أعلن رئيس ديوان الوقف الشيعي العراقي صالح الحيدري، ورئيس ديوان الوقف السني العراقي محمود الصميدعي أن فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر حملهما رسالة إلى المعنيين في العراق أكد فيها إستعداد الأزهر لإستضافة مؤتمر جامع للسنة والشيعة يعقد تحت رعايته. جاء ذلك خلال اللقاء المشترك الذي جمعهما مساء اليوم السبت في صالون السفير ضياء الدباس سفير دولة العراق بالقاهرة ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية بمقر السفارة بالقاهرة في إطار مشاركتهما مؤخرا في المؤتمر الذي نظمه الأزهر الشريف لمواجهة التطرف والإرهاب. وقال صالح الحيدري "إن فضيلة الإمام أكد أن الأزهر بكل إمكانياته وعلمائه مستعد لإستضافة مؤتمر لقادة السنة والشيعة، ونحن عبرنا عن شكرنا العميق لهذا الحس الإسلامي القوي تجاه الشعب العراقي، وسوف ننقل هذا المقترح المشكور والمقدر إلى المختصين لدراسته". وأضاف "نحن سعدنا لإقامة الأزهر مؤتمرا عالميا لمناهضة الإرهاب، فالأزهر صوت كبير وكريم، وأعتقد أن المؤتمر له دور كبير في محاربة الإرهاب ربما أكثر من دور طائرات التحالف لطرد تنظيم "داعش"، ونذكر بكلمات الوفاء هذه الوقفة للأزهر الشريف آملين أن تلقى الصدى المناسب". واتفق الحيدري والصميدعي على أنه لا توجد أي نزاعات طائفية بين السنة والشيعة في العراق، وأكدا أن تنظيم "داعش" الإرهابي جزء لا يتجزأ من التكفيريين وتنظيم القاعدة. وشدد الشيخ الصميدعي على أهمية توحد الشعب العراقي في مواجهة آفة الإرهاب، وقال "إن الفتنة التي يتحدث عنها الجميع بين السنة والشيعة غير موجودة، وإن أهل السياسة هم الذين يصرحون بأن هناك فتنة وتهميشا لتحقيق أغراضهم السياسية". ورأى أن العراق سيتجاوز هذه الأزمة، وأنه يسير إلى الأمام والتطور، وما هي إلا سنوات قليلة ويسترد العراق عافيته ومكانته المعهودة. من جانبه، رفض الشيخ صالح الحيدري الاتهامات التي توجه إلى السنة بأنها تدعم تنظيم "داعش" الإرهابي، وقال إن "داعش" احتلت الموصل وهي منطقة يسكنها سنة، وقاموا بتشريد أهلها، فكيف يستقيم هذا مع ما يقال. وانتقد التدخلات الخارجية في الشأن العراقي، وقال إنها تعزز من الإرهاب وإثارة الفوضى، وقال "إن أكبر دليل على الود والتآخي بين السنة والشيعة أنني رئيس الوقف الشيعي والدكتور محمود الصميدعي رئيس الوقف السني، ودائما ما نتواجد جنبا إلى جنب في الحوارات التي تتم داخل العراق وخارجه، نكون سويا كل واحد يمثل الجهتين، ونتألم عندما نسمع معلومة غير دقيقة وأخذت من مصادر غير سليمة". وأضاف "لا توجد نزاعات طائفية بين السنة والشيعة، فأهل السياسة هم الذين يصرحون بالطائفية، ونحن لا نلمس ذلك، فمثلا رئيس الجمهورية سني وعنده نائب شيعي ونائب سني، ورئيس الوزراء شيعي وله نائب سني وآخر شيعي، وكل الوظائف في الدولة بها توازن". وقال الحيدري "إن الإعلام المصري متميز وله تأثير، فالإعلام يمكن أن يشعل فتنة ويمكن أن يطفئها ويمكنه التوفيق ويمكنه التفريق، وله دور كبير إذا ما كان مهنيا يريد التوافق والتوائم، لا يضخم ما لا يستحق أو يصغر القضايا الهامة، ونحن نعول على الإعلام ودوره لأنه يحمل أمانة كبيرة". ومن جانبه، قال الصميدعي "إن ما يحدث في العراق ليس عراقيا وجاءنا من الخارج والضحية المواطن العراقي، ونحن لا ننكر أن هناك متطرفين من السنة ضد الشيعة والعكس وداعش احتل جزءا من العراق والمحافظات السنية وقتل علماء السنة ولو كان داعش موالي للسنة ما فعل ذلك، وهناك متطرفون شيعة قتلوا وحرقوا المساجد، ولا بد من عدم حساب هؤلاء على السنة والشيعة، وكل من له يد سوء في العراق لا بد أن يحارب". وأضاف "معظم المصائب تأتينا من الخارج بعمل مخابراتي، ولو ترك العراق فخلال أسبوع واحد لن ترى تفجيرا واحدا، فهناك مشبوه كبير للأجانب، ونحن وجدنا بريطانيين يلبسون العقال والغترة ويفجرون في البصرة، وفي الحقيقة، حدودنا الآن مفتوحة وكل من يأتي يريد الفتنة ونسبة 70 % من التفجير والقتل ليست بأيدي عراقيين".