قال عبد الرحيم ريحان أمين لجنة الإعلام بالاتحاد العام للآثاريين العرب والمدير العام بمنطقة آثار جنوبسيناء أن أسطورة الهيكل المزعوم هى أكبر جريمة تزوير للتاريخ . وقال في دارسة أثرية تاريخية تحت عنوان " حقيقة الهيكل المزعوم " أن اليهود ذكروا أن نبى الله سليمان بنى هيكل مقصود به مكان لحفظ تابوت العهد وأن هذا الهيكل يزخر بالرموز الوثنية والأساطير الخاصة بعبادة الآلهة الكنعانية وأن نبى الله سليمان بنى الهيكل لإله اليهود يهوه أو ياهو وهذا يعنى أن الهيكل بنى لحفظ تابوت العهد فإذا أثبتنا أن تابوت العهد لا وجود له فى عهد نبى الله سليمان ، إذاً فلا حاجة لبناء الهيكل من الأصل ، ويدّعى اليهود أن نبى الله سليمان كان يعبد إله غير الذى كان يعبده باقى الأنبياء وهو ياهو إله بنى إسرائيل وأنه كان من عبدة الأوثان لأنه بنى معبد يزخر بالرموز الوثنية فإذا أثبتنا أن نبى الله سليمان لم يكن من عبدة الأوثان وكان يعبد الله رب العالمين كسائر الأنبياء فهذا يعنى أنه لا حاجة لبناء هيكل ضخم كما وصفه اليهود لإله اليهود يهوه . ويضيف أن تابوت العهد هو صندوق مصنوع من خشب السنط أودع به لوحى الشهادة اللذان نقشت عليهما الشريعة وتلقاها نبى الله موسى عليه السلام بسيناء وكان بنى إسرائيل يحملونه معهم أينما ذهبوا ولقد نشرت صحيفة معاريف الإسرائيلية فى عدد 7 فبراير 1997 أن منليك بن سيدنا سليمان من بلقيس ملكة سبأ سرق تابوت العهد من أبيه أثناء بناء الهيكل وهرب به إلى الحبشة و أن الهيكل لا يعنى أى شئ بدون تابوت العهد وأن الحفائر تحت المسجد الأقصى للتوصل للهيكل ستبوء بالفشل وستهدم المسجد وأضافت الصحيفة إن هذه القصة موجودة فى كتاب (ترنيمة الملوك) وهو كتاب أثيوبى كتبه الحاخام الأثيوبى ( نيبوز جيز اسحق ) فى القرن 14م ، ولقد ذكر تابوت العهد فى القرآن الكريم أيام أول ملك لبنى إسرائيل وهو طالوت (الذى تذكره التوراة باسم شاؤل) سورة البقرة من أية 246 إلى 248 وكانت حدود مملكة طالوت خارج مدينة القدس حيث أقاموا أول معبد لهم فى مدينة جبعون وكان اليبوسيون العرب ما يزالون يحكموا مدينة القدس إذاً فلا وجود لتابوت العهد بعد ذلك التاريخ والاحتمال الأكبر أنه فقد منهم فى أحد الحروب لأنهم لم يحافظوا على ما جاء فى لوحى الشهادة وبالتالى فلا وجود لتابوت العهد فى عهد نبى الله سليمان ولو افترضنا جدلاً أن تابوت العهد كان موجوداً أثناء البناء ثم سرق منه فلماذا يكمل البناء ؟ولأى غرض سيبنيه بهذه الفخامة ؟ ولقد ذكر فى القرآن الكريم ملك نبى الله سليمان وليس من بينه هيكل وثنى بل كان له قصر عظيم من الزجاج الصافى شاهدته بلقيس ملكة سبأ وعندما تأكدت أنه نبى الله أتاه الملك والعلم والنبوة وليس فقط كسائر الملوك آمنت وأسلمت لله رب العالمين وليس لياهو إله بنى إسرائيل والذى يدّعى اليهود أن نبى الله سليمان كان يعبده "سورة النمل أية 44" . فإذا كان نبى الله سليمان يعبد الله الواحد كسائر الأنبياء فلماذا يبنى هيكل وثنى لإله بنى إسرائيل ياهو كما يدّعى اليهود ؟ أسطورة البناء وعن أسطورة البناء يوضح ريحان أنه من خلال قصة بناء الهيكل كما يذكرها كتبة التوراة "فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمناً قليلاً فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون" سورة البقرة أية 79 نجد كم من التناقضات فهم يحركوا رغبة إلههم يهوه وفقاً لرغبتهم ليتحقق لهم ما يريدون فيذكروا أولاً عن بناء الهيكل أن رغبة يهوه الذى عاش حياة التجوال فى الخيام فى سيناءوفلسطين أنه لا يريد بيتاً مبنياً لنفسه ، ومعنى هذا أن من يفكر فى بناء بيت أو هيكل للإله يهوه فإنه يسير ضد رغبة الرب كما يعتقدوا لذلك يجب ألا يفكر أحد فى بناء هيكل وعندما فكر نبى الله داود عليه السلام عام 1000ق م فى نقل تابوت العهد من قرية يعاريم (على الحدود الغربية لمملكته ) إلى أورشليم لم يستطع وذلك لأنه لم يكن من حق بشر أن ينقل تابوت العهد بل من تنزيل إلهى وهذا يعنى أنه لا يوجد تنزيل إلهى حتى يبنى نبى الله داود هيكل لحفظ تابوت العهد ، ولكن لأنهم يحركوا رغبة الرب وفقاً لرغبتهم للحصول على تفويض إلهى ليبارك الرب ما يدور فى أذهانهم ويخططون له وهذا يجسد فكرة احتلال أرض الميعاد كما يعتقدوا بمؤازرة إلهية لذلك سمح الرب بنقل تابوت العهد من يعاريم إلى أورشليم بعد ثلاثة أشهر عندما حاول نبى الله داود مرة ثانية فاشترى نبى الله داود الموقع الذى سيبنى عليه المعبد أو الهيكل المزعوم من الملك أرونة (أرنان) أحد ملوك اليبوسيين العرب ، ورغم أن الرب قد وافق على نقل التابوت كما يدّعوا عاد فغضب مرة أخرى وأرسل الطاعون على المملكة فقتل 70 ألف شخص فى ثلاثة أيام ورغم غضب الرب عاد فوافق على البناء لذلك أشار أحد المقربين لنبى الله داود بأن يبنى معبد للرب يهوه فى الموقع الذى اشتراه نبى الله داود من الملك أرونة (أرنان) وعندما بدأ حكم نبى الله سليمان 970ق م بنى معبد للرب يهوه فى هذا الموقع وهو الهيكل المزعوم . الأقصى والصخرة المقدسة وعن الأقصى الواقع الدينى التاريخى الأثرى قال ريحان أنه عندما فتح الخليفة عمر بن الخطاب رضى الله عنه القدس 15 هجرية – 636م فإن أول ما فعله هو البحث عن مكان المسجد الأقصى والصخرة المقدسة واضعاً نصب عينيه الرواية التى سمعها من رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء ، وسأل الصحابة وكعب الأحبار (وهو من اليهود الذين أسلموا ) والبطريرك صفرنيوس بطريرك القدس وكان عمر بن الخطاب يراجع المرافقين له حين يدلونه على مكان لا يجد أوصافه تنطبق على ما لديه قائلاً ( لقد وصف لى رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد بصفة ما هى عليه هذه ) - والمقصود هنا البقعة المباركة التى أسرى برسول الله صلى الله عليه وسلم إليها وصلى فيها إماماً بجميع الأنبياء وليس المسجد كبناء والصخرة المقدسة التى عرج منها للسموات العلى- وقد عثر الخليفة عمر بن الخطاب على مكان المسجد الأقصى والصخرة المقدسة وكان المكان مطموراً بالأتربة التى تكاد تخفى معالمه وعند رفع الأتربة كان المكان خالى تماماً من بقايا أى مبانى سابقة ورغم أن اليهود يدّعوا أن تيتوس الرومانى دمر الهيكل الثانى عام 69م فعندما رفع عمر بن الخطاب الأتربة لم يكن هناك ولو حجر واحد من مبانى سابقة ولا أى شواهد أثرية تدل عليه وهذا طبيعى فإذ لم يكن هناك هيكل أول فبالتالى لايوجد هيكل ثانى . وأمر عمر بن الخطاب بإقامة مسجد موضع المسجد الأول ، وإقامة ظلة من الخشب فوق الصخرة المقدسة ، وعندما جاء الخليفة الأموى عبد الملك بن مروان بنى قبة الصخرة فوق الصخرة المقدسة عام 72هجرية – 691م ، ثم بنى الخليفة الوليد بن عبد الملك المسجد الأقصى عام 86هجرية – 709م ، والمسجد الأقصى المذكور فى سورة الإسراء أية 1 ليس المقصود به المسجد كبناء معمارى فلم يكن هذا البناء قائماً بالقدس سنة 621م ليلة الإسراء وإنما المقصود بالمسجد الأقصى مدينة القدس كلها وكذلك عبارة المسجد الحرام تعنى كل مدينة مكة ولا تقتصر على الكعبة والمسجد الحرام فقط حائط البراق ويشير ريحان لمثال واضح عن معاملة إسرائيل للعلماء الشرفاء الذين كذبوا وجود هيكل لنبى الله سليمان بفلسطين حين قامت عالمة الآثار البريطانية كاثلين كينيون بأعمال حفريات بالقدس وطردت من فلسطين بسبب فضحها للأساطير الإسرائيلية حول وجود آثار لهيكل سليمان أسفل المسجد الأقصى ، ولقد اكتشفت أن ما يسميه الإسرائيليون مبنى إسطبلات سليمان ليس له علاقة بسليمان ولا إسطبلات أصلاً بل هو نموذج معمارى لقصر شائع البناء فى عدة مناطق بفلسطين ولقد نشرت هذا فى كتابها (آثار الأرض المقدسة) ، وهذا رغم أن كاثلين كينيون جاءت من قبل جمعية صندوق استكشاف فلسطين لغرض توضيح ما جاء فى الروايات التوراتية لأنها أظهرت نشاطاً كبيراً فى بريطانيا فى منتصف القرن 19 حول تاريخ الشرق الأدنى . أما ما يدعيه اليهود باسم حائط المبكى على أنه من بقايا الهيكل القديم فقد فصل فى هذه القضية عام 1929م حيث جاء فى تقرير لجنة تقصى الحقائق التى أوفدتها عصبة الأمم السابقة على الأممالمتحدة (إن حق ملكية حائط المبكى - البراق – وحق التصرف فيه وفيما جاوره من الأماكن موضع البحث فى هذا التقرير هى للمسلمين لأن الحائط نفسه جزء لا يتجزأ من الحرم الشريف . ويقول ريحان في دراسته عن الهيكل الذى يدّعيه اليهود والغير مستند إلى أى شواهد تاريخية أو أثرية ولا وجود له إلا فى أذهانهم ، وحتى لو سايرنا ما فى أذهانهم فإن البعض من بنى إسرائيل كانوا يعبدون آلهة أخرى إلى جانب الرب يهوه إذ كانوا يرون أنه إله أجنبى لم يستقر كما ينبغى فى كنعان وكان لا يزال مرتبطاً بالبقاع الجنوبية من سيناء وعسير وباران (تكوين 36/20) وكانوا يعبدون آلهة مثل بعل وغيره ويقيمون فى أعلى الجبال الأنصاب ويطلقون لها البخور وهذا هو إفسادهم الأول وهو الشرك بالله الواحد ، وقد أقاموا عدد من المعابد ربما كان أحدهم أهمهم بالنسبة لهم فربطوا بينه وبين نبى الله سليمان وبين تابوت العهد وذلك لإيهام العالم بأن اغتصابهم للأرض العربية ومؤامرتهم لهدم المسجد الأقصى تنفيذاً للوعد الإلهى وبحثاً عن أوهام وأكاذيب اختلقوها وصدّقها الجميع حتى صارت كالحقيقة فصدّقوها هم أنفسهم .