب مقاوم، وخصما من انجازاته وأبرزها دفع الجيش الإسرائيلى إلى الانسحاب فى عام 2006، فى انتصار أفرز معادلة ردع متبادل وقواعد اشتباك معمول بها، واختلفت معه حول التدخل فى سوريا بعد مارس 2011 ، ولكن أرفض وأدين حالة الهجوم والتشفى والسعادة التى يعيشها البعض، مع ما جرى مؤخرا من هجمات إسرائيلية على حزب الله ، كشفت عن اختراق أمنى بصورة غير مسبوقة، والتى تحولت إلى ممارسة اجرام حقيقى فى حق الشعب اللبناني، بتلك الهجمات التى تستهدف المدنيين وتدمير البنية التحتية ، والتخطيط للعودة به إلى العصر الحجري، كما صرح ذات مرة، وزير الدفاع الإسرائيلى غالانت، وحتى قبل التطورات الأخيرة. ياسادة الأمر أكبر من مناكفة سياسية، أو خلاف مرحلى يمكن تأجيل طرحه وحسمه ، فنحن أمام مخطط إذا نجح، فهو ينهى أى إمكانية لإقامة دولة فلسطينية، بشقين، الأول يطلق عليه (خطة الجنرالات) التى أعدها رئيس شعبة العمليات الأسبق فى هيئة أركان الجيش الجنرال الاحتياط غيور ايلاند القريب من نتنياهو، وتنص على تهجير السكان المتبقين فى شمال غزة وتحويلها إلى منطقة عسكرية مغلقة، وتنفيذ عمليات التهجير فى بقية أنحاء القطاع، وينطبق الأمر على الضفة الغربية والقدس، بالتهجير إلى الأردن ، كما يسعى إلى تفكيك الخصوم، أو جماعات المقاومة واحدا تلو الآخر ، بدأت مع حماس، وتركز الآن على حزب الله ، ثم يأتى دور جماعة الحوثي، وبعدها ، يتم الإعلان عن إسرائيل الكبرى ، قائدا للمنطقة، وليس شريكاً فيها ، فى اطار مشروع الشرق الأوسط الجديد، والذى طرحه عام 2006 شيمون بيريز وزير الخارجية فى ذلك الوقت ، وتحديدا فى كتابه الذى حمل نفس الاسم، تكون فيه إسرائيل القوة العظمى المعتمدة على قدرات عسكرية، تتوافق مع مفهوم أن الجيش الإسرائيلى هو الدولة، ظهر الجيش وبعدها قام بمهمة تأسيسها ، كما يعتمد ايضا على قدرات اقتصادية، وتقدم تكنولوجى بشقيه العسكرى والمدنى ، ولكن نتنياهو يختلف عن بيريز ، فهو يرفض دفع ثمن ذلك ، بالتوصل إلى تسوية سياسية، تسمح بقيام دولة فلسطينية. يا سادة، أذكركم فإن الذكرى تنفع الجميع ، وقوف نتنياهو على منصة الأممالمتحدة، فى مثل هذه الأيام من العام الماضي، ليبشر العالم بإن إسرائيل ستكون الكيان الذى سيربط الشرق بالغرب عبر الممر الاقتصادي، الذى يبدأ من الهند مروراً بالشرق الأوسط حتى أوروبا، عبر إسرائيل، بعد اتمام التطبيع مع الجوار الجغرافي، والانتهاء من تدمير المقاومة، التى يتعامل معها( كحجر عثرة ) أمام المشروع، وينتظر على ( أحر من الجمر) وصول صديقه ترامب إلى البيت الأبيض، باعتباره شريكه والداعم الأول ، وكانت الخطة فى طريقها إلى التنفيذ، لولا فشله فى الانتخابات الرئاسية الماضية أمام بايدن، وقد يفسر ذلك حرصه على إطالة أمد الحرب، وعدم إعطاء هاريس وحزبها الديمقراطي، أى جائزة تفيدها فى حسم الأمر لصالحها. المنطقة على أبواب الجحيم - لا قدر الله- إذا خرج نتنياهو منتصرا فى المواجهة الأخيرة، والنار ستشتعل فى الجميع، فهو يتعامل أنه (الزعيم المخلص)، الذى يمنع الكارثة التى تلوح فى الأفق بالنسبة لإسرائيل. كلمة أخيرة للمهاجمين والشامتين فى قوى المقاومة، ( استقيموا يرحمكم الله).